- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا ترامب عاجزة عن القيام بما لم يستطع القيام به الخرف بايدن
الخبر:
أطلق الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عددا من التصريحات المثيرة للجدل والتي تعكس بوضوح مدى الاختلاف في السياستين الداخلية والخارجية لأمريكا مع الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته جو بايدن. فعلى صعيد السياسة الخارجية قال ترامب إنه سيوقف ما وصفها بالفوضى في الشرق الأوسط، كما سيوقف الحرب في أوكرانيا ويمنع اندلاع الحرب العالمية الثالثة، وذلك من دون أن يوضح كيف سيقوم بكل ذلك. ويشن كيان يهود - بدعم أمريكي مطلق - منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023م حرب إبادة جماعية على قطاع غزة استشهد وأصيب فيها أكثر من 153 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، كما خلفت أكثر من 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت الأطفال والمسنين. وكان ترامب هدد في وقت سابق هذا الشهر بأنه إذا لم يتم إطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة قبل تنصيبه في 20 كانون الثاني/يناير المقبل، فسيكون هناك "جحيم" في الشرق الأوسط، وقال إن المسؤولين سيتلقون "ضربات أشد من أي ضربات تلقاها شخص في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية الطويل والحافل".
وعلى الصعيد الداخلي قال ترامب إنه سيقوم بتغييرات كبيرة في واشنطن، والأغلبية الجمهورية في الكونغرس تدعم ترشيحاته للمسؤولين. وكان ترامب أعلن الشهر الماضي اختياراته لأعلى 20 منصبا داخل حكومته، حيث اختار مجموعة من المسؤولين التقليديين وغير التقليديين للمناصب العليا خلال أقل من 3 أسابيع فقط من الانتخابات الرئاسية. وجمعت اختيارات ترامب بين شخصيات عدة ذات خلفيات أيديولوجية متناقضة، إلا أنهم يتحدون في دعم إطار حركته الشعبوية "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" المعروفة اختصارا باسم "ماغا". (الجزيرة)
التعليق:
شعار الحزب الجمهوري في أمريكا هو الفيل، وللفيل في تاريخ المسلمين حكاية جميلة، فقد كانت الفيلة القوة الضاربة القوية التي كان يستخدمها الفرس في حروبهم، ولكن ظلّت الفيلة كذلك حتى واجه الفرس المسلمين في معركة القادسية، فقام المسلمون بتحييد تلك القوة بقطع خراطيمها وفقء عيونها، وهذا ما سيكون عليه حال الفيل الأمريكي على يد دولة الخلافة الراشدة القائمة قريبا بإذن الله. وللفيل حكاية أخرى رواها لنا القرآن العظيم، حيث جاء بها أبرهة الأشرم لهدم الكعبة، فما كان مصيرها إلا أن أرسل الله عليها حجارة من سجيل، فأصبحت أثرا بعد عين، وسواء أكان ترامب أبرهة الأشرم أم رستم فرخزاد، فإن الله ثم المسلمين له بالمرصاد.
إن ترامب هذا الذي يعد بأنه سيوقف الفوضى، هو ودولته سببها ومن أشعل نيرانها، فأمريكا هي التي دعمت يهود بكل أشكال الأسلحة وهي التي نصّبت على كثير من بلاد المسلمين طواغيت أمثال بشار الفار وابن سلمان، وما زالت تدعم الطواغيت أمثال السيسي وأردوغان وغيرهما، ولا ننسى مقولته ووصفه للسيسي بـ"دكتاتوري المفضل"، لذلك لا يظن ظان أن ترامب رجل السلام الذي سيحققه في الشرق الأوسط، بل هو يقول إنه سينهي الفوضى بمزيد من القتل والبطش، تماشيا مع سياسة أمريكا التي تقوم على القتل والبطش بشعوب بلاد المسلمين الثائرة على طواغيتها، تماما كما وعد هو بأن يشن "جحيماً" في الشرق الأوسط إن لم يتم الإفراج عن أسرى يهود في غزة، فما الجديد في سياسة ترامب مخالف لما عليه سياسة بايدن؟! أما بخصوص أوكرانيا، فترامب سيتصرف كزعيم عصابة يتخلى عن أحد رجاله؛ زيلنسكي ودولته ويسلمها لروسيا مقابل مكاسب حقق بعضاً منها في سوريا وصفقة أخرى سيعقدها مع بوتين زعيم المافيا الروسي، أما قصة الحرب العالمية الثالثة ومنعه من حدوثها، فهي ليست إلا لفرض العضلات وللاستهلاك المحلي والإعلامي، فما هي أطراف الحرب العالمية إن لم تكن أمريكا الطرف المعتدي فيها؟! فإن كانت هناك حروب قادمة فأمريكا هي التي ستشعلها، وكما قيل "يسلم العالم من أمريكا وهو بخير".
لم تدّخر أمريكا، على خلاف تعاقب إدارتها الجمهورية والديمقراطية، جهدا في فرض هيمنتها وسياستها على دول العالم، وهي دائما تستخدم عملاءها ووكلاءها في العالم لتحقيق تلك الغايات، بينما فشلت هي في تحقيق أي إنجاز بقوتها الذاتية، لذلك لن يكون ترامب بأقدر على تحقيق مزيد من الإنجازات في الشرق الأوسط وما حوله بمعزل عن تواطؤ وتخاذل عملاء أمريكا في العالم، فلولا هؤلاء العملاء لما استطاع ترامب التلويح بعصا غليظة يهدد فيها العالم، كما أن هؤلاء العملاء لو كانوا يعقلون لتمكنوا من الانقلاب عليها بمجرد التمرد على إرادتها الأنانية.
أما على الصعيد الداخلي، فإن ترامب ليس لديه وصفة سحرية لمعالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والصحية التي تعصف ببلاده، فقد أوصلها النظام الرأسمالي إلى حالة من السوء معالمه احتكار الثروة بأيدي أقل من 1%، ما جعل أمريكا لا تختلف عن الدول الفاشلة في العالم، حيث يستحوذ الفاسدون من الحكام والمتنفذين على ثروات البلاد وباقي الناس يعيشون في فقر مدقع، وهذا هو الحاصل الآن في أمريكا، حيث أصبح ملاك الشركات العملاقة يستحوذون على ثرواتها - وأكثرها من ثروات العالم - وباقي الناس يعيشون على ما يلقمونهم به الرأسماليون من فتات، وهذا الحال ليس فسادا من الرأسماليين فقط بل هو النظام الرأسمالي الذي يقوم على نظريات اقتصادية مثل الاحتكار وتركز الثروة والربا والمضاربات...الخ، فهل يظن عاقل أن ترامب يفكر خارج الصندوق الرأسمالي الذي هو نفسه جزء منه، ومنتفع من فساده وعفنه؟!
إنّ المتوقع من هذا الشقي هو أن يستمر على ما هي عليه بلاده من إجرام عالمي وفساد داخلي، وسيظل يستخدم الوسائل والأساليب التي استخدمها سلفه ﴿وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾. ولن يقر للعالم أي قرار إلى أن يأتي أحد أحفاد سعد بن أبي وقاص، فيقطع خرطوم أمريكا والغرب الكافر ويفقأ أعينهم، في معركة قادسية أخرى في ظل دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فيرسل الله سبحانه وتعالى على جيوشهم طيرا أبابيل تجعلهم كعصف مأكول.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال المهاجر – ولاية باكستان