الأربعاء، 08 رجب 1446هـ| 2025/01/08م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الغرب الخائف يحاول تضليل الأمة وإخراجها عن مسارها من منتصف الطريق نحو النصر

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الغرب الخائف يحاول تضليل الأمة

وإخراجها عن مسارها من منتصف الطريق نحو النصر

 

 

 

الخبر:

 

أطلقت مؤسسة الإيكونوميست الإعلامية البريطانية على بنغلادش لقب "دولة العام"، مدعية أنها أظهرت تحسنا أكثر وضوحاً على مدار العام الماضي، وجاء في تقرير الإيكونوميست "الفائز لدينا هو بنغلادش، التي أطاحت بمستبد، وكان ذلك في آب/أغسطس، حيث أجبرت الاحتجاجات بقيادة الطلاب الشيخة حسينة، التي حكمت بلادا يبلغ عدد سكانها 175 مليون نسمة لمدة 15 عاماً، وهي ابنة بطل الاستقلال، لكنها أصبحت قمعية، وزورت الانتخابات، وسجنت المعارضين وأمرت قوات الأمن بإطلاق النار على المتظاهرين، وسُرقت مبالغ ضخمة من المال في عهدها" (المصدر)

 

التعليق:

 

إن القيم الغربية هي المسؤولة عن خلق المستبدين والدكتاتوريين والظلمة في البلاد الإسلامية. والحرية هي حجر الزاوية في الحضارة الرأسمالية الغربية، التي تؤمن بالرجال وتصفهم بأنهم أحرار. يقول أندرو هيوود في كتابه "المفاهيم الأساسية للسياسة والعلاقات الدولية" إن "الحرية تعتبر القيمة السياسية العليا في المجتمعات الليبرالية الغربية". والرجل الحر هو الذي لا يخضع لقيود خارجية أو قوة قسرية سواء أكانت مادية أو أخلاقية أو روحية، من خارجه. وهذا هو الأساس الذي بنيت عليه الحضارة الرأسمالية الغربية بأكملها. وتتلخص فكرة الحرية هذه في أن يفعل الشخص ما يحلو له دون "إلحاق الضرر بالآخرين"؛ ومع ذلك، فإن ما يشكل ضرراً بالآخرين لا يمكن تحديده وتعريفه إلا بالقانون! وهذا يعني أن الحكام يمتلكون ما يسمى "الحرية المطلقة" لأنهم يتمتعون بالسلطة التشريعية ويحددون ماهية القانون.

 

وهذه السلطة التشريعية للحكام، التي تقوم على فكرة الحرية، هي الجاني الرئيسي الذي يولّد المستبدين والدكتاتوريين والظلمة. يظهر العالم الغربي موقفاً ناقداً للمستبدين أو الدكتاتوريين؛ ومع ذلك، فإن ما يسمى "حكامهم الديمقراطيين" هم أيضاً ظلمة على الأساس نفسه وهم يشكلون كل مسألة تتعلق بالشؤون الفكرية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية من خلال سن القوانين التي تناسب مصالحهم الشريرة.

 

لم تصنف مجلة الإيكونوميست أو الغرب حسينة على أنها مستبدة طوال 16 عاماً من حكمها القمعي. حتى بعد إجراء 3 انتخابات هزلية متتالية، وسجن معارضيها الليبراليين، وارتكاب عمليات قتل خارج نطاق القضاء، ونهب وسلب كل قطاع ممكن من اقتصاد البلاد وقمع الإسلام المبدئي، وقد أطلقت عليها مجلة الإيكونوميست اسم المرأة الحديدية في آسيا ووصفت حكمها بأنه حكم الحزب الواحد المحب! لقد دعتها الدول الغربية الليبرالية واستضافتها عدة مرات، وقدّمت لها التوجيه والمشورة، واستغلت قبولها للبقاء في السلطة، حيث أيدت قيمهم الليبرالية وحاربت صعود الإسلام السياسي. ومن المدهش أنها بعد السقوط، تحولت بين عشية وضحاها إلى حاكمة مستبدة في نظرهم! في الواقع، تبنى الغرب موقفاً يتماشى مع المشاعر العامة للناس وفي الوقت نفسه يتلاعب بهذه المشاعر للحفاظ على قيمهم الليبرالية الشريرة سليمة وخارج نطاق التساؤل. إن مجرد خلع حاكم مستبد من خلال الحفاظ على القيم الغربية ليس نجاحاً، ولا هو انتصار. ومع ذلك، من خلال تصوير هذا على أنه انتصار و"تحرير ثانٍ"، يحاول العالم الغربي خلق رضا زائف بين المسلمين في بنغلادش، وإن إعلان بنغلادش "بلد العام" ليس سوى وقود رخيص لهذا الرضا الزائف.

 

إن المسلمين في بنغلادش يجب أن يكونوا حذرين من هذه الأجندة الغربية المتمثلة في الحفاظ على القيم الغربية مثل الحرية والليبرالية سليمة في نظامنا الحاكم من خلال إيجاد حالة رضا كاذبة وتضليل الناس بكلمات جوفاء مثل بناء الأمة وإعادة الإعمار وتعزيز الديمقراطية ومؤسسات الدولة. وإذا ظلت هذه القيم الغربية أساس نظامنا الحاكم، فإن الحكام سيستمرون في امتلاك السلطة التشريعية وسيستمرون في قمع الناس من خلال تشكيل كل مسألة تتعلق بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والسياسية من خلال سن القوانين التي تناسب المصالح الشريرة لهم ولأسيادهم الأجانب.

 

إن خلع الطاغية حسينة وإزاحتها عن العرش هو نجاح كبير حقاً، لكنه ليس إلا نصف الطريق نحو النصر. ولتحقيق النصر المطلوب، يحتاج المسلمون إلى قطع المسافة الكاملة متجاهلين الأعذار الواهية التي يتداولها أتباع الدول الغربية الكافرة التي تنوي إيقاف مسيرة النصر. والمسافة المتبقية هي خلع ونفي جميع القيم الغربية، بما في ذلك الحرية والليبرالية والديمقراطية؛ وإننا نؤكد على ضرورة تفويض الحزب السياسي المخلص؛ حزب التحرير، لتنفيذ المشروع الإسلامي العقائدي، مشروع الخلافة على منهاج النبوة، وعندها فقط سنهزم أعداءنا الكفار، وسننتصر باتباعنا القيم الشرعية التي جاءتنا من الله عز وجل.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

ريسات أحمد

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية بنغلادش

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع