السبت، 11 ربيع الأول 1446هـ| 2024/09/14م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تأملات قرآنية (11) الله تعالى معز دينه, وناصر حملة دعوته

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

 

تأملات قرآنية (11)

الله تعالى معز دينه, وناصر حملة دعوته

 

 

 

 

إخواننا الكرام, أخواتنا الكريمات:

 

 

أيها المؤمنون والمؤمنات: الصائمون والصائمات:

 

أحبتنا الكرام :

نحييكم بأطيب تحية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله القائل في محكم كتابه وهو أصدق القائلين: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) والصلاة والسلام على رسول الله القائل: "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين". ثم أما بعد: فتعالوا معنا أحبتنا الكرام, وهلم بنا نحن وإياكم نتجه إلى مائدة القرآن الكريم نتأمل ونتدبر آياته جل وعلا عسى أن ينفعنا ويرفعنا بما فيه من الذكر الحكيم إلى أعلى الدرجات في جنات النعيم, إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 

 ومع الآيات من السادسة والسبعين بعد المائة إلى التاسعة والسبعين بعد المائة من سورة آل عمران. يقول الله تعالى: ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿١٧٨﴾ مَّا كَانَ اللَّـهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾.  آل عمران ١٧٩  

 

قال نخبة من المفسرين: "يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في جحود نبوتك من المنافقين الذين أظهروا الإسلام وقلوبهم خالية منه، فإني ناصرك عليهم. ولا يحزنك تسرُّع اليهود إلى إنكار نبوتك، فإنهم قوم يستمعون للكذب، ويقبلون ما يَفْتَريه أحبارُهم، ويستجيبون لقوم آخرين لا يحضرون مجلسك، وهؤلاء الآخرون يُبَدِّلون كلام الله من بعد ما عَقَلوه، ويقولون: إن جاءكم من محمد ما يوافق الذي بدَّلناه وحرَّفناه من أحكام التوراة, فاعملوا به، وإن جاءكم منه ما يخالفه, فاحذروا قبوله، والعمل به. ومن يشأ الله معاقبته على ضلالته فلن تستطيع - أيها الرسول- دَفْعَ ذلك عنه، ولا تقدر على هدايته وجلب المثوبة له. وإنَّ هؤلاء المنافقين واليهود لم يُرِدِ الله أن يطهِّر قلوبهم من دنس الكفر، لهم الذلُّ والفضيحة في الدنيا، ولهم في الآخرة عذاب عظيم.

 

معاشر المؤمنين والمؤمنات:

 

معلوم أن خطاب الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام هو خطاب لأمته من بعده ما لم تكن هناك قرينة تجعل ذلك الخطاب خاصا به وحده دون أمته. وفي ظل الهجمة العالمية الشرسة على الإسلام, والتآمر الغربي على المسلمين, والمكر والكيد الذي يكيده أعداء الإسلام, كأن الله تبارك وتعالى يقول لنا نحن أصحاب المشروع الحضاري لإنهاض المسلمين بالعمل لإقامة دولة الإسلام: لا يحزنكم هؤلاء الكفار ولا تكونوا في ضيق مما يمكرون, فإن الله ناصركم, وإن العاقبة ستكون لكم, (فَمَهِّلِ الكَافِرينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيدًا), استقيموا أنتم على منهج الله, وافعلوا ما أمرتكم به وائتوا منه ما استطعتم, باذلين أقصى ما لديكم من جهد, واتركوا النتائج لي؛ فأنا مالك الملك, وبيدي ملكوت كل شيء, ولي جنود السماوات والأرض, وأنا مدبر الكون, فَعَّال لما أريد, وأقول للشيء كن فيكون". ألم يأتكم نبأ فيروس كورونا؟ كيف أن هذا الجندي الصغير الحقير من جنودي لا تراه الأعين قد أرعب وأفزع العالم, وعطل حركة الاقتصاد, وهو مستعد لقلب موازين القوى متى شئت وأردت؟ ألم أقل لكم يا عبادي المؤمنين على لسان نبيي محمد عليه الصلاة والسلام: "يبلغ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر، إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزًّا يعز الله به الإسلام، وذلًّا يذل الله به الكفر؟".

 

هذا الحديث المراد به أن حكم الإسلام، وملك أتباعه، سيعم ويظهر، ويصير الناس إما مسلمًا يعيش في ظل دولة الإسلام، وإما كافراً تحت سلطان المسلمين، وإلى هذا يشير آخر الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم: "عزًّا يعز الله به الإسلام، وذلًّا يذل الله به الكفر". كما يشير إليه قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ). )التوبة 33( فهناك إسلام، وهناك كفر، ولكن العز للإسلام، والذل للكفر، ولحديث تميم هذا شاهد من حديث المقداد بن الأسود، يوضح هذا المعنى، ولفظه: "لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر، إلا أدخله الله كلمة الإسلام، بعز عزيز، أو ذل ذليل، إما يعزهم الله، فيجعلهم من أهلها، أو يذلهم، فيدينون لها. (رواه أحمد، وصححه ابن حبان، والحاكم).

 

معاشر المؤمنين والمؤمنات: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة:

 

 

اللهم اجعل شهر القرآن الكريم هذا, شهر عز ونصر وتمكين للإسلام والمسلمين بقيام دولة الخلافة الثانية على منهاج النبوة, واجعلنا اللهمَّ ممَّن يتدبرون آياتك, فيأتمرون بأمرك, وينتهون عن نهيك: يستمعون القول فيتبعون أحسنه, ويقدرونك حق قدرك, ترضى عنهم, ويرضون عنك, واجعلنا اللهم ممن تقبلت منهم الصلاة والصيام, والدعاء والسجود والقيام, ومن عتقائك في هذا الشهر الكريم من النار, وأدخلنا الجنة مع الأبرار, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

آخر تعديل علىالإثنين, 04 أيار/مايو 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع