الإثنين، 23 محرّم 1446هـ| 2024/07/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
التفكير المستنير في مفاهيم حزب التحرير - 03

بسم الله الرحمن الرحيم

 

عدم وضوح طريقة الإسلام في تنفيذ فكرته 

03

 

 

 

الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وآله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين. اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علمًا نافعًا يا رب العالمين، اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

 

أحبتنا الكرام:

 

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: سنكون معكم على مدار بضع وستين حلقة نعرض عليكم فيها "مفاهيم حزب التحرير" مِنْ خلال ما مَنَّ الله به علينا في السلسلة الصوتية التي أعددناها لهذه الغاية والتي سميناها: "التفكير المستنير بمفاهيم حزب التحرير". وإليكم أبرز المفاهيم الواردة في الحلقة الثالثة.

 

الأمر الثاني الذي يرجع إليه سبب إخفاق المحاولات التي قامت لإنهاض المسلمين هو عدم وضوح طريقة الإسلام في تنفيذ فكرته:

 

ورد في كتيب "مفاهيم حزب التحرير" ما نصه: وأما الطريقة الإسلامية فإنهم فقدوا وضوح تصورها بالتدريج: ولبيان ذلك نستعرض كيف كان المسلمون قبل هدم دولتهم, وكيف صاروا بعد هدمها:

 

أولا: كيف كان المسلمون قبل هدم دولتهم:

 

  1. كان المسلمون يعرفون أن وجودهم في الحياة إنّما هو من أجل الإسلام.
  2. وأن عمل المسلم في الحياة هو حمل الدعوة الإسلامية.
  3. وأن عمل الدولة الإسلامية هو تطبيق الإسلام, وتنفيذ أحكامه في الداخل, وحمل الدعوة إليه في الخارج.
  4. وكانوا يعلمون أن طريقة ذلك هي الجهاد في سبيل الله تحمله الدولة

ثانيا: كيف صاروا بعد هدمها:

 

  1. بعد أن كان المسلمون يعرفون ذلك كله، صاروا يرون أن عمل المسلم كسب الدنيا أولاً، والوعظ والإرشاد إذا واتت الظروف ثانيًا.
  2. صارت الدولة لا ترى أي تقصير أو أي حرج في تساهلها في تنفيذ أحكام الإسلام، ولا ترى أي غضاضة في القعود عن الجهاد في سبيل الله لنشر الإسلام.
  3. ثمّ صار المسلمون، بعد أن فقدوا دولتهم - على ما فيها من هزال وتقصـير - يرون عود الإسـلام في بناء المساجد، وإصدار المؤلفات، وتربية الأخلاق، ويسكتون عن سيادة الكفر عليهم واستعماره إياهم.

 

الأمر الثالث هو عدم ربط الفكرة الإسلامية بالطريقة الإسلامية ربطا محكمًا:

 

 

هذا من حيث الفكرة والطريقة، أما من حيث ربطهما معا فإليكم البيان:

  1. صار المسلمون يرون الأحكام الشرعية المتعلقة بمعالجة المشاكل، أي المتعلقة بالفكرة، ولا يعنون أنفسهم في الأحكام التي تبين كيفية المعالجة، أي التي تبين الطريقة.
  2. غلبت عليهم دراسة الأحكام منفصلة عن طريقة تنفيذها، وغلبت عليهم دراسة أحكام الصلاة والصوم، والنكاح والطلاق.
  3. أهملوا دراسة أحكام الجهاد والغنائم وأحكام الخلافة والقضاء وأحكام الخراج وما شابهها.
  4. فصلوا بذلك الفكرة عن الطريقة، حتى نتج عن ذلك عدم إمكان تنفيذ الفكرة دون طريقتها.
  5. وقد أضيف إلى ذلك كله في أواخر القرن الثالث عشر الهجري (التاسع عشر الميلادي) الخطأ في فهم الشريعة الإسلامية لتطبيقها على المجتمع.

أحبتنا الكرام:

 

 

نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى وكان في العمر بقية, وإلى أن نلقاكم ودائما نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها. إنه ولي ذلك والقادر عليه. نشكركم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

mafahim19 10 2020

آخر تعديل علىالأربعاء, 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع