الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
التفكير المستنير في مفاهيم حزب التحرير - 05

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

ما ركز الحواجز التي قامت بين الإسلام وبين الحياة

 

 

الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وآله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين. اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علمًا نافعًا يا رب العالمين، اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

 

مستمعينا الكرام مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: سنكون معكم على مدار بضع وستين حلقة نعرض عليكم فيها "مفاهيم حزب التحرير" مِنْ خلال ما مَنَّ الله به علينا في السلسلة الصوتية التي أعددناها لهذه الغاية والتي سميناها: "التفكير المستنير بمفاهيم حزب التحرير". وإليكم أبرز المفاهيم الواردة في الحلقة الخامسة.

 

ما ركز الحواجز التي قامت بين الإسلام وبين الحياة:

ورد في كتيب "مفاهيم حزب التحرير" ما نصه: وقد أضيف إلى ذلك في أوائل القرن العشرين ما ركز الحواجز التي قامت بين الإسلام وبين الحياة، وزاد الصعوبات القائمة في وجه الحركات الإسلامية صعوبات أخرى:

 

إحداها: أن المسلمين، ولا سيما العلماء والمتعلمين، كانت تغلب عليهم في هذا الوقت ثلاثة أشياء:

 

1. خالفوا طريقة الإسلام الدراسية في فهمه

كانوا يدرسون الإسلام دراسة تخالف طريقة الإسلام الدراسية في فهمه، لأنّ طريقة الإسلام الدراسية أن تدرس أحكام الشريعة كمسائل عملية للتطبيق من قبل الدولة فيما يختص بها، ومن قبل الفرد فيما هو من شأنه. ولذلك عرف العلماء الفقه بأنه: «علم بالمسائل الشرعية العملية المستنبطة من أدلتها التفصيلية». وبذلك تكون الدراسة منتجة علمًا للدارس، وعملًا للمجتمع في الدولة والفرد. غير أن هؤلاء العلماء والمتعلمين، بل جمهرة المسلمين، درسوا الإسلام للعلم النظري المجرد، كأنه فلسفة نظرية خيالية. وبذلك صارت الأحكام الفقهية فرضية غير عملية، وصار الشرع يدرس مسائل روحية وخُلُقية، وليس أحكاماً تعالج مشاكل الحياة. هذا بالنسبة للدرس..

 

2. خالفوا طريقة الدعوة إلى الإسلام:

أما بالنسبة للدعوة إلى الإسلام، فكانت تغلب عليها طريقة الوعظ والإرشاد التي يتبعها المبشرون، وليس طريقة التعليم التي يريدها الإسلام، وبهذا صار المتعلمون للإسلام: إما علماء جامدين كأنهم كتب متحركة، وإما وعاظاً مرشدين يكررون للناس الأقوال (الخطب) المملولة، دون أن يحدث ذلك في المجتمع أي أثر. ولم يفهموا معنى التثقيف بالإسلام الذي يعني تعليم المسلمين أمور دينهم تعليماً يؤثر في مشاعرهم، ويخوفهم عذاب الله وسخطه، حتى يصبح المسلم طاقة مؤثرة حين ترتبط مشاعره بعقله، من جراء تعلم آيات الله وطريقة تعليمها. نعم، لم يفهموا ذلك، وجعلوا مكان طريقة التعليم المؤثرة العميقة طريقة الوعظ والإرشاد التي تنحصر في الأقوال (الخطب) السطحية المبتذلة.

 

3. أولوا الإسلام ليوافق العصر:

فكان من جراء ذلك أن رؤي أن بين معالجة مشاكل المجتمع وبين الدين الإسلامي تناقضًا أو شبه تناقض، يحتاج إلى التوفيق، حتى صـار تأويـل الإسـلام ليوافـق العصـر أمرًا مألوفًا عـنـد الـنّـاس!

 

مستمعينا الكرام مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير:

 

نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى وكان في العمر بقية, وإلى أن نلقاكم ودائما نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها. إنه ولي ذلك والقادر عليه. نشكركم على حسن استماعكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 mafaheem HT 05

آخر تعديل علىالأربعاء, 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع