الأحد، 27 صَفر 1446هـ| 2024/09/01م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
التفكير المستنير في مفاهيم حزب التحرير - 13

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــ (13) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


واقع الروح والناحية الروحية والروحانية يشبه واقع العقل عند القدماء

 


الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وآله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين. اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علمًا نافعًا يا رب العالمين، اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.


مستمعينا الكرام مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: سنكون معكم على مدار بضع وستين حلقة نعرض عليكم فيها "مفاهيم حزب التحرير" مِنْ خلال ما مَنَّ الله به علينا في السلسلة الصوتية التي أعددناها لهذه الغاية والتي سميناها: "التفكير المستنير بمفاهيم حزب التحرير". وإليكم أبرز المفاهيم الواردة في الحلقة الثالثة عشرة.


واقع الروح والناحية الروحية والروحانية يشبه واقع العقل عند القدماء:


ورد في كتيب "مفاهيم حزب التحرير" ما نصه: فهو يشبه واقع العقل عند القدامى، فإن العقل كلمة يراد منها الإدراك والحكم على الشيء وما في هذا المعنى، ولكن القدامى كانوا يتصورون أن هذه الأشياء من إدراك وغيره هي آثار العقل وليست العقل، والعقل له واقع عندهم يحسون به ولكن لا يتبينون حقيقته وهو غير مبلور لديهم، وكان من جراء عدم بلورته لديهم أن اختلف تصورهم له واضطرب تصورهم لمكانه واختلط عليهم إدراك حقيقته، فمنهم من يقول هو في القلب ومنهم من يقول هو في الرأس ومنهم من يقول هو الدماغ ومنهم من يقول غير ذلك، ولما جاءت هذه العصور انصرف بعض المفكرين لبلورة معنى العقل وتعريفه فاختلط عليهم لعدم إدراك واقعه فقال بعضهم هو انعكاس الدماغ على المادة وقال آخرون هو انعكاس المادة على الدماغ إلى أن عرف التعريف الصحيح بأنه نقل الواقع إلى الدماغ بواسطة الإحساس ومعلومات سابقة تفسر هذا الواقع، وبهذا التعريف صار يدرك ما هو العقل.


لا بد من بلورة معنى الروح والروحانية والناحية الروحية كما بلور العقل:


فكذلك لا بد أن ينصرف بعض المفكرين لبلورة معنى الروح والروحانية والناحية الروحية وما في هذا المعنى بلورة تجعل الذهن يدركها ويدرك واقعها. لأنّ هناك واقعاً للروح, والروحانية, والناحية الروحية، إذ المشاهد المحسوس للإنسان أن هناك أشياء مادية يحس بها الإنسان, وقد يلمسها كالرغيف, وقد يحسها ولا يلمسها كخدمة الطبيب، وهناك أشياء معنوية يحسها ولا يلمسها كالفخر وكالثناء، وهناك أشياء روحية يحسها ولا يلمسها كخشية الله وكالتسليم له في الشدائد، فهذه معانٍ ثلاثة لها واقع يحس به الإنسان، ويتميز أحدها عن الآخر، فتكون الروح أو الناحية الروحية أو الروحانية واقعاً مشخصاً يقع الحس عليه, فلا بد من تعريف هذا الواقع لبلورته للناس كما عرف العقل وبلور للناس.


مستمعينا الكرام مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير:


نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى وكان في العمر بقية, وإلى أن نلقاكم ودائما نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها. إنه ولي ذلك والقادر عليه. نشكركم على حسن استماعكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

آخر تعديل علىالأربعاء, 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع