فاثبت على أمر الإله ونهجهِ

 

 

 

لو أن إقبال الأنام على الهدى *** بالمعجزاتِ الناصعاتِ بياناً

 

لم يبقَ في أم القرى من كافرٍ *** زمن الرسولِ، وقد رأى البرهانا

 

بالله قل لي أين منها عقولهم *** وهمُ الذين كلامهم أوزانا

 

عكفوا على الأصنامِ، هل بقناعةٍ؟!! ***أم أنهم كانوا بها عميانا

 

تالله ليس الأمر في أسلوبه *** وهو النبيُّ بعطفه قد لانا

 

وهو الذي بالحلم كان وبالأنى *** أخلاقه فاضت بهم إحسانا

 

أسر القلوب بصدقه لكنهم *** قد كذبوا لأمينهم أزمانا!!

 

لم تهدِ من أحببت يا علم الهدى *** وبموت عمك كافراً تبيانا

 

أحببت ينطق بالشهادة مرةً *** في قلبهِ إن لم يكن إعلانا

 

وهو الذي قد كان قال مقولةً *** في نصرةِ ابن اخيهِ، لا إيمانا

 

تالله لن يصلوا إليك بجمعهم *** حتى أوسّد في التراب مكانا

 

وبموته حزن الرسول وقد غدا *** من بعده يتقصد الأركانا

 

هذا رسول الله، هذا طريقهُ *** ما بالنا نستعجل الفرقانا

 

عشراً بمكة زد عليها ثلاثةً *** أمضى سنيناً داعياً ما لانا

 

ومذللاً كل الصعاب بهمةٍ *** يتقصد الأنصار والأعوانا

 

إياك يا داع الخلافة، لا تحد *** عن نهجه لا تنقلب حيرانا

 

والله لو جربت كل وسيلةٍ *** مشروعةٍ تهدي بها الإنسانا

 

هيهات تهدي من أردت فلاحهُ *** والله يهدي، وحدهُ مولانا

 

فاثبت على أمر الإله ونهجهِ *** إياك تترك أمره عصيانا

 

واعمل لدين الله كن متفائلاً *** ثق بالقدير، ولا تقل لو كانا

 

فهو الذي يُعطي ويمنع وحده *** والنصر منه، فمجدِ الرحمانا

 

 

 

عبد المؤمن الزيلعي