الخميس، 09 ربيع الأول 1446هـ| 2024/09/12م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

 

 

 

منَّةُ اللهِ علينا بالإسلامِ تُحتِّمُ علينا أُموراً خمسة

 

 

 

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصلاةُ والسلامُ على إمامُ المتقينَ وسيّدِ المرسلينَ: محمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، أمَّا بعدُ: 

 

فإنَّ منَّةَ اللهِ Y علينا بأنْ جعلنا من أتباعِ سيدِنَا محمدٍ r خاتمِ الأنبياءِ والمرسلينَ، تحتِّمُ علينا:

 

أولاً: أنْ نؤمنَ باللهِ تعالى الذي خلقَنَا، وَكَتَبَ رزقَنَا وأجلَنَا، وأرسلَ إلينا رسولاً بالهدى والحقِّ، فأمرَنَا ونهَانَا، وسوفَ نُحاسبُ يومَ القيامةِ على ما قدَّمْنَا من عملِ، فلا يجوزُ أن تنسيَنَا الدنيا الفانيةُ العملَ لدارِ الخلود.

 

ثانياً: أَن نكونَ أمةً واحدةً، مهما حالتْ بينَنَا الحواجزُ والموانع، فكلُّ دمٍ مسلمٍ أُريقَ، وكلُّ عرض مسلمٍ اغْتُصب، وكلُّ مالٍ نُهِب، نحن محاسبونَ عليه،...، فلا يقولَنَّ أحدٌ إنَّ ما يجري في العراقِ ليس من شأني، أو ما يجري في فلسطينَ، أو سوريَّا، أو أفغانستانَ، أو اليمنِ،...الخ، ليس من شأني؛ لأنَّ ما يجري على المسلمينَ في كل مكانٍ يجري على المسلمينَ كلِّهم، لأنَّهم جسدٌ واحدٌ، قال رسولُ الله r: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى).

 

ثالثاً:أن نجدَّ ونجتهدَ لنتخلصَ من العقليةِ التي أورثَنَا إيَّاها الغربُ الكافرُ عندما غزا بلادنا فكرياً وسياسياً وعسكرياً، تلك العقليةُ المبنيةُ على وجهةِ نظره في أنَّ الدِّينَ لا بُدَّ أن يفصلَ ويُبْعَدَ عن الحياةِ، وأنَّ المنفعةَ والمصلحةَ هي مقياسُ الأعمالِ، تلك العقليةُ التي لا تُورثُنَا إلا الخسرانَ المبينَ، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ]، ولا تقودُنَا إلا إلى نارٍ تَلَظَّى لا يصْلَاها إلا الأشْقَى، ونجعلُ مكانَهَا العقليةَ الإسلاميةَ المبنيةَ على أنَّ الأمرَ للهِ وحدَهُ، وأنَّ مقياسِ الأعمالِ هو: (مقياس الحلال والحرام)، فنفوزُ بما لا تدانِيْهِ مصلحةٌ ولا منفعةٌ، نفوزُ بحبِّ الله Y ، ورسولِهِ الكريمِ محمدٍ r ورضَاهُمَا قال تعالى: [قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ]، ونفوز بجنة: {عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ، خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.

 

رابعاً: أن نتقيدَ بالحكمِ الشرعِي، دونَ الانصرافَ عنهُ مهما كانتِ الظروفُ، ومهما كانتِ النتائجُ؛ لأنَّ المصلحةَ والمفسدةَ يحدِدُهما الشرعُ، لا عقولُنَا القاصرةُ، وعليه فالالتزامُ بالشرعِ هو الذي يحقِقُ المصلحةَ ويدرأُ المفسدةَ.

 

خامساً: أن نعملَ بكلِّ طاقتِنَا وجهدِنَا على كشفِ مخططاتِ الكافرِ المحتلِ، وطرِدِهِ من بلادِنَا بكلِّ صورِهِ وأشكالِهِ: العسكريةِ والسياسيةِ والاقتصاديةِ والفكريةِ والثقافيةِ...، لا أن نخضعَ لخططِهِ ومؤامراتِهِ بذريعةِ تحقيقِ المصالحِ، وفي الوقتِ نفسِهِ نصبُّ الجهودَ ونُركِّزَهَا لإعلاءِ كلمةِ اللهِ U، واستئنافِ الحياةِ الإسلاميةِ بإقامةِ الخلافةِ على منهاجِ النبوةِ، مصداقاً لقوله e: (ثُمَّ تكونُ خِلافةٌ على مِنهاجِ نُبوَّةٍ)، التي باتَ قيامُها مسألةَ وقتٍ لا غير، من غيرِ أن ننسى أنَّ تحقيقَ النتائجِ والنصرِ من عندِ اللهِ تعالى وحدَهُ، قال تعالى: { وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.

 

   هَذَا بَلاَغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ

 

آخر تعديل علىالسبت, 20 شباط/فبراير 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع