الجمعة، 24 ربيع الأول 1446هـ| 2024/09/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

التقليد الأعمى

 

 

 

إن من المصائب التي ابتليت بها خير أمة أخرجت للناس مصيبة التقليد الأعمى وعبادة الرجال فقد ابتليت هذه الأمة الكريمة ببعض من يطلق عليهم اسم علماء ومفكرين أو قادة، تجاوزوا كل الحدود المتصورة في التجرؤ على دين الله تعالى ولم يكتفوا بجعل المصلحة العقلية وكأنها مصدر التشريع الوحيد بل تجاوز الأمر إلى أن يجعلوا مصلحة حزبهم أو جماعتهم أصلا وتركوا شرع الله وراءهم ظهريا، فهل هؤلاء من يوثق بقادتهم وزعمائهم؟

 

وسبب هذه المصائب هي غياب الإسلام عن معترك الحياة كنظام دولة يشمل جميع نواحي الحياة، مما جعل الأمة الإسلامية تفقد ثقتها بنفسها ودينها، وأصبحت تتلمس النهضة والعزة من غيرها وتتبع سنن من كان قبلنا مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القُذَّةِ بالقذة شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قيل: اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟"

 

وبزوال دولة الخلافة الإسلامية بصفتها الحاميةَ والمطبقةَ لدين الله أصبحت الأمة تقلد الغرب الكافر في كثير من الأمور السياسية والاجتماعية والاقتصادية وتركت دين الإسلام النبع الصافي الشامل لشؤون الحياة بعد أن كانت هذه الأمة هي من تصنع المجد والعزة والنهضة حتى إن الكفار كانوا يبعثون بناتهم ليتعلموا الأدب والأخلاق في قصور الخلفاء.

 

وهكذا حلت الطامة الكبرى لكثير من المسلمين اليوم بالتقليد الأعمى للعلماء والمشايخ والأخذ منهم دون دليل أو علم، وبهذا المعنى قال ابن مسعود رضي الله عنه: "ألا لا يقلّدَنَّ أحدكم دينه رجلا، إن آمن آمن وإن كفر كفر فإنه لا أسوة في البشر"، ويقول الإمام أحمد رحمه الله: "من قلة علم الرجل أن يقلد دينه الرجال".

 

فما على المسلم إلا أن يسأل عن حكم الله في أي فعل يهم بالقيام به سواء أكان فعلا أم قولا أو أي أمر من أمور الدين حتى يعبد الله على علم ولا تنطليَ عليه الأكاذيب كما يروج لها المروجون، يقول عليه الصلاة والسلام: "العالم والمتعلم شريكان في الخير ولا خير في سائر الناس".

 

فاحذر أخي المسلم أن تقلد دينك أحدا من الناس ولا تكن إمَّعَةً تقول: أنا مع الناس إن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا أسأت، فتبوء بالخسران والندامة يوم القيامة، فأي عمل تقوم به دون الرجوع إلى أحكام الله تكون شريكا في إثم من يريد تطبيق الديمقراطية ويبتعد عن تطبيق الإسلام، واحذر أن يصدق عليك قول الحق تبارك وتعالى: ((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ))، فقد جعل الله سبحانه وتعالى طاعة الأحبار والرهبان ومثلهم العلماء والأمراء في معصية الله شركا بالله، ويومئذ لن تغني عنك جماعتك وحزبك وقومك وعشيرتك من الله شيئا.  

آخر تعديل علىالسبت, 27 شباط/فبراير 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع