الجمعة، 24 ربيع الأول 1446هـ| 2024/09/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

 

 

المصلحة والمفسدة يحددها الشرع وليس العقل

 

 

 

المصلحة والمفسدة يحددها الشرع وليس العقل، فلا بُدَّ للمسلمِ أن يحذرَ كلَّ الحذرِ من إقحامِ العقلِ والمصالحِ في استنباطِ الحكمِ الشرعي، فلا يجوزُ استعمالُ العقلِ كمصدرٍ لاستنباطِ الحكم للواقع الذي يُراد معالجته، وبيان حكم الله فيه، فعمل العقل هو أن يفهم المعالجة الموجودة في الأدلة الشرعية، ولا يجوز جعل المصلحة والمفسدة مقياساً للأعمال بحيث تؤثر في الحكم الشرعي واستنباطه، فهذا هو المنهج الغربي وعقليته المبنية على وجهة نظره في أنَّ الدين لا بُدَّ أن يفصل ويبعد عن الحياة (العلمانية)؛ لذا فالغرب الكافر إنَّما يحدد موقفه وتصرفاته بناء على مقياس الأعمال وهو: (مقياس المنفعة والمصلحة).

 

أمَّا الإسلام فإنَّه يقوم على أنَّ الأمر لله تعالى وحده، قال تعالى: {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}، وميزان العمل هو:

 

(مقياس الحلال والحرام)، قال الله q : {وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} ، فما كان حلالاً فعلناه، وما كان حراماً وجب علينا الابتعاد عنه، بغض النظر عن المصلحة والمفسدة التي يراها عقلنا القاصر، ولنا في رسول الله r الأسوة الحسنة، فقد روى البخاري بسنده عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: ((ما خُيِّرَ رَسولُ اللهِ r بيْنَ أمْرَيْنِ إلاَّ أخَذَ أيْسَرَهُما، ما لَمْ يَكُنْ إثْماً، فإنْ كانَ إثْماً كانَ أبْعَدَ النّاسِ منه))، فلا عبرة للمصلحة والمفسدة، بل العبرة بالفعل من حيث كونه حلالاً أو حراماً، ((فإنْ كانَ إثْماً كانَ أبْعَدَ النّاسِ))، فلا يجوز أن نُدخل أمزجتنا وميولنا في فهمنا لحكم الله q، ولا أن نحكِّم فيه أهواءنا، ولا أن نجعل الخوف من الأعداء، أو بُعد الناس عن الشرع، أو عدم رغبة الحكام في الدين، أو المُلابسات والظروف، أو عدم ظهور مصلحة، ذريعة للتنصل من أحكام الله تعالى.

 

إذاً فتحديد المصلحة والمفسدة، والخير والشر، والحسن والقبح، والحلال والحرام هو لله تعالى وحده، قال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}، فالله q هو العليم الخبير، وهو الذي خلق الخلق، ويعلم ما يصلحهم في الدنيا والآخرة، والالتزام بشرع الله والتقيد به هو الذي يحقق المصلحة ويدرأ المفسدة، وما طلب الشرع منا فعله، فلا ريب أنَّ فيه مصلحة لنا، وما طلب الشرع منا تركه، فلا ريب أنَّ فيه مفسدة لنا، ولو تصورت عقولنا القاصرة غير ذلك، و"حيث ما يكون الشرع تكون المصلحة"، وليس العكس، فعلى المسلم الصادق أن يتقيد بالحكم الشرعي ولا يحيد عنه مهما كانت الظروف والأسباب، لكي يكون عبداً لله بحق، فينال رضى الله q ، ويفوز بجنته.

 

#أقيموا_الخلافة

آخر تعديل علىالإثنين, 01 آذار/مارس 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع