- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الميزان
ميزان الفكر والنفس والسلوك
الحلقة السابعة عشرة
بسم الله الرحمن الرحيم
ففي هاتين الآيتين، آية آل عمران الأولى (زين للناس..) وآية الروم الأولى (فأقم وجهك للدين حنيفا...)، ذكر للغرائز الثلاث عند الإنسان: البقاء، النوع، التدين، مع ذكر بعض مظاهرها، وذكرت مظاهر أخرى كثيرة في مواضع أخرى من القرآن الكريم والسنة الشريفة، سنذكر منها ما يهيئه الله سبحانه وتعالى منها بعد قليل.
نعود إلى الآية الثانية من آيتي آل عمران: (قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات...) فهنا في هذه الآية ربط بغريزة التدين، فبعدما أخبر الله سبحانه أن كل تلك الشهوات المزينة للإنسان، أي التي هي غرائز أو مظاهر لغرائز فيه، ذكر ما هو خير من ذلك، وهو التقوى (للذين اتقوا) التقوى المتعلقة بغريزة التدين، المذكورة في آية سورة الروم التي ذكرناها وبيناها.
فالمقابل لمتاع الحياة الدنيا الزائل، هو الخلود في النعيم المقيم في الآخرة، ولكنه خاص بالذين اتقوا، بالاستقامة وإقامة الوجه لدين الله تعالى، وربطِ الدوافع والمشاعر بما أمر سبحانه وتعالى به، أي الربط بالمفاهيم الصحيحة عن الإشباع والسلوك.
ونذكر الآن ما ييسره الله سبحانه وتعالى لنا من المظاهر الغريزية المذكورة أو المشار إليها في القرآن الكريم والسنة النبوية، بناءً لتلك المظاهر على العقيدة الإسلامية. إضافة إلى المظاهر المذكورة في آية آل عمران.
يقول سبحانه وتعالى في سورة العاديات عن الإنسان: (وإنه لحب الخير لشديد) الخير وصف جامع لما يحبه الإنسان، مظهر من مظاهر غريزة البقاء.
ويقول سبحانه في سورة الفجر: (وتأكلون التراث أكلا لماً، وتحبون المال حباً جماً) وحب المال مظهر للتملك للإنسان، من مظاهر غريزة البقاء.
(إن الإنسان خلق هلوعا، إذا مسه الشر جزوعا، وإذا مسه الخير منوعا،) شدة الخوف، المنع والبخل (الحرص)، شدة الجزع.
(لَا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاء الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوسٌ قَنُوطٌ) شدة اليأس وشدة القنوط. من غريزة البقاء.
(ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) الأمل. من غريزة البقاء.
(آلهاكم التكاثر، حتى زرتم المقابر) التفاخر بالآباء- بقاء
(إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون) حب التقليد- بقاء.
(فلما آتاهم من فضله بخلوا به) البخل- بقاء.
(وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ {9} وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاء بَعْدَ ضَرَّاء
مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ) اليأس والفرح والفخر- بقاء.
(إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) الكبر، من مظاهر البقاء.
(ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا..) الغيرة- بقاء.
(إني ليحزنني أن تذهبوا به. .) الحزن على الولد- نوع.
(فلا تغرنكم الحياة الدنيا) الغرور بالحياة الدنيا، بقاء.
(وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين) تدين.
(كمثل غيث أعجب الكفار نباته) الإعجاب بالنبات، تملك – بقاء.
(لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم) نوع.
(وجعل بينكم مودة ورحمة) نوع.
(ويشف صدور قوم مؤمنين، ويذهب غيظ قلوبهم..) انتقام – بقاء.
وصف القرآن بأنه شفاء لما في الصدور- تدين.
(قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها - أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره، والله لا يهدي القوم الفاسقين) التوبة / 24، ذكر فيها مظاهر من غريزة النوع، ومظاهر من غريزة البقاء، وأمر بمحبة الله ورسوله والجهاد في سبيل الله من التدين.
(إذ أعجبتكم كثرتكم) الإعجاب بالكثرة – بقاء.
(زُيَّنَ لهم سوء أعمالهم) الذات – بقاء.
(ولكنهم قوم يَفْرقون) الخوف – بقاء.
كتبها للإذاعة وأعدها: خليفة محمد- الأردن