الإثنين، 23 محرّم 1446هـ| 2024/07/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام (ح167) أبرز ما يهدد الأمن الداخلي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام

(ح167) أبرز ما يهدد الأمن الداخلي

 

 

 

الحَمْدُ للهِ ذِي الطَّولِ وَالإِنْعَامْ, وَالفَضْلِ وَالإِكرَامْ, وَالرُّكْنِ الَّذِي لا يُضَامْ, وَالعِزَّةِ الَّتِي لا تُرَامْ, والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَيرِ الأنَامِ, خَاتَمِ الرُّسُلِ العِظَامْ, وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَأتبَاعِهِ الكِرَامْ, الَّذِينَ طَبَّقُوا نِظَامَ الإِسلامْ, وَالتَزَمُوا بِأحْكَامِهِ أيَّمَا التِزَامْ, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ, وثَبِّتنَا إِلَى أنْ نَلقَاكَ يَومَ تَزِلُّ الأقدَامُ يَومَ الزِّحَامْ. 

 

أيها المؤمنون:

 

 

السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ: نُتَابِعُ مَعَكُمْ سِلْسِلَةَ حَلْقَاتِ كِتَابِنا: "بُلُوغُ المَرَامِ مِنْ كِتَابِ نِظَامِ الِإسْلَامِ"وَمَعَ الحَلْقَةِ السَّابِعَةِ وَالسِّتِينَ بَعدَ المِائَةِ, وَعُنوَانُهَا:"أَبرَزُ مَا يُهَدِّدُ الأَمْنَ الدَّاخِلِيَّ". نَتَأمَّلُ فِيهَا مَا جَاءَ فِي الصَّفحَةِ التَّاسِعَةِ بَعْدَ الـمِائَةِ مِنْ كِتَابِ "نظامُ الإسلام" لِلعَالِمِ والـمُفَكِّرِ السِّيَاسِيِّ الشَّيخِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانِيِّ. يَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ:

 

المادة 72: أَبْرَزُ مَا يُهَدِّدُ الأَمْنَ الدَّاخِلِيَّ الَّذِي تَتَوَلَّى دَائِرَةُ الأَمْنِ الدَّاخِلِيِّ مُعَالَجَتَهُ هُوَ: الرِّدَّةُ، البَغْيُ وَالحِرَابَةُ، الاعتِدَاءُ عَلَى أَمْوالِ النَّاسِ، التَّعَدِّي عَلَى أَنْفُسِ النَّاسِ وَأَعرَاضِهِمْ، التَّعَامُلُ مَعَ أَهْلِ الرِّيَبِ الَّذِينَ يَتَجَسَّسُونَ لِلكُفَّارِ الـمُحَارِبِينَ.

 

وَنَقُولُ رَاجِينَ مِنَ اللهِ عَفْوَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَرِضْوَانَهُ وَجَنَّتَهُ: يَا أُمَّةَ الإِيمَانْ, يَا أُمَّةَ القُرآنْ, يَا أُمَّةَ الإِسلَامْ, يَا أُمَّةَ التَّوحِيدْ, يَا مَنْ آمَنتُمْ بِاللهِ رَبًّا, وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيًّا وَرَسُولًا, وَبِالقُرآنِ الكَرِيمِ مِنهَاجًا وَدُستُورًا, وَبِالإسلَامِ عَقِيدَةً وَنِظَامًا لِلْحَياَة,ِ أَيُّهَا الـمُسلِمُون فِي كُلِّ مَكَانْ, فَوقَ كُلِّ أَرضٍ, وَتَحتَ كُلِّ سَمَاءْ, يَا خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَتْ لِلنَّاسِ, أَيُّهَا الـمُؤمِنُونَ الغَيُورُونَ عَلَى دِينِكُمْ وَأُمَّتِكُمْ. أعَدَّ الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ النَّبهَانِيُّ هُوَ وَإِخوَانُهُ العُلَمَاءُ فِي حِزْبِ التَّحرِيرِ دُستُورَ الدَوْلَةِ الإِسْلامِيَّةِ, وَهَا هُوَ يُوَاصِلُ عَرْضَهُ عَلَيكُمْ حَتَّى تدرُسُوهُ وَأنتمْ تَعْمَلُونَ مَعَنَا لإِقَامَتِهَا,وَهَذِهِ هِيَ الـمَادَّةُ الثَّانِيَةُ وَالسَّبعُونَ. وَإِلَيكُمْ بَيَانَ أَدِلَّةِ هَذِهِ الـمَادَّةِ مِنْ كِتَابِ مَقَدِّمَةِ الدُّستُورِ:

 

إِنَّ عَمَلَ دَائِرَةِ الأَمْنِ الدَّاخِلِيِّ هُوَ حِفْظُ الأَمْنِ الدَّاخِلِيِّ لِلدَّولَةِ. وَالَّذِي يُمكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ إِلَى تَهدِيدِ الأَمْنِ الدَّاخِلِيِّ أَعْمَالٌ عِدَّةٌ مِنْهَا: الرِّدَّةُ عَنِ الإِسلَامِ، وَالبَغْيُ أَيِ الخُرُوجُ عَلَى الدَّولَةِ، إِمَّا بِأَعْمَالِ الهَدْمِ وَالتَّخْرِيبِ، كَالإِضرَابَاتِ، وَالاحْتِلَالَاتِ لِلمَرَاكِزِ الحَيَوِيَّةِ فِي الدَّولَةِ وَالاعتِصَامِ فِيهَا، مَعَ التَّعَدِّي عَلَى مُمتَلَكَاتِ الأَفْرَادِ، أَوْ مُمتَلَكَاتِ الـمِلْكِيَّةِ العَامَّةِ، أَوْ مُمتَلَكَاتِ الدَّولَةِ. وَإِمَّا بِالخُرُوجِ عَلَى الدَّولَةِ بِالسِّلَاحِ لِـمُحَارَبَتِهَا.

 

وَمِنْ أَعْمَالِ تَهدِيدِ الأَمْنِ الدَّاخِلِيِّ كَذَلِكَ الحِرَابَةُ، أَيْ قَطْعُ الطُّرُقِ، وَالتَّعَرُّضُ لِلنَّاسِ لِسَلْبِ أَموَالِهِمْ، وَإِزْهَاقِ أَروَاحِهِمْ.وَكَذَلِكَ فَإِنَّ مِنْ أَعْمَالِ تَهدِيدِ الأَمْنِ الدَّاخِلِيِّ الاعتِدَاءُ عَلَى أَمْوَالِ النَّاسِ بِالسَّرِقَةِ، وَالنَّهْبِ، وَالسَّلْبِ، وَالاختِلَاسِ، وَالتَّعَدِّي عَلَى أَنفُسِ النَّاسِ بِالضَّرْبِ وَالجَرْحِ وَالقَتْلِ، وَعَلَى أَعرَاضِهِمْ بِالتَّشهِيرِ وَالقَذْفِ وَالزِّنَا.كَمَا أَنَّ مِنْ أَعْمَالِ دَائِرَةِ الأَمْنِ الدَّاخِلِيِّ التَّعَامُلُ مَعَ أَهْلِ الرِّيَبِ، وَدَفْعِ خَطَرِهِمْ وَضَرَرِهِمْ عَنِ الأُمَّةِ وَعَنِ الدَّولَةِ.

 

هَذِهِ أَبْرَزُ الأَعْمَالِ الَّتِي تُؤَدِّي إِلَى تَهدِيدِ الأَمْنِ الدَّاخِلِيِّ. وَدَائِرَةُ الأَمْنِ الدَّاخِلِيِّ تَقُومُ عَلَى حِمَايَةِ الدَّولَةِ وَالنَّاسِ مِنْ جَمِيعِ هَذِهِ الأَعْمَالِ؛ وَلِذَلِكَ فَإِنَّ مَنْ يَرْتَدَّ، وَيُحكَمُ عَلَيهِ بِالقَتْلِ إِنْ لَـمْ يَرْجعْ بَعْدَ أَنْ يُسْتَتَابَ، تَقُومُ هِيَ بِتَنفِيذِ القَـْتلِ فِيهِ، وَإِذَا كَانَ الـمُرتَدُّونَ جَمَاعَةً فَلَا بُدَّ مِنْ مُكَاتَبَتِهِمْ، وَطَلَبِ أَنْ يَرجعُوا إِلَى الإِسلَامِ، فَإِنْ تَابُوا وَرَجَعُوا والتَزَمُوا بِأَحْكَامِ الشَّرعِ سُكِتَ عَنهُمْ، وَإِنْ أَصَرُّوا عَلَى الرِّدَّةِ يُقَاتَلُونَ، فَإِنْ كَانُوا جَمَاعَةً قَلِيلَةً، وَيُمكِنُ لِلشُّرطَةِ وَحْدَهَا أَنْ تُقَاتِلَهُمْ قَامَتْ بِمُقَاتَلَتِهِمْ، وَإِنْ كَانُوا جَمَاعَةً كَبِيرَةً، وَلَا تَستَطِيعُ الشُّرطَةُ أَنْ تَقْدِرَ عَلَيهِمْ، عَلَيهَا أَنْ تَطْلُبَ مِنَ الخَلِيفَةِ أَنْ يُزَوِّدَهَا بِقُوَّاتٍ عَسْكَرِيَّةٍ لِـمُسَاعَدَتِهَا، فَإِنْ لَـمْ تَكْفِ القُوَّاتُ العَسْكَرِيَّةُ، طَلَبَتْ مِنَ الخَلِيفَةِ أَنْ يَأْمُرَ الجَيشَ بِمُسَاعَدَتِهَا.

 

هَذَا بِالنِّسْبَةِ لِلمُرتَدِّينَ. وَأَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلبُغَاةِ فَإِنْ كَانَتْ أَعْمَالُهُمٍ غَيرَ مُسَلَّحَةٍ، بِأَنِ اقتَصَرَتْ عَلَى الهَدْمِ وَالتَّخْرِيبِ، بِالإِضرَابَاتِ وَالتَّظَاهُرَاتِ وَالاحتِلَالَاتِ لِلمَرَاكِزِ الحَيَوِيَّةِ، مَعَ التَّعَدِّي عَلَى مُمتَلَكَاتِ الأَفرَادِ وَالدَّولَةِ وَالـمِلْكِـيَّةِ العَامَّـةِ وَتَحـطِـيـمِـهَـا، فَإِنَّ دَائِرَةَ الأَمْنِ الدَّاخِلِيِّ تَقْتَصِرُ عَلَى اسـتِخـدَامِ الشُّرطَةِ لِإِيقَافِ هَذِهِ الأَعْمَالِ الهَدَّامَةِ، فَإِنْ لَـمْ تَسْتَطِعُ بِهَا أَنْ تُوقِفَ هَذِهِ الأَعْمَالِ طَلَبَتْ مِنَ الخَلِيفَةِ أَنْ يُمِدَّهَا بِقُوَّاتٍ عَسكَرِيَّةٍ، حَتَّى تَستَطِيعَ أَنْ تُوقِفَ أَعْمَالَ الهَدْمِ وَالتَّخرِيبِ، الَّتِي يَقُومُ بِهَا هَؤُلَاءِ البُغَاةُ الخَارِجُونَ عَلَى الدَّولَةِ.

 

وَأَمَّا إِنْ خَرَجَ البُغَاةُ عَلَى الدَّولَةِ، وَحَمَلُوا السِّلَاحَ، وَتَحيَّزُوا فِي مَكَانٍ، وَكَانُوا قُوَّةً لَا تَتَمَكَّنُ دَائِرَةُ الأَمْنِ الدَّاخِلِيِّ بِالشُّرطَةِ وَحْدَهَا مِنْ إِرجَاعِهِمْ، وَالقَضَاءِ عَلَى تَـمَرُّدِهِمْ وَخُرُوجهِمْ، فَإِنَّهَا تَطلُبُ مِنَ الخَلِيفَةِ أَنْ يـُمِدَّهَا بِقُوَّاتٍ عَسْكَرِيَّةٍ، أَوْ بِقُوَّةٍ مِنَ الجَيشِ حَسَبَ الحَاجَةِ، لِأَجْلِ أَنْ تُجَابِهَ الخَارِجِينَ. وَقَبْلَ أَنْ تُقَاتِلَهُمْ تُرَاسِلُهُمْ، وَتَرَى مَا عِندَهُمْ، وَتَطْلُبُ مِنهُمُ الرُّجُوعَ إِلَى الطَّاعَةِ، وَالدُّخُولِ فِي الجَمَاعَةِ، وَالكَفِّ عَنْ حَمْلِ السِّلَاحِ، فَإِنْ أَجَابُوا وَتَابُوا وَرَجَعُوا وَالتَزَمُوا بِأَحْكَامِ الشَّرعِ كَفَّتْ عَنهُمْ، وَإِنِ امتَنَعُوا عَنِ الرُّجُوعِ، وَأَصَرّوا عَلَى الخُرُوجِ وَالـمُقَاتَلَةِ، قَاتَلَتْهُمْ قِتَالَ تَأدِيبٍ، لِا قِتَالَ إِفْنَاءٍ وَتَدْمِيرٍ، حَتَّى يَرجعُوا إِلَى الطَّاعَةِ، وَيَتركُوا الخُرُوجَ، وَيَرمُوا السِّلَاحَ. كَمَا قَاتَلَ الإِمَامُ عَلِيٌّt الخَوَارِجَ. فَإِنَّهُ كَانَ يَدعُوهُمْ أَوَّلًا، فَإِنْ تَرَكُوا الخُرُوجَ كَفَّ عَنهُمْ، وَإِنْ أَصَرُّوا عَلَى الخُرُوجِ قَاتَلَهُمْ قِتَالَ تَأْدِيبٍ حَتَّى يَرجِعُوا إِلَى الطَّاعَةِ، وَيَتركُوا الخُرُوجَ، وَحَمْلَ السِّلَاحِ.

 

maram167

 

وَأَمَّا الـمُحَارِبُونَ، وَهُمْ قُطَّاعُ الطُّرُقِ، الَّذِينَ يَتَعَرَّضُونَ لِلنَّاسِ، وَيَقْطَعُونَ الطَّرِيقَ، وَيَسلُبُونَ الأَمْوَالَ، وَيُزهِقُونَ الأَروَاحَ، فَإِنَّ دَائِرَةَ الأَمْنِ الدَّاخِلِيِّ تُرسِلُ لَـهُمُ الشُّرطَةَ لِمُطَارَدَتِهِمْ، وَإِيقَاعِ العُقُوبَةِ عَلَيهِمْ بِالقَتْلِ وَالصَّلْبِ، أَوِ القَتلِ، أَوْ قَطْعِ أَيدِيهِمْ وَأَرجُلِهِمْ مِنْ خِلَافٍ، أَو نَفْيِهِمْ إِلَى مَكَانٍ آخَرَ، حَسَبَ مَا جَاءَ فِي الآيَةِ الكَرِيمَة: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ). (الـمَائِدَة 33) وَيَكُونُ قِتَالُـهُمْ لَيسَ كَقِتَالِ البُغَاةِ الخَارِجِينَ عَلَى الدَّولَةِ. فَقِتَالُ البُغَاةِ قِتَالُ تَأدِيبٍ، وَلَكِنَّ قِتَالَ قُطَّاعِ الطُّرُقِ قِتَالُ قَتْلٍ وَصَلْبٍ، يُقَاتَلُونَ مُقْبِلِينَ ومُدْبِرِينَ، وَيُعَامَلُونَ كَمَا وَرَدَ فِي الآيَةِ. فمَنْ قَتَلَ وَأَخَذَ الـمَالَ يُقْتَلْ وَيُصْلَبْ. وَمَنْ قَتَلَ وَلَـمْ يَأْخَذِ الـمَالَ يُقتَلْ ولا يُصلَب. ومَنْ أَخَذَ الـمَالَ وَلَـمْ يقتُل تُقطَع يده ورجله من خِلاف، ولا يُقتَل. وَمَنْ أَظْـهَـرَ السِّلَاحَ، وَأَخَافَ النَّاسَ، وَلَـمْ يَقتُلْ، وَلَـمْ يَأْخُذِ الـمَالَ، لَا يُقتَلْ، وَلَا يُصْـلَبْ، وَلَا تُقطَعْ لَهُ يَدٌ وَلَا رِجْل، وَإِنَّـمَـا يُنفَى مِنْ بَلَدِهِ إِلَى بَلدٍ آخِرِ بِعِيدٍ دَاخِلَ الدَّولَةِ.

 

وَدَائِرَةُ الأَمْنِ الدَّاخِلِيِّ تَقْتَصِرَ عَلَى استِخدَامِ الشُّرطَةِ فِي مُحَافَظَتِهَا عَلَى الأَمْـنِ، وَلَا تَسـتَخْـدِمْ غَيرَ الشُّرْطَةِ، إِلَّا فِي حَالَةِ عَجْزِ الشُّرطَةِ عَنِ إِقْـرَارِ الأَمْـنِ، فَتَطْلُبَ عِندَ ذَلِكَ مِنَ الخَلِيفَةِ أَنْ يُـمِدَّهَا بِقُوَّاتٍ عَسكَرِيَّةٍ أُخرَى، أَوْ بِقُوَّةٍ مِنَ الجَيشِ، حَسَبَ مَا تَدعُو الحَاجَةُ إِلَيهِ.

 

أَمَّا التَّعَدِّي عَلَى الأَموَالِ بِالسَّرِقَةِ وَالاخِتَلَاسِ وَالسَّلْبِ وَالنَّهْبِ، وَعَلَى الأَنفُسِ بِالضَّربِ وَالجَرحِ وَالقَتْلِ، وَعَلَى الأَعرَاضِ بِالتَّشهِيرِ وَالقَذْفِ وَالزِّنَا، فَإِنَّ دَائِرَة الأَمْنِ الدَّاخِلِيِّ تَقُومُ بِمَنعِهَا بِوَسَاطَةِ يَقَظَتِهَا وَحِرَاسَاتِهَا، وَدَورِيَّاتِهَا، ثُمَّ بِتَنفِيذِ أَحْكَامِ القُضَاةِ عَلَى مَنْ يَقُومُونَ بِالتَّعَدِّي عَلَى الأَموَالِ، أَوِ الأَنفُسِ، أَوِ الأَعرَاضِ. وَكُلُّ ذَلِكَ لَا يَحْتَاجُ فِيهِ إِلَّا إِلَى استِخدَامِ الشُّرطَةِ فَقَط.

 

أيها المؤمنون:

 

 

نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة, وَلِلحَدِيثِ بَقِيَّةٌ, مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى, فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً, نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ, سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام, وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا, وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه, وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَىْ مِنْهَاْجِ النُّبُوَّةِ في القَريبِ العَاجِلِ, وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها, إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم, وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.

آخر تعديل علىالأحد, 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع