- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر السيرة النبوية العطرة
ح 7
حمل آمنة بسيد الخلق محمـد ﷺ
رأت آمنة أم النبي ﷺ رؤيا، قالت: هتف هاتف في أذني وأنا بين النائم واليقظان، قال لي: يا آمنة هل شعرتِ أنك حملتِ؟؟ تقول آمنة، فكأني شعرتُ أني أقول له: لا أدري!! قال: يا آمنة، قد حملت بسيد هذه الأمة ونبيها، فإذا ولدته فسميه {محمدًا}، قالت: فكان ذلك مما أكد لي الحمل.. ثم عرفت آمنة أنها حامل بعد انقطاع الحيض، فعلم عبد المطلب أن آمنة قد حملت، ففرح فرحًا كبيرًا، وفرحت مكة كلها بهذا الخبر، ثم ذهب ليهنئ آمنة، فقالت له آمنة: أريد أن أخبرك عن رؤيا رأيتها، فلما قصت عليه الرؤيا، تذكر عبد المطلب جميع ما مر به من مُبشرات، وأنه سيخرُج من صُلبهِ مولود له شأن عظيم، وتذكر تلك الرؤيا في منامه: {أنه رأى سلسلة من فضة خرجت من ظهره، حتى صعدت إلى السماء، ثم رجعت إلى شجرة خضراء لها غصون، ولها ظل، فجاء جميع الخلق، وتعلقوا بها}. ولأنه كان يسافر كثيرًا، فكان يقابل الأحبار، والعرافين، وأهل الكتاب، وكانوا جميعهم يبشرونه، إنك في ظِل نبي آخر الزمن هو فخرٌ للعرب كلها، ولن يخرج إلا من دائرة بيتك.
وقص رؤياه لأهل المعرفة والكتاب، ولِمن كان عِندهُ علم بتفسير الرؤى فقالوا له: يخرج من صُلبك مولود يكون له شأن عظيم في الأرض وفي السماء!! فلما قصت عليه آمنة الرؤيا، تهلل وجهه بالسعادة، وقال: يا آمنة اكتمي رؤياكِ ولا تحدثي بها أحدًا، يا آمنة إن أهل الكتاب أخبروني، وبشروني بنبي آخر الزمن المنتظر، ولعلّه الذي في بطنك.. ومضت الأشهر، والأيام، وآمنة تقول: "لم أجد في حملي كما تجد النساء، لم أشعر به، ولا وجدت له ثقلة كما تجد النساء، }أي لا وحام، ولا تعب، ولا دوخة، ولا إرهاق، ولا ألم }. حتى إني أذهب للبئر، لأشرب أرى ماء البئر قد ارتفع للأعلى، فأشرب منه، فإذا انتهيت رجع وذلك ببركة من تحمل ﷺ. وقبل مولده ﷺ بخمسين يومًا وقع حدث عظيم اهتزت له مكة والعرب ما هو يا ترى؟ تابعونا في الأجزاء الآتية.
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ محمد النادي