الثلاثاء، 24 محرّم 1446هـ| 2024/07/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول  (ح 21)  الشخصية الإسلامية كما وصفها القرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول

(ح 21)

الشخصية الإسلامية كما وصفها القرآن الكريم

 

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين، واجعلنا معهم، واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا أرحم الراحمين. أما بعد:

 

أيها المؤمنون:

 

مستمعينا الكرام مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير:

 

السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وبركاتُه، وَبَعْد: نُواصِلُ مَعَكُمْ حَلْقَاتِ كِتَابِنَا:"وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول". وَمَعَ الحَلْقَةِ الوَاحِدَةِ وَالعِشرَين، وَهِيَ بِعُنْوَانِ: "الشخصية الإسلامية كما وصفها القرآن الكريم". يقول الشيخ تقي الدين النبهاني - رحمه الله -: "وقد وصف الله هذه الشخصية في القرآن الكريم بالعديد من الآيات حين وَصَـفَ صحـابة رسـول الله، وحين وَصَفَ المؤمنين، وحين وصف عباد الرحمن، وحين وصف المجاهدين. قال الله تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ). (الفتح29) وقال: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ). (التوبة100) وقال: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ‎(١)‏ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ‎(٢)‏ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ‎(٣)‏ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ). (المؤمنون4) وقال: (وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ‎(٦٣)‏ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ). (الفرقان64). ‎وقال: ( لَٰكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُولَٰئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ‎(٨٨)‏ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ). (التوبة 89) وقال: (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ). (التوبة 112)". ونقول راجين من الله عفوه ومغفرته ورضوانه وجنته: اللهم اغننا بالعلم، وزينا بالحلم، وأكرمنا بالتقوى، وجملنا بالعافية.

 

يَا مَن لَهُ عَنَتِ الوُجُوهُ بِأسْرِهَا ... رَغَبــًا وَكُـلُّ الكَائِنَــاتِ تُوَحِّــدُ

أنتَ الإلـهُ الواحِـدُ الحَـقُّ الذي ... كــلُّ القلــوبِ لَـهُ تُقِرُّ وَتَشْــهَدُ

 

وصلى الله وسلم وبارك على عين الرحمة وينبوع الحكمة، وآية الرسالة، ونور الأبصار والبصائر، سيدنا محـمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

 

عند النظر في كتاب الله نجد أن الله سبحانه وتعالى حدد لهذه الشخصية صفات كثيرة تاجها الإيمان المطلق بالله سبحانه وتعالى، وبما جاء من عنده وحيًا قرآنًا، وسنة صحيحة، وهذه الصفات هي: في مجملها، وعلى كثرتها، وتمايزها يجمعها أمر واحد هو الاستجابة المطلقة لله رب العالمين أمرًا ونهيًا مباشرًا أو غير مباشر لفتًا لنظر الإنسان أو حضًا وحثا على القيام به. فبعد أن ذكر الشيخ تقي الدين النبهاني - رحمه الله - الصفات الثلاث عشرة للشخصية الإسلامية التي مرَّ ذكرها في الحلقة السابقة وهي:

 

1. لا يأخذه الهوس الديني، ولا التقشف الهندي.
2. وهو حين يكون بطل جهاد، يكون حليف محراب.
3. وفي الوقت الذي يكون فيه سريًا أي سيدًا يكون متواضعًا.
4. يجمع بين الإمارة والفقه، وبين التجارة والسياسة.
5. أسمى صفة من صفاته أنه عبد لله تعالى، خالِقه وبارئِه.
6. تجده خاشعًا في صلاته.
7. معرضًا عن لغو القول.
8. مؤديًا لزكاته.
9. غاضَّا لبصره.
10. حافظًا لأماناته.
11. وفيًا بعهده.
12. منجزًا وعده.
13. مجاهدًا في سبيل الله.

 

بعد أن ذكر تلك الصفات للشخصية الإسلامية شرع الشيخ تقي الدين النبهاني - رحمه الله - في ذكر أدلتها من القرآن الكريم فقال: "وقد صف الله هذه الشخصية في القرآن الكريم بالعديد من الآيات حين وَصَـفَ الله تعالى صحـابة رسـول الله صلى الله عليه وسلم، وحين وَصَفَ المؤمنين، وحين وصف عباد الرحمن، وحين وصف المجاهدين". وإليكم هذه الصفات مع أدلتها القرآنية من خلال البنود الآتية:

 

 1. أولا: الشدة على الكفار، والرحمة فيما بينهم: قال الله تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ). (الفتح29)


2. ثانيا: السابقون إلى نصرة الإسلام، والمهاجرون في سبيل الله قال تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ). (التوبة 100)


3. ثالثا: المؤمنون الخاشعون في صلاتهم، المعرضون عن اللغو، والمؤدون زكاة أموالهم. قال: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ‎(1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ‎(2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ‎(3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ) (المؤمنون4)


4. رابعا: يحفظون فروجهم، ولا يقربون الزنا أبدًا، قال تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ‎(5) ‎ إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ‎(6) ‎ فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ). (المؤمنون 7)


5. خامسا: يؤدون الأمانات إلى أهلها، ويوفون بعهودهم. قال تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ‎(8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ‎(9) ‏أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ‎(10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ). (المؤمنون 11)


6. سادسًا: هم عباد الرحمن، يمشون على الأرض مطمئنين، يعرضون عن الجاهلين، يبيتون ساجدين وقائمين بين يدي الله يدعونه تضرعا وخفية. قال تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ‎(٦٣)‏ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ). (الفرقان64).


7. سابعا: يجاهدون في سبيل الله بأنفسهم وأموالهم. قال تعالى: (لَٰكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُولَٰئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ‎(٨٨)‏ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ). (التوبة 89)


8. ثامنا: متصفون بالعبودية الخالصة لله وحده، يأمرون بالمعروف كله، وينهون عن المنكر كله، ويحفظون حدود الله، ولا يخافون في الله لومة لائم. قال تعالى: (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ). (التوبة 112)".

 

أيها المؤمنون:

 

نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة، مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِمًا، نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ، سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام، وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا، وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه، وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فِي القَريبِ العَاجِلِ، وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها، إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم عَلى حُسنِ استِمَاعِكُم، وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

آخر تعديل علىالأربعاء, 12 نيسان/ابريل 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع