- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر السيرة النبوية العطرة
ح 29
عودة النبي ﷺ إلى أمه، ورؤيتها خصائصه، وخروجها معه إلى يثرب
رجع النبي محمد ﷺ لأمه آمنة وانتهت مدة الحضانة عند حليمة السعدية؛ فأصبحت آمنة ترى من ابنها محمد، خصالًا تتعجب منها!!! وكان ﷺ، له أدب رفيع تقول أمه آمنة: كان ينظر إلى السماء أكثر من نظره إلى الأرض. وكانت خلوته أكثرَ من جلوته - يعني كان معتزلًا أكثر من اختلاطه بالصبية والأهل - كان إذا وُضع الطعام لا يبدأ، ويمد يده قبل أحد، بل كان ينتظر، إذا قيل له: كُل مد يده وأكل. وهكذا ما زالت آمنة ترى خصائصه حتى أمضى عندها عامين، وأصبح في عمر السادسة.
الآن ستروي لنا بركة الحبشية (أم أيمن) رضي الله عنها وأرضاها ما الذي حدث للنبي محمَّد ﷺ عند أمه آمنة، وبركة هذه كانت حاضنة النبي ﷺ، تقوم برعايته وخدمة آمنة أم النبي، وكانت تلازمهم دائمًا.
تقول بركة: قالت آمنة لعبد المطلب يومًا: ألا تأذن لنا يا شيخ مكة أن نذهب إلى يثرب بالقافلة، فنزور أنا ومحمَّد قبر عبد الله، وأعرفه قبر والده؟ قال: نعم يا آمنة، ولكن حتى أجد قومًا آمن عليكم معهم.
قالت: فلمّا خرج قوم من أشراف مكة إلى يثرب، جهزنا عبد المطلب وأرسلنا معهم. خرجت آمنة مع ولدها، ومعها بركة حتى وصلوا يثرب المدينة المنورة فذهبت القافلة تكمل تجارتها، ونزلت آمنة والنبي محمَّد ﷺ وحاضنته بركة ضيوفاً عند بني النجار أخواله.
أخذت آمنة بيد ابنها محمَّد ﷺ، ووقفت عند قبر أبيه وقالت له: يا بني، هذا قبر والدك عبد الله، يا بني إنه قد مات، والذي يموت لا يتكلم أبدًا، ولا يرجع إلى أهله، يا بني هذا مكان جسده، ولكن لن نلتقي به أبدًا.. هنا تعرف على معنى الموت، لم يكن يعرف معنى الموت الحقيقي، حتى وقف على قبر أبيه، وأن والده بهذا المكان وأنه لن يراه أبدًا ﷺ. صلوا على أفضل الخلق، وحبيب الحق سيدنا محمَّد!! ..
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ محمد النادي