- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر السيرة النبوية العطرة
ح 35
الاستسقاء بوجه النبي محمَّد ﷺ
لما بلغ النبي محمَّد ﷺ سن التاسعة تقول بركة: مضى علينا عام، وبعض العام كانت سنة شديدة - أي انقطع المطر - وكانت قريش في قحط، وجفاف شديد، فقالوا: تعالوا نقصد أبا طالب، لأن قريش كانت إذا انقطع نزول الأمطار، ذهبوا إلى عبد المطلب جد النبي ﷺ، وقالوا يا شيخ مكة استسقِ لنا فكان يذهب ويدعو الله عند الكعبة؛ فتنزل الأمطار، وكانوا يسمونه أبا البطحاء؛ بسبب نزول الغيث عند دعائه، لأنه من سلالة طاهرة، جده إبراهيم، وإسماعيل عليهما السلام، فقاموا بأجمعهم إلى بيت أبي طالب، فتوسلوا إليه وقالوا: "يا أبا طالب، أقحط الوادي، وأجدب العيال، فاستسقِ لنا".
فخرج أبو طالب ومعه غلام، وهو النبي ﷺ، وكان هذا الغلام كأنه شمسُ دُجُنّة تجلت عليها سحابة قتماء!! يصف الغلام -أي النبي ﷺ- كأن وجهه من النور شمس مغطاة بسحابة بسيطة، فطاف به في البيت سبعة أشواط، ثم ألصق ظهر الغلام بالكعبة. فأخذ أبو طالب يدعو، وأخذ الغلام يحرك أصبعيه يرفعهما إلى السماء.
يقول: فأقبل السحاب من ها هنا، وها هنا، وأغدق، واغدودق، وانفجر له الوادي، وأخصب له النادي والبادي. وسقى الله عز وجل قريشًا ببركة حبيبه ﷺ. ونحن يا ربُّ من أمة النبي المبارك، اسقنا من عطفك، ورحمتك، وغفرانك ما يمسح شقاء قلوبنا، وهمومنا.
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ محمد النادي