السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مختصر السيرة النبوية العطرة ح 39 - تجارة النبي محمَّدِ ﷺ للشام

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 39

تجارة النبي محمَّدِ ﷺ للشام

 

 

 

 

خرج ميسرة خادم السيدة خديجة مع رسول الله ﷺ، يرافقه لخدمته، ورأى ميسرة من خصاله وصفاته الشيء العجيب، واندهش من هذه الأخلاق الكريمة، فحفظ كل شيء رآه، ليخبر السيدة خديجة عند عودتهم إلى مكة. يقول ميسرة: اقتربنا من أرض الشام، وكان هناك بيت لراهب اسمه نسطور، فلما جلسنا نستريح في ظل شجرة، جاء نسطور، وكان ميسرة معروفًا؛ لأنه كل سنة يسافر في التجارة لسيدته خديجة فجاء نسطور وقال: يا ميسرة.. من الذي بالقافلة؟ فقال له: رجال من قريش. قال: يا ميسرة كنت أنظر إليكم من بعيد رأيت غمامة تظل الركب ما رأيتها من قبل، تمشي إذا مشيتم، وتقف إذا وقفتم، فمن معكم بالركب؟! فقال ميسرة: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب هو من الأشراف، وهو الذي يتاجر لخديجة في هذا العام فقال نسطور: يا ميسرة هل تدلني عليه؟ قال له ميسرة: حبًا وكرمًا، ولكن ماذا تريد منه؟! قال له: أحب أن أراه، فاقترب وسلم عليه، وصار ينظر إلى الرسول ﷺ ويتمعن فيه.. ثم قال نسطور: يا ميسرة، هذه الحمرة التي في عيني صاحبك، هل ظهرت له بالسفر؟؟!! وكانت الحمرة التي في بياض عيونه ﷺ جميلة جدًا، وهي من علامات نبي آخر الزمان. قال: لا هي ملازمة له منذ أن ولد إلى أيامنا هذه.

 

قال يا ميسرة: هل ولد صاحبك يتيمًا؟ قال: أجل قال: وماذا صنعت أمه؟ قال ميسرة: ماتت وعمره ست سنوات قال: هل يقسم صاحبك باللات والعزى؟ قال ميسرة: إنه يكرههما كرهًا شديدًا، وإذا استحلفته بهما لم يسمع إليك فقال: يا ميسرة احفظ عني ما أقول، ورب السموات والأرضين، وربِ موسى وعيسى، إنا لننتظر نبيًا يُختم به الأديان، ورسالات السماء الذي بشر به موسى وعيسى، وإنه هو هذا صاحبك الذي معك نجد اسمه عندنا أحمد.

 

تصديقًا لذلك قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ). (الصف 6)

 

يا ميسرة: احرص على خدمته، وإذا قال لكم إني رسول الله إياك أن تكذبه، ولا تخبر أحدًا من القوم بما قلته لك؛ فإن له أعداءً، واحرص عليه من اليهود، ولا تجعله يخلو بأحد منهم أبدًا.

 

فلما باع ﷺ بضاعته كلها ربح الكثير، واشترى من الشام ما يمكن أن يباع في مكة قال ميسرة: عدنا وكان مربحه أضعافاً، فلما اقتربنا من مكة قلت: ألا تسبق الركب يا محمَّد وتبشر خديجة بهذا الربح؟؟ لعلها تضاعف لك العطاء. فقال له ﷺ: ما خرجت من أجل المضاعفة لقد اتفقنا وانتهى ولن أفارق العير حتى أدخل بها مكة.

 

قال ميسرة: وهنا زادت عندي خصلة من خصاله الكريمة أنه لا يطمع بالمال ... ماذا حدث بعدها؟ سنكمل ... تابعونا غدًا بإذن الله.

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي

آخر تعديل علىالإثنين, 01 أيار/مايو 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع