مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 43

تجديد بناء الكعبة المشرفة

 

 

كان هناك حادثة مهمة في قريش تزامنت هذه الحادثة مع حمل السيدة خديجة رضي الله عنها بفاطمة بنت النبي ﷺ، وهي حادثة تجديد بناء الكعبة. أسباب تجديد بناء الكعبة:

 

جرف مكة سيل عرم انحدر إلى البيت الحرام، فتصدعت الكعبة وأوشكت على الانهيار، فخاف أهل مكة أن تقع جدرانها عليهم وهم يطوفون، وجاء رجال سرقوا الكنوز التي في داخل الكعبة، لأنه لم يكن لها سقف.

 

ما هو كنز الكعبة؟؟

 

كان في بئر داخل الكعبة يأتي الملوك والأمراء والزعماء من خارج مكة للحج والطواف، فيلقوا في هذا البئر ما يملكون من هدايا للكعبة.... وكان فيها غزالين من ذهب ويواقيت ومجوهرات. اتفقت قريش على تجديد بنائها، وعلى أن لا يُدخلوا في بنائها من كسبهم إلا حلالًا طيبًا أي لا أموال الربا ولا مظلمة، ولكنهم كانوا يخافون هدمها فهم يذكرون حادثة أبرهة، وجيشه فقد شاهدوا هذا الحدث بأعينهم وماذا حدث لأبرهة وجيشه، لمّا أراد أن يمس البيت العتيق بسوء فخافوا من الاقتراب منها ... فكيف تمّ تجديد بناء الكعبة؟؟

 

جمعت قريش المال الحلال لتجديد بناء الكعبة، وتقاسمت القبائل، جدرانها بينهم، ومضوا في بناء الكعبة، وأخذوا ينقلون الحجارة، وكان ﷺ يعمل مع أعمامه في هذا العمل المشرف، لأن قريش تعتبر بناء الكعبة شرف عظيم فأخذ ﷺ يحمل الحجارة، وينقلها وكان صاحبه بهذا العمل عمه العباس رضي الله عنه وكان في العمر قريبًا منه، فكان العباس يمشي مع النبي ﷺ، ذهابًا وإيابًا في نقل الحجارة. فلما كانوا ينقلون الحجارة نظر العباس فرأى الحجارة تؤذي عنق النبي ﷺ. قال: يا ابن أخي!! لو حللت إزارك فجعلته على منكبيك دون الحجارة، فحلّه ﷺ فجعله على منكبيه، فسقط مغشيًا عليه، فما رُئي بعد ذلك عُريانًا..... نتابع في الحلقة القادمة إن شاء الله.

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذ محمد النادي