الثلاثاء، 24 محرّم 1446هـ| 2024/07/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مختصر السيرة النبوية العطرة ح 51 - زيد بن حارثة يؤثر النبي ﷺ على أبيه وعمه

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 51

زيد بن حارثة يؤثر النبي ﷺ على أبيه وعمه

 

 

 

لما رجعت السيدة خديجة أهدت زيدًا للنبي ﷺ، ولم يكن قد نزل عليه الوحي بعد. فأخذه النبي ﷺ ثم نظر إليه فأعتقه، وأقام عند الرسول حرًّا، لا خادمًا، ولا مملوكًا، ولكنه سكن في بيت النبي ﷺ وما زال يتربى ويتعلم من أخلاق النبي ﷺ مكارم الأخلاق. وأحبه النبي ﷺ كثيرًا، فزيد رضي الله عنه كان مخلصًا في خدمة النبي ﷺ، فأصبح يُلقّب بحِبّ النبي ﷺ.

 

ومضت الأيام وكان أهل زيد يبحثون عنه بين العرب وقد حزنوا عليه حزنًا شديدًا، فسمع أبوه أن زيدًا في مكة عند رجل اسمه محمَّد بن عبد الله، فجاء أبوه ومعه أعمامه فدخلوا مكة، وذهبوا إليه، وتقدموا وسلموا على القوم، ثم قال أبو زيد للنبي ﷺ: يا محمَّد يا ابن سيد قومه، أنتم أهل الحرم تفكوّن العاني، وتطلقون الأسير، وتعينون على مواقف الدهر، ولقد أتينا نفدي ولدنا، فقال له النبي ﷺ: ومن هو؟ قال له: زيد بن حارثة، وقد علمنا يا محمَّد أنه عندك، ونحن نفديه بالمال فاطلب ما شئت!! فقال لهم النبي ﷺ: فهلا غير ذلك. قالوا: وما هو؟ قال لهم النبي ﷺ: «ادعوه فخيّروه، فإنِ اختاركم؛ فهو لكم بغير فداء، وإن اختارني فو الله ما أنا بالذي أختار على ما يختارني أحدًا». فقالوا: أنصفت، وعدلت، وزدت بالعدل!!

 

فأرسل النبي ﷺ شخصًا يُحضر زيدًا، فلما جاء زيد نظر فرأى أباه، وعمه فعرفهم، فقال له النبي ﷺ: «يا زيد أتعرف هؤلاء القوم؟؟». قال: نعم، هذا والدي، وهذا عمي، وهذا فلان، وهذا فلان، من قومنا فقال له النبي ﷺ: «إن شئت فأقم عندي، وإن شئت فانطلق مع أبيك!!». فقال: بل أُقيم عندك، وما أنا بالذي أختار عليك أحدًا، أنت مني بمكانة الأب والأم!!

 

فصاح عمه وأبوه، وقالوا: ويحك، أتختار العبودية على الحرية؟!! فقال لهم زيد: نعم، إني قد رأيت من هذا الرجل شيئًا ما أنا بالذي أختار عليه أحدًا أبدًا!! فأمسك النبي ﷺ بيد زيد، وقام ووقف في صحن الكعبة ونادى: «يا معشر قريش، ومن حضر من العرب اشهدوا أن زيدًا ابن محمَّد يَرثني وأرثه، وكان من عادة العرب التبني قبل أن ينزل الوحي والقرآن ويبطل التبني، وسمع عمه وأبوه أن زيدًا أصبح ابن محمَّد، ففرحوا وقالوا: يا محمَّد لقد أكرمتنا أكثر مما توقعنا!!  ولما نزل الوحي على رسول الله ﷺ كان زيد بن حارثة أول من أسلم مع الصحابة الكرام السابقين إلى الإسلام...

 

فماذا حصل بعد ذلك؟!!..... سنتابع بإذن الله جل وعلا ما يحدث في دار الأرقم بن أبي الأرقم ... نتابع في الحلقة القادمة إن شاء الله.

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي

آخر تعديل علىالأحد, 14 أيار/مايو 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع