الثلاثاء، 24 محرّم 1446هـ| 2024/07/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مختصر السيرة النبوية العطرة ح 53 الجهر بالدعوة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 53

الجهر بالدعوة

 

 

 

لم يُخفِ النبي ﷺ الدعوة، بل استمر يدعو إلى الله جهرًا مدة ثلاث سنوات، وإنما أخفى الكتلة من الصحابة الذين كان يجتمع بهم سرًا في دار الأرقم بن أبي الأرقم، فلما أنزل الله عليه قوله تعالى: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) ‎(الحجر ٩٤)‏ هنا بدأ الجهر بالدعوة، حيث أظهر كتلته للناس؛ فخرجوا في صفين: الأول على رأسه عمه حمزة بن عبد المطلب، والثاني على رأسه عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وأرضاهما. ولكن مع ذلك تسربت الأخبار بين قريش أن محمَّدًا يُكلم من في السماء، ويدعو لدينٍ جديد. كان كلما مر ﷺ من أمام جماعة من قريش يقولون: انظروا إلى غلام بني عبد المطلب، يقول إنه يُكلم من في السماء. ولما أنزل الله عليه قوله تعالى: (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ). ‎(الشعراء 214) استمر النبي يدعو إلى الله جهرًا كذلك، ولكن فقط لعشيرته ﷺ، فأخذ يفكر كيف يجمع بني عبد المطلب؛ ليدعوهم إلى الله؟ يقول علي رضي الله عنه: "أَولَم رسول الله ﷺ وليمة لقومه ودعا إليها قرابة أربعين رجلًا من بني هاشم وأعمامه وأبناء عمومته وأبنائهم، وذبح لهم جديًا، فقلت في نفسي يذبح جديًا ويطعم أربعين رجلًا أي قليل. وصنعت الطعام أمنا السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها، فلما حضر القوم وأكلوا وشبعوا.

 

يقول علي كرم الله وجهه: والذي بعث محمَّدًا بالحق، لقد أكل القوم وشبعوا، وزاد من الطعام بقية جدي واحد لأربعين رجل ببركته ﷺ ثم قال لهم رسول الله ﷺ: «الحمد لله أحمده وأستعينه، وأؤمن به وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إن الرائد لا يكذب أهله، والله لو كذبت الناس جميعًا ما كذبتكم، ولو غررت الناس جميعًا ما غررتكم، والله الذي لا إله إلا هو إني رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس كافة، والله لتموتنّ كما تنامون، ولتبعثنّ كما تستيقظون، ولتحاسبنّ بما تعملون، ولتُجزوُنّ بالإحسان إحسانًا، وبالسوء سوءًا، وإنها لجنة أبدًا، أو لنار أبداً، والله يا بني عبد المطلب ما أعلم شابًا جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي؟».

 

فقال أبو طالب: "ما أحب إلينا معونتك، وأقبلنا لنصيحتك، فامضِ لما أُمرت به، فو الله لا أزال أحوطك، وأمنعك غير أن نفسي لا تُطاوعني على فراق دين عبد المطلب".

 

ثم تكلم سائر القوم كلامًا لينًا غير أبي لهب، فإنه قال: "اسمعوا يا بني هاشم، خذوا على يده قبل أن تأخذ العرب على يده، فو اللات والعزى لا ندعه يسفه دين عبد المطلب؛ فإن أسلمتموه حينئذ ذللتم، وإن منعتموه قتلتم".

 

فقامت صفية رضي الله عنها وأرضاها أخت أبي لهب وعمة النبي ﷺ، وقالت: يا أخي أيحسن بك خذلان ابن أخيك، فو الله ما زال الأحبار والرهبان يخبرون أبانا عبد المطلب أنه سيخرج من نسله نبي، وهذا هو!!

 

قال أبو لهب: هذا والله الباطل والأماني، إذا قامت بطون قريش، وقامت معها العرب فما قوتنا بهم؟ فلما احتد النقاش انصرف القوم خشية تفاقم الوضع، وانصرفوا من دون نتيجة، واستمر أبو لهب في إيذاء النبي ﷺ من أول يوم دعا فيه إلى دين الله؛ فماذا فعلوا؟؟ يتبع .. مع إيذاء أبي لهب وزوجته حمالة الحطب للنبيﷺ. نتابع في الحلقة القادمة إن شاء الله.

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي

آخر تعديل علىالثلاثاء, 16 أيار/مايو 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع