الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مختصر السيرة النبوية العطرة ح 64 تعذيب خباب بن الأرت رضي الله عنه

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 64

تعذيب خباب بن الأرت رضي الله عنه

 

 

 

هذه صورة ثالثة من التعذيب، وخباب رضي الله عنه هو من السابقين إلى الإسلام، وهو من قبيلة تميم، وكان من المستضعفين الذين عُذّبوا، فقد أُسر صغيرًا، وبيع في مكة فاشترته أم أنمار الخزاعية، فكان يعمل عند أم أنمار الشقية الظالمة!!

 

أسلم خباب وهو تحت يدها فكانت تعذبه عذابًا لم يخطر على بال بشر، كانت تأمر غلمانها أن يشعلوا لها الجمر، ثم تأمرهم أن يحملوا خباب ويجردوه من ثيابه، ثم تقول: أوقدوا له نارًا، وضعوه فيها، واللات والعزى لا أتركك حتى لا أسمع صوت عظامك تُغلى في النار!!

 

ويغيب رضي الله عنه عن الوعي، ثم ذهب إلى النبي ﷺ وكان جالسًا في حِجر الكعبة، وإلى جانبه أبو بكر الصديق.

 

يقول خباب: وجدته متغشيًا ببردة على رأسه، فلما اقتربت، وسلمت رفع البردة - أي الغطاء - عن رأسه، وسلم عليّ، فوقفت أمامه وقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله إلى متى نعاني هذا؟؟ وأشار بأصبعه إلى ظهره؟؟ ألا تستنصر لنا؟؟ ألا تدعو لنا؟؟

 

فقال رسول الله ﷺ: «كان الرجل فيمن كان قبلكم يُحفر له في الأرض، فيُجعل فيه، فيُجاء بالمنشار فيُوضع على رأسه، فيُشق باثنتين، ما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه. والله ليُتمنّ الله هذا الأمر - دين الإسلام - حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون».

 

فانكمش خباب رضي الله عنه، وعلم أنه لم يؤدِ الواجب المطلوب بعد، لأن الصبر أعلى من ذلك!!

 

يقول أبو بكر رضي الله عنه: وأنا أقول في نفسي لو دعا له رسول الله، واستنصر له، فلما مضى خباب، فما راعني إلا والنبي ﷺ يرفع يديه إلى السماء، وهو في حِجر الكعبة حتى بان بياض إبطيه، والدموع في عينيه يبكي حزنـًا على خباب، وقال: اللهم انصر خباب!! اللهم انصر خباب!! اللهم انصر خباب!!

 

مضت ثلاثة أيام، فأصيبت أم أنمار سيدة خباب بمرض الصرع، فصارت تعوي مثل الكلاب، فأحضروا لها الكاهن، فلما كشف عليها قال: في داخلها جني، لا يخرج حتى تُحمّى جفنة من نحاس، وتوضع على رأسها، فاجتمع أولادها وإخوتها، وقرروا، تطبيق ما قاله الكاهن، فأحضروا زبدية من نحاس ووضعوها على النار!! فأخذوا الزبدية بالملقط، ووضعوها على رأسها، فانفجر دماغها وسقطت ميتة!!

 

لقد عُذِّب الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم على الصحراء الملتهبة، وفي الماء المغلي، وضربًا، وجلدًا، ومع كل هذا العذاب ثبتوا على الحق لم يُغيروا ولم يُبدلوا، حتى أوصلوا لنا رسالة الإسلام، ونحن الآن هل ثبتنا على الحق مثلهم؟؟ وهل استطعنا أن نعز الإسلام؟؟ ... صلوا وسلموا على من وصفه الله عز وجل في كتابه العظيم بقوله: (عزيزٌ عليه ما عنتّم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم).

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي

آخر تعديل علىالأحد, 28 أيار/مايو 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع