الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول (ح 47)  تدبر آيات الله التي فيها ذكر أهوال يوم القيامة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول

(ح 47)

 تدبر آيات الله التي فيها ذكر أهوال يوم القيامة

 

 

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين، واجعلنا معهم، واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا أرحم الراحمين. أما بعد:

 

أيها المؤمنون:

 

 

أحبّتنا الكرام:

 

السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وبركاتُه، وَبَعْد: نُواصِلُ مَعَكُمْ حَلْقَاتِ كِتَابِنَا: "وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول". وَمَعَ الحَلْقَةِ السابعة والأربعين، وَهِيَ بِعُنْوَانِ: "تدبر آيات الله التي تذكر أهوال يوم القيامة". يقول الشيخ تقي الدين النبهاني - رحمه الله -: "وأما الدليل على الإيمان باليوم الآخر وهو يوم القيامة، فهو دليل نقلي وليس دليلًا عقـليًا، لأن يوم القيامة لا يدركه العـقـل".

 

ونقول راجين من الله عفوه ومغفرته ورضوانه وجنته: اللهم اغننا بالعلم، وزينا بالحلم، وأكرمنا بالتقوى، وجملنا بالعافية.

 

يَا مَن لَهُ عَنَتِ الوُجُوهُ بِأسْرِهَا ... رَغَبــًا وَكُـلُّ الكَائِنَــاتِ تُوَحِّــدُ

 

أنتَ الإلـهُ الواحِـدُ الحَـقُّ الذي ... كــلُّ القلــوبِ لَـهُ تُقِرُّ وَتَشْــهَدُ

 

وصلى الله وسلم وبارك على عين الرحمة وينبوع الحكمة، وآية الرسالة، ونور الأبصار والبصائر، سيدنا محـمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

 

عُرِّفَ الإيمانُ بأنهُ التصديقُ الجازمُ، المطابقُ للواقعِ عن دليل، وفي موضوع الإيمان بيوم القيامة طلب الله جل في علاه من عباده المؤمنين أن يصدقوا بيوم الدين، وأن يكونوا من عذابه مشفقين، فقال سبحانه: (وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ‎(26)‏ وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ ‎(27)‏ إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ). ‎(المعارج 26- 28) وقد امتن الله - عز وجل - على عباده المؤمنين بنعمة التذكير بجهنم وعذابها؛ كي يحرصوا على وقاية أنفسهم، وأهليهم من أن يكونوا من أهلها، فقال جل من قائل: (‏هَٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ ‎(43)‏ يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (44)‏ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ). (الرحمن 43- ‎45) يقول الإمام النسفي في تفسير هذه الآيات من سورة الرحمن: (‏هَٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ ‏يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ)‏؛ (حَمِيمٍ آنٍ): أي ماء حار شديد الحرارة؛ بلغ النهاية من حره؛ (يَطُوفُونَ بَيْنَهَا): أي: يُعَاقَبُ عليهم بين التصلية بالنار- والعياذ بالله - وبين شرب الحميم. وقوله بعقبها: (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)؛ عقب قوله: (‏هَٰذِهِ جَهَنَّمُ) النعمةُ في هذا نجاةُ الناجي منه؛ بفضله ورحمته سبحانه؛ وما في الإنذار به من التنبيه إلى العذاب للعمل على النجاة منه". ونحن في حزب التحرير تعلمنا أن نتلقى الأفكار تلقيًا فكريًا عن طريق الفكر المستنير، وأن نؤمن بعقيدتنا إيمانًا يقينيًا جازمًا، وأن نأخذ أحكام ديننا على أنها مفاهيم تؤثر في سلوكنا، وليست مجرد أفكار، وذلك كما قال الصحابي الجليل عمرو بن الجموح: "يا رسول الله، إن بنيَّ يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك إلى الجهاد، ووالله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة". وكما حدث يحيى بن أبي كثير، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: "لو نادى مناد من السماء: أيها الناس، إنكم داخلون الجنة كلكم أجمعون إلا رجلًا واحدًا، لخفت أن أكون هو، ولو نادى مناد: أيها الناس، إنكم داخلون النار إلا رجلًا واحدًا، لرجوت أن أكون هو". وما نريده من المسلمين عامة، ومن شبابنا حاملي الدعوة خاصة هو أن تؤثر مفاهيم الإسلام في سلوكهم مثل ذلك التأثير القوي الذي يدفعهم إلى الالتزام بطاعة الله جل في علاه، وذلك بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه في كل الأحوال، وليس كمن قال الله تعالى فيهم: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ). (الحج 11) ومن الأمثلة على هذا النوع من الناس في عصرنا: أنه عاش أحد الملحدين الشيوعيين حياته كلها كافرًا، منكرًا لوجود الله تعالى، ولما مات أبوه قال لأخته: (للذكر مثل حظ الأنثيين). تَعَالَوا بِنَا إخوة الإيمان نتدبر وإياكم آيات كريمات بينات من كتاب الله جل في علاه، نَتَأَمَّلُ أهوالَ يَوْمِ القِيَامَةِ وَدَوَاهِيهَا  - أعاذنا الله وإياكم منها - لَعَلَّنَا أَنْ نَسْتَعِدَّ لَهُ قَبْلَ أَنْ تُفَارِقَ الرُّوحُ البَدَنَ، وَيُحَالُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الأَعْمَالِ الصَّالِحَاتِ، وَنَنْدَم حِينَ لا يَنْفَعُنَا النَّدَمُ، فَإِنَّ فِي ذَلِكَ اليوم الرَّهِيبُ تحدث الأمور العظيمة الآتية:

 

أولا: في يوم القيامة تَنْفَطِرُ السَّماَءُ، وَتَنْتَثِرُ الكَوَاكِبُ، وَتُفَجَّرُ البِحَارُ، وَتَنْكَدِرُ النُّجُومُ، وَتُكَوَّرُ الشَّمْسُ، وَتُسَيَّرُ الجِبَالُ، وَتُعَطَّلُ العِشَارُ، وَتُحْشَرُ الوُحُوشُ، وَتُزَوَّجُ النُّفُوسُ، أي تحشر النفوس الطيبة مع الطيبة، والخبيثة مع الخبيثة، وَتُسَعَّرُ الجَحِيمُ، وَتُقَرَّبُ الجَنَّةُ، وَتُمَدُّ الأَرْضُ، ونَرَى الأَرْضَ قَدْ زُلْزِلَتْ، وَأَخْرَجَتْ أَثْقَالَهَا.

  1. وذلك كما قال رب العزة: (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ‎(1)‏ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ‎(2)‏ وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا ‎(3)‏‏ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ‎(4)‏‏ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا ‎(5)‏‏ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ‎(6)‏ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ‎(7)‏ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ). ‎(الزلزلة 1- 8)‏
  2. وكما قال تعالى: (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ ‎(13)‏ وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً ‎(14)‏ فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ‎(15)‏ وَانشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ ‎(16)‏ وَالْمَلَكُ عَلَىٰ أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ‎(17)‏ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ). ‎(الحاقة 13- 18)
  3. وكما قال الله تعالى: (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا ‎(25)‏ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَٰنِ  وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا ‎(26)‏ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ‎(27)‏ يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ‎(28)‏ لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا). ‎(الفرقان 25-29)‏
  4. وكما قال الله تعالى: (فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ ‎(33)‏ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ‎(34)‏ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ‎(35)‏ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ‎(36)‏ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ‎(37)‏ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ‎(38)‏ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ ‎(39)‏ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ ‎(40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ‎(41)‏ أُولَٰئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ). ‎(عبس33-42)‏
  5. وكما قال الله تعالى: (الْقَارِعَةُ ‎(1)‏ مَا الْقَارِعَةُ ‎(2)‏ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ ‎(3)‏ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ‎(4)‏ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ ‎(5)‏ فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ‎(6)‏ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ ‎(7)‏ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ‎(8)‏ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ‎(9)‏ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ ‎(10)‏ نَارٌ حَامِيَةٌ). ‎ (القارعة 1- 11)
  6. وكما قال الله تعالى: (وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا). ‎(الكهف 47)‏

ثانيًا: يومُ القيامةِ يَوْمٌ تُرَجُّ الأَرْضُ فيه رَجَّا، وَتُبَسُّ الجِبَالُ بِسَّا:

  1. كما قال الله تعالى: (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ‎(1)‏ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ‎(2)‏ خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ ‎(3)‏ إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا ‎(4)‏ وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا ‎(5)‏ فَكَانَتْ هَبَاءً مُّنبَثًّا ). ‎(الواقعة 1- 6)
  2. وكما قال الله رب العالمين: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ‎(1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ). ‎(الحج1، 2)
  3. وكما قال الله رب العالمين: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ‎(48)‏ وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ‎(49)‏ سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ النَّارُ ‎(50)‏ لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ). ‎(إبراهيم 51)

ثالثًا: يَومُ القيامةِ يَوْمٌ يَنْسِفُ اللهُ فيه الجِبَالَ نَسْفاً:

  1. كما قال الله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا ‎(105)‏ فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا ‎(106)‏ لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا ‎(107) يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا ‎(108)‏ يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا). (طه 109)
  2. وكما قال الله تعالى: (وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ‎(87)‏ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ). ‎(النمل 88)‏

رابعا: يومُ القيامةِ يَوْمٌ تَنْشَقُّ فِيهِ السَّمَاءُ فَتَكُونُ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ:

  1. كما قال الله تعالى: (فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‎(38) فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ). ‎ (الرحمن 37، 38)‏
  2. وكما قال الله رب العالمين: (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ). ‎(النحل 111)

نعوذ بالله من النار، ومن غضب الجبار، ومن شر الأشرار، ومن مكر الكفار، وكيد الفجار، اللهم خفف عنا ثقل الأوزار، وارزقنا معيشة الأبرار، وقنا وأجرنا من خزي الدنيا، وعذاب النار، اللهم إنا نسألك الجنة، وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك اللهم من النار، وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم اعتق رقابنا ورقاب آبائنا، وأمهاتنا، وإخواننا، وأخواتنا، وأزواجنا، وذرياتنا، من النار، برحمتك يا عزيز يا غفار، يا كريم يا ستار، يا حليم يا قهار يا الله. وقبل الختام نقول ما قال المنشد:

 

إني ببابك مولاي قد بسطت يدي .. مـن لـي ألـوذ بـه إلاك يـا سنـدي

إلهــي لســت للفــردوس أهـــــلا .. ولا أقــوى علــى النــار الجحيـم

فهــب لــي توبــة يا رب واغفــر .. ذنوبي فإنك غافر الذنب العظيـم

وعاملني يا رب معاملــة الكريــم .. وثبتني على النهج القويم يا رب

يا رب إن عظمت ذنوبــي كثــرة .. فلقــد علمــت أن عفـوك أعظــم

أدعوك ربي كما أمرت تضرعًــا .. فإذا رددت يدي فمــن ذا يرحــم

مالــي إليــــك وسيلــة إلا الرجــا .. وجميــل عفــوك ثــم إنـي مسلمُ

إلهي عبدك العاصي أتــاك مقــرا .. بالذنوب وقـــد دعاك أن تغفــرا

وأنــــــــت لــــــــذاك أهـــــــــــلُ .. إن تتـرك فمــن نرجــو سواكــا

إن كـــان لا يرجــوك إلا محســن .. فبمــن يلـــوذ ويستجيــر الآثـــم

 

ورحم الله الشيخ القحطاني إذ يقول في نونيته:

 

يــوم القيامــة لــو علمــت بهولــه .. لفــررت مـن أهــل ومــن أوطـان

يـــوم تشققــــت السمــاء لهولــــه .. وتشيـــب فيــه مفـــارق الولــــدان

يـــوم عبــوس قمطريــــر شـــره .. فــي الخلـــق منتشــر عظيم الشان

والجنـــة العليــا ونـــــار جهنــــم .. داران للخصميـــــــن دائمتـــــــان

 

أيها المؤمنون:

 

 

نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة، مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِمًا، نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ، سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام، وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا، وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه، وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فِي القَريبِ العَاجِلِ، وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها، إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم، وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.

 

 

 

إعداد الأستاذ محمد أحمد النادي

آخر تعديل علىالأحد, 28 أيار/مايو 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع