- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر السيرة النبوية العطرة
ح 70
حادثة انشقاق القمر
ما زال حديثنا عن المفاوضات اجتمع المشركون وقالوا: يا محمَّد إن كنت صادقًا فأرنا آية – أي معجزة - وهي أن تشق القمر نصفين، نصفًا على أبي قبيس، ونصفًا على قعيقعان، وهما جبلان في مكة. قال لهم رسول الله ﷺ: «إن فعلت ذلك أتؤمنون؟!» قالوا: نعم، فالتجأ ﷺ إلى الله تعالى بالدعاء، فصار القمر نصفين، وبقيَ من العصر إلى الليل، وهم ينظرون إليه حتى أرجعه الله كما كان. فقال المشركون: هذا سحر مستمر.. واللات يا قوم، لقد سحركم محمَّد، وإن كان سَحَرَنا فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم، اصبروا حتى تأتينا أهل البوادي، فإن أخبرونا بانشقاقه فهو صحيح، وإلا فقد سحر محمَّدٌ أعيننا، فجاء أهل البوادي. وجاء المسافرون من أسفارهم، فأخبروهم أنهم في ليلة كذا في ساعة كذا انشق القمر نصفين فقال المشركون: هذا سحر مستمر. فانصرفوا عن النبي ﷺ مكذبين غير مؤمنين، وحزن النبي ﷺ، فأنزل الله عليه مواسياً له:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ ﴿١﴾ وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ ﴿٢﴾ وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ ﴿٣﴾ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّنَ الْأَنبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ ﴿٤﴾ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ ﴿٥﴾. (سورة القمر)
يتبع بإذن الله .... صلوا على البشير النذير ﷺ وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي