- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر السيرة النبوية العطرة
ح 71
انتهاء المفاوضات، وبدء مرحلة القسوة والتعذيب
انتهت المفاوضات، ولم يصلوا إلى أي اتفاق، ولما رأت قريش أن النبي ﷺ لا يستجيب لهم، وأنهم لن يؤمنوا به أبداً، وأن أتباعه يزدادون يومًا بعد يوم حتى دخل في دينه بعض أبناء أشراف قريش، رجعت قريش للغة القسوة والتعذيب، فاجتمعوا، واتفقوا على بند جديد، وهو أنه لا يكفي تعذيب العبيد، والمستضعفين، فليذهب كل رجل إلى أهله وأقاربه، ويعذب منهم من آمن بدين محمَّد، كما يُعذب العبيد والخدم، فوقع العذاب على العبيد، وعلى أشراف قريش على يد أهلهم. وطلبت قريش من بني هاشم وقالوا: ها نحن نعذب أبناءنا، فلمَ لا تُلحقوا العذاب ببني أخيكم محمَّدًا، فقام أبو طالب بحمايته، وهو كبير بني هاشم، وقال قصيدة استنفر فيها ضمير بني هاشم فلم يستطع أحد الاقتراب من النبي ﷺ، بل أعلن بنو هاشم في مكة كلها أننا درع نحمي محمَّدًا، ولن يناله سوء ما دامت عين هاشمي تطرف في هذه الدنيا.
وَاللهِ لَــنْ يَصِلُــوا إِليــكَ بِجَمْعِهِـــمْ ... حَتَّــى أوَسَّــدَ فِــي التُّــرَابِ دَفِينَـــا
فَاصْدَعْ بِأمْرِكَ مَا عَلَيكَ غَضَاضَةٌ ... وَأبشِــرْ بِــذَاكَ، وَقَـــرَّ مِنـهُ عُيُونَــا
وَدَعَوتَنِـي وَزَعَمْــتَ أنَّـــكَ نَاصِحٌ ... وَلقَــْد صَدَقْــتَ، وَكُنــتَ ثَــمَّ أَمِينَــا
وَعَرَضْــتَ دِينــًا قَــدْ عَلِمْـتُ بِأنـَّهُ ... مِـــنْ خَيـــرِ أدْيَــانِ البَرِيَّـــةِ دِينـَــا
لَــولا المَلَامَــةَ أو حَـذاري سُبَّــــةً ... لَوَجَدَّتنِــي سَمْحًـــا بِــــذَاكَ مُبِينَــــا
يتبع إن شاء الله تعالى ... صلوا وسلموا على سيد المرسلين، وقائد الغر المحجلين.
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي