الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مختصر السيرة النبوية العطرة - ح 99 - وقفة مع الإسراء والمعراج

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 99

وقفة مع الإسراء والمعراج

 

 

هي رحلةٌ من الله عز وجل لغسل جراح إحدى عشرة سنة لاقى فيها النبي ﷺ من شتى أنواع العذاب: من تكذيب قومه، وأهله له، ومن تعذيب أصحابه أمام عينيه، ومن معاندة أسياد قريش للحق الذي جاء به، ومن تعرضه للأذى الجسدي، ومن تعرضه للأذى النفسي من وصفهم إياه بالساحر، والكاهن، والمجنون، ومن قلة من دخل في الإسلام في ذلك العام، ومن صد القبائل لنصرته وحمايته، ومن جراح الطائف التي أصابت قلبه ﷺ، وجسده الشريف، جاء يطلب مساندتهم، ونصرتهم فخرج والدماء تسيل من قدميه الشريفتين ومن مفارقته السندين القويين: أبي طالب، والسيدة خديجة، إذ كان أبو طالب السكن الخارجي للنبي ﷺ، وكيف لا يكون والنبي ﷺ قال فيه: «ما زالت قريش كاعّةً حتى توفي أبو طالب». ومعنى (كاعّة): أي جبانة.

 

 ويقول أيضًا: «ما أسرع ما أوجدتُ فقدك يا عم». والسيدة خديجة كانت السكن الداخلي له ﷺ، وهي التي ربطت مصيرها بمصير النبي ﷺ، وماتت من شدة الحصار، ولم تكن من بني هاشم لتُحاصر، ولكنها أبت إلا أن تُشارك زوجها ونبيها ﷺ بأقدار حياته حلوها، ومرها؛ فها هي عند موتها تقول للنبي ﷺ: يا محمَّد إذا أظفر الله الإسلام، فقم على قبري، وبشرني أن الله قد نصرك!!

 

فقد النبي ﷺ هذين النصيرين في عامٍ واحد، وفقد معهما الحماية، وكأنَّ اللهَ يُريد أن يُعلمنا أن نَصْرَ نبيهِ، وحمايتَهُ على الله، فهو سبحانه واهب النصر. (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللهِ العَزِيزِ الحَكِيم) وأن البشر هم جند الله الذين يتحقق نصر الله على أيديهم، فكانت هذه الرحلة بمثابة مكافأة تليق بجوده وكرمه، وتليق بقدر المصطفى ﷺ. وكانت إعدادًا لِمراحل قادمة ستكون حافلة بألوانٍ جديدة من الكفاح!!

 

فبعد المحن تأتي المنح، فقد جعله الله عز وجل إمام الأنبياء والمرسلين، ورأى منزلته في الجنة، وعُرض عليه أهلُ النعيم، وأهلُ العذاب، ومستقرُهم في الآخرة؛ فصَغُرت الدنيا بحلوها، ومرها في عينيه ﷺ.

 

ونحن أيضًا لنا معراجٌ إلى الله في كل توبةٍ صادقةٍ لله عز وجل، وفي كل عبادةٍ نجاهدُ فيها أنفسنا لله سبحانه، وفي كل عملٍ صالحٍ نبتغي به وجهه... يتبع بإذن الله ...

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع