مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 114

استقبال أهل المدينة للنبي ﷺ

 

 

عندما وصل النبي ﷺ إلى المدينة لا أحد يستطيع أن يصف ذلك الحب، وذلك الفرح، وذلك الاستقبال الكبير الذي لقي به أهل المدينة من المهاجرين والأنصار، كلهم متشوقون لرؤية رسول الله ﷺ.

 

المهاجرون: هم أولئك الصحابة من أهل مكة الذين هاجروا للمدينة المنورة لمَّا اشتدَّ أذى قريش لهم.

 

الأنصار: هم أولئك الصحابة من أهل المدينة، وسمّوا أنصارًا؛ لأنهم نصروا رسول الله ﷺ، وآووا أصحابه في تلك الفترة التي عُذبوا، وطردوا فيها من مكة.

 

والآن مع مشهد اللقاء الأول بين أهل المدينة، ورسول الله ﷺ هذا رسول الله ﷺ على أبوابها يوشك أن يدخلها، خرجت المدينة برجالها، ونسائها، وولدانها، وجواريها لاستقبال النبي ﷺ هم يتلهفون للنظر إليه صلى الله عليه وسلم.

 

خرجت المدينة كلها عن بكرة أبيها، فلمّا أطل عليهم ورأوا من بعيد النور المحمَّدي صاح الغلمان، والأطفال والخدم بأعلى صوتهم:

 

الله أكبر.. الله أكبر.. جاء رسول الله..

الله أكبر.. الله أكبر.. هذا محمَّد رسول الله قد أطل علينا..

الله أكبر.. الله أكبر.. هذا محمَّد رسول الله..

 

يقول أنس رضي الله عنه عن المدينة: "أضاء منها كل شيء من نور وجهه ﷺ".

 

يقول البراء رضي الله عنه: "ما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء كفرحهم برسول الله ﷺ". وضاجت المدينة كلها، وأخذوا يضربون على الدفوف، ويُنشِدُون أبياتًا من الشعر:

 

طلــع البـــدر علينـــا .. مـن ثنيــات الـوداع

وجب الشكــر علينــا .. مــــا دعــــا لله داع

أيهـا المبعــوث فينــا .. جئت بالأمر المطاع

جئت شرفت المدينـة .. مرحبـًا يا خيـرَ دَاع

 

والرسول ﷺ على ناقته بين تلك الحشود، والصحابة، وكان هنالك خمسمائة رجل حوله يحيطون به، يحملون سلاحهم تعظيمًا، وإجلالًا، وحراسة لحبيب الله محمَّدٍ ﷺ، وبدا السرور في وجهه عليه السلام، وهو يرى هذه القلوب المؤمنة، والوجوه المشرقة المستبشرة تستقبله. فما قصة القصواء ناقة النبي عليه السلام هنا في المدينة المنورة؟ وفي أي بيت نزل رسولنا الكريم يا ترى؟؟!! يتبع بإذن الله ... هيا بنا لنتابع ... وصلّوا، وسلّموا على النبي الهادي والشفيع.

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي