مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 122

كتابة الصحيفة التي تحدد نظام حياة المسلمين

 

 

 

 أما العمل الثالث الذي قام به رسول الله ﷺ في المدينة، فهو كتابة الصحيفة، التي هي بمثابة الدستور الذي ينظم شؤون المسلمين أنفسهم، ويحدد علاقاتهم مع غيرهم وبخاصة مع اليهود.

 

أولًا: الدستور مع المسلمين: كانت هذه الصحيفة تنص على البنود الآتية:

1. المسلمون أمة واحدة من دون الناس، بمعنى أن الرابطة الأعلى والأقدس بين المسلمين هي رابطة العقيدة فلا يَقتُلْ مُؤمِنٌ، مؤمنًا في كافر، إذ يوجب النبي ﷺ أنْ يَكُونَ عُلوُّ منزلةِ الإنسانِ بِقَدْرِ إيمانِهِ؛ فلا يجوز نصرُ كَافرٍ عَلَى مُؤمن.
2. أنْ لَا يُخَالِفَ مُؤمِنٌ مَولى مُؤمِن دُونَهُ، وذلك حرصًا من النبي ﷺ على أن تَسُودَ المَودةُ، وَعَلَى سَلَامَةِ القلوبِ، وتمتين الروابط الاجتماعية.
3. نص النبي ﷺ على المسؤولية الجماعية، إذ يجب على الجماعة المسلمة الأخذ على يد الباغي والظالم ولو كان قريبًا أو حبيبًا، فمصلحة الدين والأمة مقدمة على مصلحة العشيرة والفرد.
4. أقرّ النبي ﷺ مبدأ الجوار، وأعطى الحق في ذلك لكلِّ مُسلِم، ومُسلِمَة.
5. مسؤولية إعلان الحرب والسلم لا يقررها الأفراد، بل تقررها الدولة، ممثلة بالنبي ﷺ، فإذا أعلَنَ الحَرْبَ عَلَى خَصم، فلا يجوز للمسلمين مهادنَتُهُ. الحكمة من ذلك: توحيد كلمة المسلمين في السِّلمِ وَالحرْبِ.
6. النبي ﷺ هو المرجع الوحيد في كل خلاف يقع بين المسلمين في المدينة.
7. وضع النبي ﷺ عقوبة للقاتل اعتباطًا، أي لمن يقتل إنسانًا بلا جناية توجب قتله، وذلك حفاظًا على أرواح الناس، ولعدم تمادي المسلم في معاقبة الناس على ذنوب ارتكبوها، وليكون دقيقـًا في معرفة العقوبة اللازمة، فليس القتل هو القصاص لكل الجرائم...

 

يتبع بإذن الله... مع وضع النبي صلى الله عليه وسلم دستور الدولة مع يهود... صلوا، وسلموا على مُعلِّم الناس الخير!!

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.  

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي