مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 123

كتابة الصحيفة التي تحدد العلاقة مع يهود

 

 

مدى أهمية الوثيقة:

 

 

كان للوثيقة الدور الكبير في إرساء المجتمع الإسلامي، وبناء قواعده المتينة، بفضل النبي الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى - عليه الصلاة والسلام - حتى أصبح مجتمعاً جديداً له سياسته، في تنظيم علاقة الأفراد مع بعضهم، وعلاقتهم بغيرهم داخل الدولة من الناحية الأخلاقية والسياسية والاقتصادية، وإظهار سماحة الإسلام في الدعوة.

 

بنود الصحيفة التي تحدد علاقة المسلمين مع اليهود:

 

لقد اشترط النبي ﷺ على يهود بنوداً وهي:

 

 1. إعطاؤهم الحرية الدينية: لهم حقوق المواطنة كاملة الحق في التنقل والبيع والشراء، و .. إلخ.

2. لا يخرجون من المدينة إلا بإذن من النبي ﷺ، وذلك لعدم تحالفهم مع المشركين وغدرهم بالمسلمين، فكان النبي ﷺ هو أول من أحدث تأشيرة الخروج والدخول في العالم.

3. أكد النبي ﷺ أن عقوبة الغدر ستشمل الغادر وأهله وستُرفع عنهم جميعاً ما نصه الكتاب من الحصانة والحرية، وكان نقض اليهود لهذا البند هو سبب الغزوات ضدهم كما سيمر معنا.

4. حذر النبي ﷺ اليهود أن يُجيروا قريشاً، وذلك لحكمة وهي: أن يستطيع المسلمون مصادرة تجارات قريش تعويضاً لما استولت عليه من أموالهم التي تركوها في مكة، وإضعافاً لقوتهم.

5. ثم تأتي أحكام النفقة: لا يُنفق اليهود على المسلمين، ولا يُنفق المسلمون على اليهود، وذلك لحكمة نبوية وهي:

 

أ- تثبيت دعائم النظام المالي.

 

ب- وأن النفقة تورث الحب، والتقارب، والإسلام يسعى إلى عدم تمييع الحواجز بين المسلم، والكافر.

 

وطلب النبي ﷺ إلى جميع المسلمين الوفاء بما جاء في الصحيفة. وأخذ العهد على اليهود بالوفاء، وعدم نقض ما جاء في الصحيفة. يتبع بإذن الله... مع مشروعية الأذان... صلوا، وسلموا على مُعلِّم الناس الخير!!

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.  

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي