الخميس، 24 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  مختصر السيرة النبوية العطرة - ح 140 - السنة الثانية للهجرة - أمر الأسارى

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 140

السنة الثانية للهجرة - أمر الأسارى

 

 

أمر الأسارى: لما أُتيَ بالأسارى فرّقهم رسول الله ﷺ بين أصحابه وقال: «استوصوا بالأسارى خيراً». وجعل رسول الله ﷺ فداءَ السَّيدِ الحُرِّ أربعين أوقية ذهبًا، وفداء المولى عشرين أوقية.

 

أما من لم يكن عنده فداء وهو يُحسن القراءة والكتابة، فجعل رسول الله ﷺ فداء الأسير أن يُعلِّم عشرة من أولاد الأنصار الكتابة، فإذا تعلموها فهو فداؤه، لأن أهل مكة يكتبون، وأهل المدينة لا يكتبون، فكان زيد بن ثابت رضي الله عنه ممن عُلِّم، وهناك أسرى منَّ عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من هم؟ وما قصتهم؟... تعالوا بنا نستطلع الأمر، ونعلم الخبر!!

 

الأَسرى الذين منَّ عليهم رسول الله ﷺ: قد منَّ رسول الله ﷺ على نفر من الأسرى لم يكن لهم مال، فأطلقهم بغير فداء، ومنهم: أبو عُزَّى الجُمَحِيّ، قال: "يا رسول الله، لَيسَ لِي مِنْ مَال، وإني ذو حاجة، وذو عيال، فامنُن عليَّ"، فمنَّ عليه رسول الله ﷺ، وأخذ عليه أن لا يقاتله، ولا يُظاهر عليه، فلم يفِ بذلك، وسيُذكر بغزوة أحد.

 

ورويَ عن عائشة رضي الله عنها، قالت لمّا بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله ﷺ لفداء زوجها أبا العاص بن الربيع بمالٍ، وبقلادةٍ كانت أمُّها خديجة أهدتهَا إيّاها يوم زفافها. فلمّا رأى رسول الله ﷺ القلادة رقَّ لها رِقةً شديدةً، وقال لأصحابه: «إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها، وتردُّوا لها مالهَا فافعلوا ففعلوا». فأخذ رسول الله ﷺ منه عهدًا أن يُخليَ سبيل زينب إليه، فوفّى أبو العاص بوعده لرسول الله ﷺ، وأخذت زينب رضي الله عنها تُجهّز نفسها للرحيل. فلمّا فرغت، واستعدت لتغادر مكة، جاء هبّار بن الأسود فروّعها برمحٍ، فوقعت من على جملها، وكانت حاملًا، فطرحت، وبعد هذه الحادثة خرجت من مكة، ووصلت إلى رسول الله ﷺ في المدينة، وكان النبي ﷺ يقول: «هي أفضل بناتي أُصيبت فيَّ».

 

ويُقال: إنها لم تزل تتألم حتى ماتت من ذلك الوجع، فكانوا يرون أنها شهيدة - رضي الله عنها وأرضاها - وكم لاقى صلى الله عليه وسلم في أهله، وأحبابه من أجل الدعوة إلى الإسلام!!

 

وهناك مِنَ الأسرى مَن هُو عمُّ قائِدِ الجَيش، نَعنِي عَمَّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم العباس بن عبد المطلب، تخيلوا ذلك... تابعونا، وصلوا، وسلموا وباركوا على قائدِ الأممِ سيدنا محمَّدٍ الأمينِ، قائدِ الغرِّ المُحجَّلين ... اللهم أوردنا حوضه، واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدًا، وارزقنا شفاعته!!

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع