مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 141

السنة الثانية للهجرة - غزوة بدر - نهاية القصة

 

 

 

أسر عم النبي صلى الله عليه وسلم العباس بن عبد المطلب: وكان من أسرى بدرٍ عمُّ رسول الله ﷺ العباس بن عبد المطلب، وكان قد شُدَّ وثاقه في بعض الليالي؛ فأنَّ العَبَّاسُ - أي أصدر أنينًا تألمًا من شدِّ وَثَاقِهِ -، فسهر النبي ﷺ تلك الليلة، ولم ينم، فقال له بعض أصحابه: ما أسهرك يا نبي الله؟ فقال: «أنين العبَّاس». فقام رجل فأرخى من وَثاقهِ شيئًا، فقال رسول الله ﷺ: «مَالِيَ لَا أسمعُ أنينَ العبَّاس؟». فقال الرجل: إني أرخيتُ من وثاقه شيئًا، قال: «فافعل ذلك بالأسارى كلهم».

 

العباس بن عبد المطلب يفدي نفسه: ويُروى أن النبي ﷺ قال: «افدِ نفسك يا عباس»، فقال العباس: "لقد تركتني فقيرَ قُريش، قال النبي ﷺ: «فأين الذهب يا عباس؟». قال العباس: "أيُّ ذهبٍ؟" قال: «الذي دفنت أنت، وأم الفضل، فقلت لها: إن قُتلتُ تركتُكِ غنية ما بقيتِ، وإن رجعتُ فلا يُهِمَّنَّك شيء؟». فقال العباس: "والله يا رسول الله إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، إنّ هذا لشيء ما علمه أحدٌ غيري، وغير أم الفضل، وما أخبرك بهذا إلا الله تعالى!!".

 

ففدى العباس نفسه، وابن أخيه عقيلًا، فكان العباس أكثر الأسارى فداء، فجعل رسول الله ﷺ فداءه أربعين دينارًا؛ لأنه كان رجلًا موسرًا، وكان العباس رجلًا طويلًا، فلما أُتي به أسيرًا إلى المدينة طلبت الأنصار ثوبًا يُلبسونه، فلم يجدوا قميصًا يصلُح عليه، إلا قميص عبد الله بن أبيّ بن سلول، فكساه إياه.

 

وهذا سيد الوفاء ﷺ لم ينس هذا الموقف لابن أبيّ بن سلول، فماذا فعل معه؟!!... سنتابعه في وقته بإذن الله، وقيل: أنه بعد ما أسلم قال لرسول الله ﷺ: "يا نبي الله، لوددت أنك كنت أخذت مني أضعافها؛ فقد آتاني الله خيرًا منها: أربعين عبدًا، كلهم في يده مالٌ يُتاجر به".

 

فرح النجاشي بنصر النبي ﷺ: لمّا بلغ النجاشي نُصرةَ الله تعالى لنبيه ﷺ في بدرٍ فرح فرحًا شديدًا؛ فأرسل إلى جعفر وأصحابه، فأخبرهم أن الله عز وجل قد نصر نبيه ﷺ، وأهلك عدوه، وأُسر فلان، وفلان، وقُتِل فلان، وفلان، فحمدوا الله واستبشروا.

 

ما نزل من القرآن في غزوة بدر: أنزل الله تعالى سورة الأنفال كلها في غزوة بدر... تابعونا، وصلوا، وسلموا وباركوا على قائدِ الأممِ سيدنا محمَّدٍ الأمينِ، قائدِ الغرِّ المُحجَّلين ... اللهم أوردنا حوضه، واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدًا، وارزقنا شفاعته!!

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي