الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول  المتكلمون جعلوا خصومة الفلاسفة أساسًا لبحثهم (ح 75)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول

 المتكلمون جعلوا خصومة الفلاسفة أساسًا لبحثهم (ح 75)

 

 

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين، واجعلنا معهم، واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا أرحم الراحمين. أما بعد:

 

أيها المؤمنون:

 

 

أحبّتنا الكرام :

 

السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وبركاتُه، وَبَعْد: نُواصِلُ مَعَكُمْ حَلْقَاتِ كِتَابِنَا:"وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول". وَمَعَ الحَلْقَةِ الخامسة وَالسَّبعينَ، وَهِيَ بِعُنْوَانِ: "المتكلمون جعلوا خصومة الفلاسفة أساسا لبحثهم".

 

يقول الشيخ تقي الدين النبهاني - رحمه الله -: "خامسًا - إن المتكلمين جعلوا خصومة الفلاسفة أساسًا لبحثهم. فالمعتزلة أخذوا من الفلاسفة وردوا عليهم، وأهل السنة والجبرية ردوا على المعتزلة، وأخذوا من الفلاسفة وردوا عليهم، في حين أن موضوع البحث هو الإسلام وليس الخصومة لا مع الفلاسفة ولا مع غيرهم. وكان عليهم أن يبحثوا مادة الإسلام أي يبحثوا ما جاء به القرآن وما ورد في الحديث ويقفوا عند حده وعند حد بحثه بغض النظر عن أي إنسان. ولكنهم لم يفعلوا ذلك، وحولوا تبليغ الإسلام وشرح عقائده إلى مناظرات ومجادلات وأخرجوها من قوة دافعة في النفس، من حرارة العقيدة ووضوحها، إلى صفة جدلية ومهنة كلامية.

 

هذه أبرز وجوه الخطأ في منهج المتكلمين. وكان من أثر هذا المنهج أن تحوَّل البحث في العقيدة الإسلامية من جعله وسيلة الدعوة إلى الإسلام ولتفهيم الناس الإسلام إلى جعله علماً من العلوم يدرس كما يدرس علم النحو أو أي علم من العلوم التي حدثت بعد الفتوحات. مع أنه إذا جاز لأي معرفة من معارف الإسلام أن يوضع لها علم لتقريبها وتفهيمها فلا يجوز أن يكون ذلك بالنسبة للعقيدة الإسلامية لأنها هي مادة الدعوة وهي أساس الإسلام ويجب أن تُعطى للناس كما وردت في القرآن وأن تُتخذ طريقة القرآن في تبليغها للناس وشرحها لهم هي طريقة الدعوة للإسلام وشرح أفكاره. ومن هنا وجب العدول عن منهج المتكلمين والرجوع إلى منهج القرآن وحده، ألا وهو الاعتماد في الدعوة على الأساس الفطري مع الاعتماد على العقل في حدود البحث في المحسوسات". 

 

ونقول راجين من الله عفوه ومغفرته ورضوانه وجنته: يتابع الشيخ تقي الدين النبهاني - رحمه الله - بيان خطأ منهج المتكلمين، فيذكر خطأ خامسًا وقعوا فيه إضافة إلى الأخطاء الأربعة السابقة، وها نحن نعيدها لأجل التذكير بها:

 

  1. منهج المتكلمين يعتمدون فيه في إقامة البرهان على الأساس المنطقي، وليس على الأساس الحسي.
  2. منهج المتكلمين يجيزُ لهم قِياسَ اللهِ تَعالى على الإنسانِ.
  3. منهج المتكلمين يُعطي العقل حرية البحث في كل شيء، فيما يحس وفيما لا يحس.
  4. إن منهج المتكلمين يجعل العقل أساس البحث في الإيمان كله. فترتب على ذلك أن جعلوا العقل أساسًا للقرآن، ولم يجعلوا القرآن أساسًا للعقل.
  5. إن المتكلمين جعلوا خصومة الفلاسفة أساسًا لبحثهم.

يواصل الشيخ بيان خطأ منهج المتكلمين في البحث على النحو الآتي:

 

أولا: يبين الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله كيف جعل المتكلمون خصومة الفلاسفة أساسًا لبحثهم فقال: "إن المتكلمين جعلوا خصومة الفلاسفة أساسًا لبحثهم، وأورد على ذلك أمثلة فقال:

  1. فالمعتزلة أخذوا من الفلاسفة، وردوا عليهم.
  2. وأهل السنة، والجبرية ردوا على المعتزلة.
  3. وأهل السنة والجبرية أخذوا من الفلاسفة وردوا عليهم.

ثانيا: يصحح الشيخ تقي الدين مسار البحث عند المتكلمين، ويردهم إلى أساسه؛ فيقول: "في حين أن موضوع البحث هو الإسلام، وليس الخصومة لا مع الفلاسفة، ولا مع غيرهم.

 

ثالثا: يوجه الشيخ تقي المتكلمين إلى الوجهة الصحيحة، فيقول: "وكان عليهم أن يبحثوا مادة الإسلام أي يبحثوا ما جاء به القرآن، وما ورد في الحديث، ويقفوا عند حده، وعند حد بحثه بغض النظر عن أي إنسان.

 

رابعا: يشير الشيخ تقي الدين إلى الخطأ الذي ارتكبه المتكلمون في تبليغ الإسلام؛ فيقول: "ولكنهم لم يفعلوا ذلك، وحولوا تبليغ الإسلام، وشرح عقائده إلى مناظرات، ومجادلات، وأخرجوها من قوة دافعة في النفس، ومن حرارة العقيدة ووضوحها، إلى صفة جدلية، ومهنة كلامية".

 

خامسا: يذكر الشيخ تقي الدين خلاصة، ونتيجة بحث منهج المتكلمين فيقول: "هذه أبرز وجوه الخطأ في منهج المتكلمين. وكان من أثر هذا المنهج أن تحوَّل البحث في العقيدة الإسلامية من جعله وسيلة الدعوة إلى الإسلام، ولتفهيم الناس الإسلام إلى جعله علمًا من العلوم يدرس كما يدرس علم النحو أو أي علم من العلوم التي حدثت بعد الفتوحات".

 

سادسًا: يقرر الشيخ تقي الدين أن العقيدة الإسلامية هي مادة الدعوة وهي أساس الإسلام لا يجوز أن يوضع لها علم لتقريبها، وتفهيمها فيقول: "مع أنه إذا جاز لأي معرفة من معارف الإسلام أن يوضع لها علم لتقريبها، وتفهيمها فلا يجوز أن يكون ذلك بالنسبة للعقيدة الإسلامية؛ لأنها هي مادة الدعوة وهي أساس الإسلام.

 

سابعا: في ختام موضوع منهج المتكلمين، والأخطاء التي ارتكبوها يعيد الشيخ تقي الدين البحث إلى مساره الصحيح، ويؤكد ضرورة العودة، والرجوع إلى منهج القرآن وحده؛ فيقول: "ويجب أن تُعطى للناس كما وردت في القرآن، وأن تُتخذ طريقة القرآن في تبليغها للناس، وشرحها لهم هي طريقة الدعوة للإسلام وشرح أفكاره، ومن هنا وجب العدول عن منهج المتكلمين والرجوع إلى منهج القرآن وحده، ألا وهو الاعتماد في الدعوة على الأساس الفطري مع الاعتماد على العقل في حدود البحث في المحسوسات".

 

أيها المؤمنون:

 

 

نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة، مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِمًا، نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ، سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام، وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا، وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه، وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فِي القَريبِ العَاجِلِ، وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها، إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم ، وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.

آخر تعديل علىالأربعاء, 13 أيلول/سبتمبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع