مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 143

السنة الثانية للهجرة

وقفة عند غزوة بدر

 

 

غزوة بدر: هي يوم الفرقان، يوم نصر الله الفئة القليلة على الفئة الكثيرة.

غزوة بدر: هي أول عمل عسكري كبير أحدث منعطفاً واضحاً في سير الدعوة.

غزوة بدر: هي المعركة الوحيدة التي قاتلت فيها الملائكة قتالًا عنيفًا.

 

كانت لغزوة بدر نتائجُ باهرةٌ، ودروسٌ عظيمةٌ على عدة أصعدة:

 

 ١- على صعيد العقيدة: كانت غزوة بدر نصرًا مؤزرًا من الله عز وجل للمسلمين، وهي أحدُ المواقف التي طعنت بالوثنية، وأحدثت فيها حدثًا رهيبًا؛ فقد قُتِلَ سبعون من أكبر رجال قريش، وأَذَلَّ الله سبعين آخرين بالأسر.

 

هذه النتائج روعت قريشًا، وزعزعت في نفوسهم عقيدة الأوثان والشرك، إذ إن كبرهم هو الذي منعهم من التبديل، واتّباع الرسول ﷺ.

 

 ٢- على صعيد السياسة: فقد كان النصر في بدر كسبًا سياسيًا كبيرًا أحرزه النبي ﷺ، ورجحت كفة المسلمين وارتفع أسمهم بين القبائل المجاورة، وتغيرت نظرتهم إليهم.

 

أما المسلمون فقد ارتفعت معنوياتهم ارتفاعًا عظيمًا بعد أن انتصفوا من عدوهم، وجاءهم النصر مكافأة من الله تعالى لهم، ومداواة لقلوبهم مهاجرين، وأنصارًا.

 

 ٣- على الصعيد العسكري: أثبت المقاتل المسلم الذي ربته يد النبوة أنه النموذج للمقاتل الناجح، الذي ارتفعت عقيدته فوق مصالح الرحم.

 

 ٤- على الصعيد التربوي: تعلم الصحابة من غزوة بدر دروسًا إيمانية رائعة وأهمها:

 

١- أن نصر الله لا يكون إلا لمن أخذ عدته من الأسباب، واستكملها على قدر استطاعته.

 

٢- ونتأمل بشخص النبي ﷺ؛ إذ نراه في غزوة بدر بشخصية عسكرية فذةٍ، استطاع بكل توفيقٍ أن يضع للمعركة خطةً ناجحة، ويُنسق الجيش، ويُرتبه، ويوزع الرايات، بكل دقة وفطنة.

 

٣- وقوف النبي ﷺ على باب الله يطلب منه النصر مع أخذه بالأسباب، ولم ينسَ أن النصر بيد الله.

 

٤- ونرى النبي ﷺ بعد أن أخذ بالأسباب، وأعد الجيش، وبعد أن لجأ إلى الله تعالى، لم ينس أصحابه من أخذ مشورتهم، فكان ﷺ يبني جسور الثقة، والمحبة بينه، وبين أصحابه، إذ يجعل الله البركة في آراء الجماعة المسلمة، فلا تحقير، ولا استصغار لرأي أيٍّ منهم، ماذا بعد؟... تابعونا، وصلوا، وسلموا وباركوا على قائدِ الأممِ سيدنا محمَّدٍ الأمينِ، قائدِ الغرِّ المُحجَّلين ... اللهم أوردنا حوضه، واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدًا، وارزقنا شفاعته!! صلى عليك الله يا حبيبي يا رسول الله، يا من صنعت بنهجك الرباني أعظم شخصيات نقلت الإنسانية من أشد أنواع الانحطاط إلى أرقى مستويات الرقيّ.

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي