- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر السيرة النبوية العطرة
ح 149
السنة الثالثة للهجرة
زواج النبي ﷺ من السيدة حفصة بنت عمر رضي الله عنهما
في السنة الثالثة للهجرة، توفي زوج السيدة حفصة في غزوة بدر، ولم تلد له، فجاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فعرضها على عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقال له: "إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر"، قال: سأنظر في أمري، فلبث ليالي، ثم قال: "قد بدا لي ألا أتزوج يومي هذا"، فلقي عمر أبا بكر، فقال له: "إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر"، فصمت أبو بكر، فلم يرجع إليه شيئًا، فحزن عمر - رضي الله عنه - من سيدنا أبي بكر!!
فلبث ليالي، ثم أتى النبي ﷺ فشكا عثمان، فقال النبي ﷺ: «قد زوج الله عثمان خيرًا من ابنتك، وزوج ابنتك خيرًا من عثمان». فتزوج النبي ﷺ حفصة، قال عمر رضي الله عنه: "فلقيني أبو بكر، فقال: لعلك وجدتَ عَلَيَّ حينَ عَرضْتَ عَليَّ حَفصَةَ؛ فلم أرجع إليك؟ قلت: نعم، قال: "فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت إلا أني قد علمت أن رسول الله ﷺ قد ذكرها، فلم أكن لأُفشي سِرَّ رَسُولِ اللهِ ﷺ، ولو تركها لقبلتها".
وقد رويَ: أن رسول الله ﷺ طلق حفصة بعد ذلك تطليقة، فلما بلغ ذلك عمر حثا على رأسه التراب، وقال: ما يعبأ الله بك يا ابن الخطاب بعدها، فنزل جبريل عليه السلام، على النبي ﷺ فقال: «راجع حفصة؛ فإنها صوامة قوامة، وإنها زوجتك في الجنة»، وفي رواية: «إن الله يأمرك أن تراجع حفصة رحمة لعمر». فراجعها النبي ﷺ.
ودخل عمر مرة على حفصة رضي الله عنها، وهي تبكي، فقال لها: "ما يُبكيك؟ لعل رسول الله ﷺ طلقك، إنه قد كان طلقك مرة، ثم راجعك من أجلي، والله إن كان طلقك مرة أخرى لا كلمتك أبدًا!!".
توفيت حفصة رضي الله عنها، في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، وهي ابنة ستين سنة... تابعونا، وصلوا، وسلموا، وباركوا على قائدِ الأممِ سيدنا محمَّدٍ الأمينِ، قائدِ الغرِّ المُحجَّلين ... اللهم أوردنا حوضه، واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدًا، وارزقنا شفاعته!!
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي