- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر السيرة النبوية العطرة
ح 156
السنة الثالثة للهجرة - غزوة أحد - قصص استشهاد بعض الصحابة
استشهاد حمزة رضي الله عنه:
قاتل حمزة بن عبد المطلب - رضي الله عنه - يوم أحد قتالًا شديدًا، وكان يُدعى "أسد الله"!! يقول وحشي بن حرب: قال لي مولاي - أي سيده –: "إن قتلت حمزة عمَّ محمَّد بعمي الذي قتله يوم بدرٍ؛ فأنت حر"، قال وحشي: "فخرجت مع الناس، وكنت رجلًا حبشيًا أقذف بالحربة، وقلما أُخطئُ بها شيئًا، فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة، وأتبصره حتى رأيته بين الناس مثل الجَمَلِ يَهُدُّ الناس بسيفه هدًّا ما يقوم له شيء، وهو يقول: أنا أسدُ الله، ويروحُ، ويرجع، فبينما هو كذلك إذ عَثَرَ عثرةً وقع منها على ظهره، فانكشف الدِّرعُ عن بطنه، فهززتُ حربتي، ودفعتها عليه، فأصابته، فأقبل نحوي، فَغُلِبَ، وَوَقعَ، وأمهلته حتى إذا مات جئتُ فأخذتُ حَربتِي، ثم تَنَحَّيتُ إلى العسكر، ولم يكن لي بشيء حاجة غيره، وإنما قتلته لأُعْتَقَ، فلمَّا قدمت مكة أُعتِقت"... هذا وسنرى في نهاية المعركة كيف مُثّـل بجثته - رضي الله عنه - لا تنسوا، فقصة استشهاد أسد الله حمزةَ بنِ عبدِ المُطلبِ عَمِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لهَا بَقيَّة تتبع بإذن الله!!
استشهاد حنظلة - رضي الله عنه -:
فلمّا انهزم المشركون اعترض حنظلة - رضي الله عنه - لأبي سفيان بن حرب، فضرب رُكبةَ فرسِهِ، فوقعَ أبُو سفيان على الأرض، فَصَاحَ: "يا معشر قريش، أنا أبو سفيان بن حرب"، وعلاه حنظلة بالسيف يريد ذبحه، فرآه رجل من المشركين فحمل على حنظلة بالرمح فقتله، وهرب أبو سفيان، فقال رسول الله ﷺ: «إني رأيت الملائكة تُغسّل حنظلةَ بنَ أبي عامر بين السماء والأرض بماء المُزن في صِحاف الفضة». ومَاءُ المُزن هو مَاءُ المطر، وبالفعل فقد وجد الصحابة - رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين - رأسَ حنظلةَ عندمَا أرادُوا أن يدفنوه يقطر ماءً، وأصبح لقب حنظلة - رضي الله عنه -: "غسيل الملائكة!!".
والآن ماذا فعل المسلمون عندما رأوا أن النصر أصبح حليفهم؟... تابعونا، وصلوا، وسلموا على قائدِ الأممِ سيدنا محمَّدٍ الأمينِ، قائدِ الغرِّ المُحجَّلين ... اللهم أوردنا حوضه، واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبدًا، وارزقنا شفاعته!!
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي