مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 157

السنة الثالثة للهجرة - غزوة أحد - مخالفة الرماة أمر النبي صلى الله عليه وسلم

 

 

مخالفة الرماة أمر النبي صلى الله عليه وسلم:

 

عندما رأى الرماة هزيمة المشركين، قال بعضهم: "ما تقيمون ههنا من غير شيء، فقد هزم الله العدو، فانطلقوا إلى رسول الله ﷺ فأدركوا الغنيمة مع إخوانكم".

 

وقال آخرون: "ألم تعلموا أن رسول الله قال لكم: «احموا ظهورنا فلا تبرحوا مكانكم»". فقالوا لهم: "لم يُرد رسول الله ﷺ هذا، وقد أذلَّ الله العدوَّ وهزمهم". فمنعهم قائدهم عبد الله بن جبير، وأمرهم بطاعة الله تعالى ورسوله، فأبى عامتهم أن يُطيعوه فلحقوا بالغنائم تاركين ظهور المسلمين للعدو، وثبت عبد الله بن جبير رضي الله عنه في مكانه، وثبت معه نفر قليل لا يبلغون العشرة.

 

استغلال المشركين مخالفة الرماة:

 

لما رأى خالد بن الوليد خلاء الجبل، وقلة من به من الرماة، انتهز تلك الفرصة السانحة، وكرّ بالخيل، وتبعه عكرمة بن أبي جهل، فجعل عبد الله يرميهم حتى فنيت نبله، ثم قاتل بالرمح حتى انكسر، فحمل المشركون عليه وعلى أصحابه فقتلوهم جميعًا.

 

الكرة على المسلمين:

 

ثم انقضَ خالد بن الوليد على المسلمين، ودخلت خيول المشركين تنادي فرسانها، وأسرعت امرأة منهم فرفعت لواء المشركين المطروح على الأرض، فاجتمع حوله المشركون. وأُحيط المسلمون من الأمام، والخلف، واختلطوا، وصار يضرب بعضهم بعضًا من غير أن يشعروا، مما أصابهم من الدهشة والحيرة، وانقسم المسلمون لثلاث فرق!!

 

من هي هذه الفرق الثلاث؟! وماذا فعل رسول الله ﷺ؟!... تابعونا، وصلوا، وسلموا على قائدِ الأممِ سيدنا محمَّدٍ الأمينِ، قائدِ الغرِّ المُحجَّلين ... اللهم أوردنا حوضه، واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدًا، وارزقنا شفاعته!!

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي