مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 170

السنة الرابعة للهجرة - وقفة عند بعث الرجيع وبئر معونة

 

 

 

الصحابة - رضي الله عنهم - صاروا مؤهلين لحمل رسالة الإسلام:

 

الصحابة الكرام صاروا أهلاً لأن يحملوا تجربة الإيمان، وعلوم الإسلام إلى القبائل حولهم، فحمّلهم النبي ﷺ ثقته، وأرسلهم دعاةً لغيرهم، وكأن النبي ﷺ يوصل لنا رسالة أنه واجب على كل مسلم، ومسلمة نشر الإسلام وتبليغه، والتبليغ لا يكون فقط في القول، فكم من سلوكٍ أبلغ من الجُمَل!!، وكم من عملٍ أنفع من الكلام!!، وكم من تطبيقٍ أسرع من الأمر!!.

 

حادثة الرجيع لم تثن النبي عن إرسال الصحابة إلى أهل بئر معونة: 

 

 

إن حادثة الرجيع لم تثنِ النبي ﷺ عن إرسال الصحابة إلى أهل بئر معونة، ولم تثنِ الصحابة أنفسهم أن يخرجوا في سبيل الله لنشر الإسلام خوفاً أو جزعاً، فقد وطّنوا أنفسهم على خدمة الإسلام مهما لقوا من آلام!!

 

الإسلام يستغيثنا، ويهيب بنا أن نحمله رسالة هدى للعالمين:

 

 

أجل، الإسلام يستغيثنا جميعاً، ويهيب بنا أن نحمله رسالة للعالمين كما حمله أجدادنا الصحابه من قبل، وذلك بإقامة الدولة التي تطبق الإسلام على الرعية في الداخل، وتحمله رسالة هدى ونور للعالمين؛ حتى تعود الأجيال لدينها عوداً حميداً، ولذلك يجب أن نبدأ بأنفسنا، نصلح ذاتنا، نراقب أعمالنا، كلامنا، تصرفاتنا، سلوكنا، نظراتنا، وأموالنا من أين نكتسبها، وفيم ننفقها، وذلك كي نكون أهلا لنصر الله جل في علاه!!

 

علينا أن نغير ما بأنفسنا حتى يغير الله حالنا للأفضل والأحسن:

 

نسأل أنفسنا كل يوم هذا السؤال: أين نحن من أوامر ربنا ونواهيه؟ أيليق بنا ونحن مسلمون أن نكون هكذا، وأن نفعل هذه الأفعال؟ علينا أن نعيد للإسلام مجده، وعزته، ومكانته، وهيبته!!

 

تضحيات الصحابة منارات ترشدنا إلى طريق العزة:

 

هذه الحوادث التي قصصناها عليكم، جعلت استشهاد الصحابة في ظاهره خساره، ولكنه في الحقيقة إضاءة، وإنارة... إنارة تعلمنا كيف يكون الحب، والتضحية، والإنابة إلى الله، والاستبسال في نصرة الدين، فإن تلك التضحيات، وتلك الكرامات التي رآها المشركون بأم أعينهم قد هزت نفوسهم، وتركتهم في حيرة من أمرهم، فكانت لها آثار بعيدة، فمنهم من أسلم، ومنهم من شك بدينه. هذا هو إسلامنا الحق، فيا عزنا، ويا فخرنا، إننا إلى أمة الحبيب ننتمي وننتسب، مُصاب النبي ﷺ في أصحابه تباعاً آلمه أشد الألم، وقد كان بمنزلة الأب منهم، وأي أبناءٍ رباهم النبي ﷺ، فهم الكرام البررة، الفرسان في النهار، والرهبان في الليل، ربتهم يد النبوة، وزرعت فيهم العقيدة والإسلام، ويأتي خبر مصابهم جميعاً في آنٍ واحدٍ لماذا؟ من أجلنا نحن، لأنه قدوتنا، فأي مصابٍ يصيبنا في ولدٍ أو غيرِهِ سيهون علينا بعدها، أسوةّ بالحبيب المصطفى ﷺ، لك الله يا حبيبي يا رسول الله!! كم لاقيت من أجلنا!! كم تألمت، وكم صبرت!!

 

والآن... أين اليهود والمنافقون في المدينة؟؟ وما موقفهم من المسلمين؟؟ هيا بنا نتابع وصلوا، وسلموا على هادي الأممِ سيدنا محمَّدٍ الأمينِ، قائدِ الغرِّ المُحجَّلين ... اللهم أوردنا حوضه، واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبداً، وارزقنا شفاعته!!

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي