- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر السيرة النبوية العطرة
ح 179
السنة الرابعة للهجرة - غزوة ذات الرقاع (4)
أعاجيب حدثت في غزوة ذات الرقاع: في هذه الغزوة جاء رجل من أصحاب النبي ﷺ بعشّ طير يَحمِلُهُ فيهِ فِرَاخٌ، فأقبَلتِ أمُّهُنّ حَتَّى وَقَعَتْ عَلَيهِنّ مَعَهُنَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لأصحَابِهِ: «أتعجبون لِرَحْمَةِ أمِّ الأفراخ فِرَاخَهَا؟»، قالوا: نعم يا رسول الله، قال: «فوالذي بعثني بالحق، للهُ أرحمُ بعباده من أم الأفراخ بفراخها، ارجع بهنّ حتى تضعهنّ من حيث أخذتهنّ، وأمهنّ معهنّ، فرجع بهنّ».
وقالوا: كنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي سَفَرٍ، فانطلق لحاجته، ورأى قرية نملٍ قد حَرَقَنَاهَا، فَقَالَ: «مَنْ حَرَقَ هَذِهِ؟»، قلنا: نَحنُ، قَالَ: «إنَّهُ لَا يَنبَغِي أن يُعذِّبَ بِالنَّار إلَّا رَبُّ النَّارِ».
وَأقبَلَ جَمَلٌ يَركُضُ حَتَّى بَرَكَ بَينَ يَدي رَسُولِ الله ﷺ، ومدّ عنقه، فقال رسول الله ﷺ: «أتدرون ما قال هذا الجمل؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «هذا الجمل جاء يستعديني على سيده، يزعم أنه كان يحرث عليه منذ سنين حتى إذا أجربه، وأعجفه، وكبر سنه أراد أن ينحره، اذهب يا جابر إلى صاحبه فائت به». فقال جابر: يا رسول الله، ما أعرف صاحبه، قال: «إنه سيدلك عليه». قال جابر: فخرجت حتى وقف بي الجمل، فقلت: من رب هذا الجمل؟ قالوا: هذا جمل فلان بن فلان، فجئته فقلت له: أجب رسول الله، فخرج معي، فقال له رسول الله ﷺ: «جملك يستعدي عليك، زعم أنك حَرثت عليه زمانًا حتى أجربته، وأعجفته، وكبر سنه، أردت أن تنحره». فقال: والذي بعثك بالحق إن ذلك كذلك، فقال له رسول الله ﷺ: «بعنيه» قال: نعم يا رسول الله، فابتاعه منه، ثم سيّبه في الشجر».
وبنهاية غزوة ذات الرقاع نكون قد أنهينا أحداث السنة الرابعة للهجرة بفضل الله، ومع وقفة عند غزوة ذات الرقاع... هيا بنا نتابع وصلوا، وسلموا على هادي الأممِ سيدنا محمَّدٍ الأمينِ، قائدِ الغرِّ المُحجَّلين ... اللهم أوردنا حوضه، واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدًا، وارزقنا شفاعته!! اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين بقدر حبك إياه، وزدنا يا مولانا حبًا له، اللهم إكرامًا لنبيك صلى الله عليه وسلم فرِّج عنَّا ما نحن فيه.
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي