- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول
(ح 90)
القــــدر (2)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين، واجعلنا معهم، واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا أرحم الراحمين. أما بعد:
أيها المؤمنون:
أحبّتنا الكرام:
السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وبركاتُه، وَبَعْد: نُواصِلُ مَعَكُمْ حَلْقَاتِ كِتَابِنَا:"وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول". وَمَعَ الحَلْقَةِ التسعين، وَهِيَ بِعُنْوَانِ: "القدر (2)".
يقول الشيخ تقي الدين النبهاني - رحمه الله -: "ووردت كلمة قدر في الحديث بمعنى علم الله وتقديره. وعن أبي هريرة قال، قال رسول الله r: «لا تسأل المرأة طلاق أختها لتستفرغ صفحتها وَلِتُنكَحَ فإن لها ما قُدِّر لها» أخرجه البخاري، أي ما قدره الله في اللوح المحفوظ، أي ما حكم به وعلمه وهو من قبيل قوله تعالى: (عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ). (القمر 12) أي قدر في اللوح المحفوظ. وعن أبي هريرة عن النبي r قال: «لا يأتي ابنَ آدم النذرُ بشيء لم يكن قد قدرته ولكن يلقيه القدر وقد قدرته له أسْتَخرِجُ به من البخيل» أخرجه البخاري، أي إن النذر لا يأتي ابنَ آدم بشيء لم يكن قد حكم الله به وكتبه في اللوح المحفوظ أي علمه، إنما يستخرج بالنذر من البخيل. وقدرته هنا حكمت به وعلمته، والقدر تقدير الله وعلمه. روى البخاري من طريق أبي هريرة أن رسول الله r قال: «احتجَّ آدم وموسى، فقال موسى: أنت آدم الذي أخرجت ذريتك من الجنة؟ قال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وكلامه؟ ثم تلومني على أمر قد قُدِّر علَّي قبل أن أُخلق؟ فحج آدم موسى». أي كُتب علي بمعنى علِمه الله، أي على تقدير حكم الله به. وقال طاووس سمعت عبد الله بن عمر يقول قال رسول الله r: «كل شيء بقدر حتى العجز والكَيْس أو الكَيْس والعجْز» أخرجه مسلم، أي كل شيء بتقدير الله وعلمه، أي كتبه الله في اللوح المحفوظ".
ونقول راجين من الله عفوه ومغفرته ورضوانه وجنته: تتبع الشيخ تقي الدين رحمه الله المعاني المتعددة لكلمة (قدر) التي وردت في الحديث الشريف على النحو الآتي:
أولًا: ووردت كلمة قدر في الحديث بمعنى علم الله وتقديره. وعن أبي هريرة قال، قال رسول الله r : «لا تسأل المرأة طلاق أختها لتستفرغ صفحتها وَلِتُنكَحَ فإن لها ما قُدِّر لها» أخرجه البخاري، أي ما قدره الله في اللوح المحفوظ، أي ما حكم به وعلمه وهو من قبيل قوله تعالى: (عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ). (القمر 12) أي قدر في اللوح المحفوظ.
ثانيًا: وعن أبي هريرة عن النبي r قال: «لا يأتي ابنَ آدم النذرُ بشيء لم يكن قد قدرته، ولكن يلقيه القدر، وقد قدرته له أسْتَخرِجُ به من البخيل». أخرجه البخاري، أي إن النذر لا يأتي ابنَ آدم بشيء لم يكن قد حكم الله به، وكتبه في اللوح المحفوظ أي علمه، إنما يستخرج بالنذر من البخيل. وقدرته هنا حكمت به وعلمته، والقدر تقدير الله وعلمه.
ثالثًا: روى البخاري من طريق أبي هريرة أن رسول الله r قال: «احتجَّ آدم وموسى، فقال موسى: أنت آدم الذي أخرجت ذريتك من الجنة؟ قال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وكلامه؟ ثم تلومني على أمر قد قُدِّر علَّي قبل أن أُخلق؟ فحج آدم موسى». أي كُتب علي بمعنى علِمه الله، أي على تقدير حكم الله به.
رابعًا: وقال طاووس سمعت عبد الله بن عمر يقول قال رسول الله r : «كل شيء بقدر حتى العجز والكَيْس، أو الكَيْس والعجْز» أخرجه مسلم، أي كل شيء بتقدير الله وعلمه، أي كتبه الله في اللوح المحفوظ.
أيها المؤمنون:
نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة، مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِمًا، نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ، سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام، وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا، وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه، وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فِي القَريبِ العَاجِلِ، وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها، إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم ، وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي