الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول   (ح 91)  القدر في كلام الصحابة رضي الله عنهم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول

 (ح 91)

القدر في كلام الصحابة رضي الله عنهم

 

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين، واجعلنا معهم، واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا أرحم الراحمين. أما بعد:

 

أيها المؤمنون:

 

 

مستمعينا الكرام مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير:

 

السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وبركاتُه، وَبَعْد: نُواصِلُ مَعَكُمْ حَلْقَاتِ كِتَابِنَا:"وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول". وَمَعَ الحَلْقَةِ الواحدة والتسعين، وَهِيَ بِعُنْوَانِ: "القدر في كلام الصحابة رضي الله عنه".

 

يقول الشيخ تقي الدين النبهاني - رحمه الله -: "ووردت كلمة (قدر الله) في كلام الصحابة بمعنى تقدير الله وعلمه. عن عبد الله بن عباس: (أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد، أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه فأخبروه أن الوباء قد وقع بأرض الشام، قال ابن عباس: فقال عمر بن الخطاب: ادع لي المهاجرين الأولين. فدعوتهم، فاستشارهم وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام، فاختلفوا. فقال بعضهم: قد خرجتَ لأَمر ولا نرى أن ترجع عنه. وقال بعضهم: معك بقية الناس وأصحاب رسول الله e ولا نرى أن تُقْدِمَهُم على هذا الوباء فقال عمر: ارتفعوا عنّي. ثم قال: ادع لي الأنصار. فدعوتهم، فاستشارهم فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم، فقال:

 

ارتفعوا عني. ثم قال: ادع لي من كان هاهنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح. فدعوتهم، فلم يختلف عليه منهم رجلان، فقالوا: نرى أن ترجع بالناس ولا تُـقْـدِمَهُم على هـذا الوباء. فنادى عمر في الناس أني مصبحٌ على ظهر فأصبحوا عليه. فقال أبو عبيدة: أَفِراراً من قدر الله؟ فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة. نعم نفرّ من قدر الله إلى قدر الله. أرأيت لو كان لك إِبل فهبطت وادياً له عدوتان، إحداهما مخصبة والأخرى جَدْبة، أليس إن رعيت المخصبة رعيتها بقدر الله وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله) وقدر الله هنا تقـدير الله وعلمُه. أي إن رعيت الخصبة فعلت ما كتبه الله في اللوح المحفوظ وعَلِمَه، وإن رعيت الجدبة فعلت ما كتبه الله في اللوح المحفوظ وعَلِمَه".

 

ونقول راجين من الله عفوه ومغفرته ورضوانه وجنته: تتبع الشيخ تقي الدين - رحمه الله - المعاني المتعددة لكلمة (قدر) التي وردت في كلام الصحابة - رضي الله عنهم وأرضاهم - فقال: وردت كلمة (قدر الله) في كلام الصحابة بمعنى تقدير الله وعلمه. واقتصر على القصة التي حدثت مع الأجناد أيام عمر بن الخطاب، وأحداث القصة كالآتي: 

 

أولا: عن عبد الله بن عباس أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام حتى إذا كان بسرغ - وهو مكان في الطريق إلى الشام - لقيه أمراء الأجناد، أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه، فأخبروه أن الوباء قد وقع بأرض الشام.  

 

ثانيا: قال ابن عباس: فقال عمر بن الخطاب: "ادع لي المهاجرين الأولين". فدعوتهم، فاستشارهم، وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام، فاختلفوا.

 

ثالثا: عرض الصحابة رأيين مختلفين على النحو الآتي:   

 

قال بعضهم: "قد خرجتَ لأَمر، ولا نرى أن ترجع عنه".

 

وقال بعضهم: "معك بقية الناس وأصحاب رسول الله e ولا نرى أن تُقْدِمَهُم على هذا الوباء".

 

رابعا: قال عمر: ارتفعوا عنّي. ثم قال: ادع لي الأنصار. فدعوتهم، فاستشارهم فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم.

 

خامسا: فقال عمر: ارتفعوا عني. ثم قال: ادع لي من كان هاهنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح، - وهم السَّابِقون إلى الهِجرةِ الَّذِينَ صَلَّوْا إلى القِبْلَتَيْنِ - فدعوتهم، فلم يختلف عليه منهم رجلان.

 

سادسا: فكان رأيهم أن قالوا: "نرى أن ترجع بالناس، ولا تُقْدِمَهُم على هذا الوباء.

 

سابعا: فنادى عمر في الناس: "إني مُصْبِحٌ عَلَى ظَهْرٍ، فأصبحوا عليه". أي إني عائد إلى المدينة غداً صباحاً، فاستعدوا للعودة!!

 

ثامنا: فقال أبو عبيدة: أَفِراراً من قدر الله؟ وهذا هو موضع الشاهد في هذه القصة.

 

تاسعًا: فرد عليه عمر قائلاً: "لو غيرك قالها يا أبا عبيدة. نعم، نفرّ من قدر الله إلى قدر الله".

 

عاشراً: زيادة في الإقناع أورد عمر - رضي الله عنه - مثالا توضيحيا فقال: "أرأيت لو كان لك إِبل فهبطت وادياً له عدوتان، إحداهما مخصبة، والأخرى جَدْبة، أليس إن رعيت المخصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله".

 

حادي عشر: وقدر الله هنا يعني تقدير الله وعلمُه. أي إن رعيت الخصبة فعلت ما كتبه الله في اللوح المحفوظ وعَلِمَهُ، وإن رعيت الجدبة فعلت ما كتبه الله في اللوح المحفوظ وعَلِمَهُ.

 

أيها المؤمنون:

 

 

نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة، مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِمًا، نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ، سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام، وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا، وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه، وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فِي القَريبِ العَاجِلِ، وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها، إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم عَلى حُسنِ استِمَاعِكُم، وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذ محمد النادي

 

 

آخر تعديل علىالجمعة, 15 كانون الأول/ديسمبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع