الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مختصر السيرة النبوية العطرة ح 194 السنة الخامسة للهجرة - غزوة الخندق - الجزء الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 194

السنة الخامسة للهجرة - غزوة الخندق - الجزء الثاني

 

 

 

معجزات ظهرت في هذه الغزوة:

 

أولا: البركة في الطعام: قَالَ جَابِرُ - رَضِيَ اللهُ عَنهُ -: لَمَّا حُفِرَ الخَنْدَقُ رَأَيتُ بِالنَّبِيِّ ﷺ خَمْصًا شَدِيدًا - أي خَلاءَ البَطْنِ - وَبَطْنُهُ مَعْصُوبٌ بِالحَجَرِ، وَلَبِثْنَا ثَلَاثَةَ أيَّامٍ لَا نَذُوقُ ذَوَاقًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ائْذَنْ لِي إِلَى البَيْتِ، فَقُلْتُ لِامرَأتِي رَأيْتُ بِالنَّبِيِّ ﷺ شَيْئًا مَا كَانَ فِي ذَلِكَ صَبْرٌ، أفَعِنْدَكِ شَيءٌ؟ قَالَتْ: "عِندِي شَعِيرٌ وَعَنَاقٌ" - أيْ مَاعِزٌ- قَالَ جَابِرُ: فَذَبَحْتُ العَنَاقَ، وَطَحَنْتُ الشَّعِيرَ، ثُمَّ جِئْتُ النَّبِيَّ ﷺ وَالعَجِينُ قَد نَضَجَ، فَقُلْتُ: قُمْ يَا رَسُولَ اللهِ أنتْ وَرَجُلٌ أو رَجُلَانِ، قَالَ: «كَمْ هُوَ؟» فَذَكَرْتُ لَهُ، قَالَ: «كَثِيرٌ طَيِّبٌ»، ثُمَّ أمَرَ النَّبِيُّ ﷺ فَصَاحَ: يَا أهْلَ الخَنْدَقِ إِنَّ جَابرَ قَدْ صَنَعَ سُؤْرًا - أيْ طَعَامًا - فَحَيْ هَلَا بِكُمْ، وَقَالَ ﷺ لِجَابِر: «قُل لِامرَأتِكَ لَا تَنْزِعُ البُرْمَةَ، وَلَا الخُبزَ مِنَ التَّنورِ حَتَّى آتِيَ»، فَجِئْتُهَا فَقُلْتُ لَهَا: وَيْحَكِ!! جَاءَكِ النَّبِيُّ ﷺ بِالمُهَاجِرِينَ، وَالأنْصَارِ، وَمَنْ مَعَهُمْ، قَالَتْ: هَلْ سَألكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَتْ: اللهُ وَرَسُولُهُ أعْلَمُ. فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ ﷺ: «ادخُلُوا، وَلَا تَضَاغَطُوا» - أي لَا تَتَزَاحَمُوا - فَسَمَّى فَأكَلَ، وَجَعَلَ يَكْسِرُ الخُبْزَ، وَيَجْعَلُ عَلَيهِ اللَّحْمَ، وَيُقَرِّبُ إِلَى أصْحَابِهِ، فَلَم يَزَلْ يَكْسِرُ الخُبْزَ، وَيَغْرِفُ حَتَّى شَبِعُوا، وَهُمْ ألفُ، وَبَقِيَ بَقِيةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لامرَأتِي: «كُلِي هَذَا، وَأهْدِي؛ فَإِنَّ النَّاسَ أصَابَتْهُمْ مَجَاعَةٌ».

 

ثانيًا: بشرى النبي بفتح اليمن، والشام والمغرب، والمشرق: ورويَ عن سلمان الفارسي رضي الله عنه: أنه قال: «ضربت في ناحية من الخندق، فغلُظت عليَّ صخرة، ورسول الله ﷺ قريب مِنِّي، فلما رآني ورأى شدة المكان علي، نزل فأخذ المعول من يدي، فضرب به ضربة لمعت تحت المعول بَرقَة، ثم ضرب به ضربة أخرى، فلمعت تحته برقة أخرى، ثم ضرب به الثالثة فلمعت تحته برقة أخرى، قال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله!، ما هذا الذي رأيت تحت المعول وأنت تضرب؟، قال ﷺ: «أما الأولى فإن الله فتح عليّ بها اليمن، وأما الثانية فإن الله فتح عليّ بها الشام والمغرب، وأما الثالثة فإن الله فتح عليّ بها المشرق».

 

رواية أخرى تؤكد البشائر التي بشر بها النبي صلى الله عليه وسلم: وعن البراء رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ قال في الضربة الأولى: «الله أكبر أُعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأُبصر قصورها الحُمر من مكاني هذا». وبالضربة الثانية قال: «الله أكبر أُعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأُبصر المدائن، وأُبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا». وبالضربة الثالثة قال: «الله أكبر أُعطيت مفاتيح اليمن، والله أني لأُبصرُ أبواب صنعاء من مكاني هذا». فكبر المسلمون عند ذلك، واستبشروا وقالوا: موعود صادق بار، وُعِدْنَا النصر بعد الحصر، والفتح!!

 

تحقق البشائر التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم: وصدق رسول الله ﷺ فتحققت هذه البشائر على يد من ربتهم أنوار النبوة، فنشروا دين الإسلام، وأوصلوا عقيدة التوحيد، عقيدة لا إله إلا الله محمَّدٌ رَسُولُ الله إلى حدود المشرق والمغرب، وأعز الله المسلمين على الفرس والروم، بالإسلام وجند المسلمين، فيا عزنا، ويا فخرنا بانتسابنا لديننا، وأجدادنا الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم!!

 

موقع الفريقين: ما إن فرغ المسلمون من حفر الخندق حتى أقبلت قريش فنزلت بأعلى وادي قناة، وأقبلت غطفان حتى نزلوا إلى جانب جبل أحد. وخرج رسول الله ﷺ مع أصحابه حتى جعلوا ظهورهم إلى جبل سَلع.

 

عدة جيش المسلمين: كان المسلمون ثلاثة آلاف مقاتل، وأمر بالصبيان والنساء فجُعلوا في الآطام - أي في الحصون المرتفعة - واستخلف ابن أم مكتوم على المدينة، وأعطى لواء المهاجرين لزيد بن حارثة، ولواء الأنصار لسعد بن عبادة.

 

محاولة اقتحام الخندق: لما أراد المشركون اقتحام المدينة، وجدوا خندقًا عريضًا، فقالوا: والله إن هذه لمكيدة ما كانت العرب تكيدها، فلجؤوا إلى فرض الحصار على المسلمين، وأقاموا على ذلك بضعًا وعشرين ليلة، لم يكن بينهم حرب إلا الرمي بالنبل والحصار.

 

لا بدّ أن يكون لليهود في كل غزوة خيانة ونقض... ماذا فعلوا؟!! ... هيا بنا نتابع وصلوا، وسلموا على هادي الأممِ سيدنا محمَّدٍ الأمينِ، قائدِ الغرِّ المُحجَّلين!! اللهم أوردنا حوضه، واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدًا، وارزقنا شفاعته!!

 

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين صلاة تغمرنا بها بمحبتك؛ ليهون علينا كل شيء، ونعرفك بها، ويصغر لدينا كل شيء، ونوحدك بها يا ربنا، ولا نشرك بك شيئًا، وتجعلنا بها في حصنك؛ لنكون من الآمنين. اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه صلاة يزكو فيها العمل، ونبلغ بها غاية الأمل.

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي

آخر تعديل علىالأربعاء, 10 كانون الثاني/يناير 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع