الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مختصر السيرة النبوية العطرة ح 197 السنة الخامسة للهجرة - غزوة الخندق - الجزء الخامس

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 197

السنة الخامسة للهجرة - غزوة الخندق - الجزء الخامس

 

 

 

ورأى عمرو بن ود تقاعس المسلمين عن مبارزته فازداد - وهو يختال على فرسه في ساحة الحرب وحده اعتدادًا بنفسه – وهو لا يفتأ يردد: " هل من مبارز؟ هل من مناجز؟ ثم ينشد قائلا:

 

وَلَقَــدْ بُحِحْــتُ مِنَ النِّــدَا ... ءِ بِجَمْعِكُمْ هَلْ مِنْ مُبَارِزْ

 

وَوَقَفْتُ إِذْ جَبُـنَ المُشَجَّـعُ ... وِقْفَــة القِـــرْن المُنَاجِــزْ

 

وَكَـــذَاكَ إِنِّــي لَــــمْ أزَلْ ... مُتَسَرِّعـًا نَحْــوَ الهَزَاهِـزْ

 

إِنَّ الشَّجَاعَــةَ فِـي الفَتَــى ... وَالجُودَ مِنْ خَيرِ الغَرَائِزْ

 

وليس لأحد أن يتهم المقاتلين من المسلمين، ولا سيما أبطال "بدر" و"أحد" بأنهم تعوزهم الشجاعة ... ولكنها الظروف القاسية، والزلزال الشديد  

 

وتزداد دعوات عمرو بن ود حدة، فتصل إلى مسامع المسلمين مؤنبة جارحة، تستهدف إيمانهم بالذات، وهو ينادي فيهم: "أين جنتكم التي تزعمون أنه من قتل منكم دخلها؟ وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم لاستهزاء هذا الكافر بهم، فنادى في جيشه: « من يخرج إلى عمرو، وأنا كافل له على الله الجنة؟؟». وظل جميع الصحابة قابعين في الصمت، فوقف علي من جديد، وقال: "دعني يا رسول الله؛ فإنما أنا بين حسنيين: إما أن أقتله؛ فيدخل النار، وإما أن يقتلني فأدخل الجنة". وكان علي - كرم الله وجهه - في كل مرة يقول: أنا له يا نبي الله، فيقول النبي ﷺ: «اجلس، فإنه عمرو بن عبد ود»، فقال علي في الثالثة: "وإن كان عمرًا"، فأذن له رسول الله ﷺ، وأعطاه سيفه، وعمَّمَهُ وقال: «اللهم أعنه عليه»، ثم ابتهل: «اللهم إن أخذت عبيدة بن الحارث يوم بدر، وحمزة بن عبد المطلب يوم أحد، وهذا عليٌّ، فلا تَدَعُنِي فَردًا، وَأنْتَ خَيرُ الوَارِثِينَ».

 

فماذا فعل علي - كرم الله وجهه - مع خصمه عمرو بن عبد ود؟؟!!... هيا بنا نتابع وصلوا، وسلموا على هادي الأممِ سيدنا محمَّدٍ الأمينِ، قائدِ الغرِّ المُحجَّلين!! اللهم أوردنا حوضه، واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدًا، وارزقنا شفاعته!!

 

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين صلاة تغمرنا بها بمحبتك؛ ليهون علينا كل شيء، ونعرفك بها، ويصغر لدينا كل شيء، ونوحدك بها يا ربنا، ولا نشرك بك شيئًا، وتجعلنا بها في حصنك؛ لنكون من الآمنين. اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه صلاة يزكو فيها العمل، ونبلغ بها غاية الأمل.

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي

آخر تعديل علىالجمعة, 19 كانون الثاني/يناير 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع