- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة
اليوم الثالث عشر
عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم
إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.
الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ: أمَرَ اللهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم بِقِيَامِ اللَّيلِ فَقَالَ جَلَّ مِنْ قَائِلْ: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا) (الإسراء 79) وقال تعالى: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا). (المزمل1-4)
تَقُولُ السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُومُ مِنَ اللَّيلِ حَتَّى تَتَفَطَّرُ قَدَمَاهُ، فَقُلْتُ لَهُ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللهِ، وَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأخَّرَ؟ قَالَ: أفَلَا أكُونُ عَبداً شكوراً». (متفق عليه).
وَلَقَدْ امْتَدَحَ اللهُ تَعَالَى المُتَّقِينَ وَمِنْهُمْ صَحَابَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: (كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (الذاريات 18) رَوَى التِّرمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «عَلَيكُمْ بِقِيَامِ اللَّيلِ فِإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَإِنَّ قِيَامَ اللَّيلِ قُرْبَةٌ إِلَى اللهِ، وَمَنْهَاةٌ عَنِ الإِثْمِ، وَتَكْفِيرٌ لِلسَّيِّئَاتِ، وَمَطْرَدَةٌ لِلدَّاءِ عَنِ الجَسَدِ». (رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ) وَقَدْ ذَكَرَ لَنَا النَّبِيُّ الكَرِيمُ عَلَيهِ السَّلَامُ خَمْسَ فَوَائِدَ لِقِيَامِ اللَّيلِ أَلَا وَهِيَ: أنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ، وَأنَّهُ قُرْبَةٌ إِلَى اللهِ، وَأنَّهُ مَنْهَاةٌ عَنِ الإِثْمِ، وَأنَّهُ تَكْفِيرٌ لِلسَّيِّئَاتِ، وَأنَّهُ مَطْرَدَةٌ لِلدَّاءِ وَالأمْرَاضِ عَنِ الجَسَدِ!!
لِذَلِكَ لَا تَعْجَبْ إِنْ عَلِمْتَ أّنَ سَيِّدَ التَّابِعِينَ سَعِيدَ بنَ المُسَيِّبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ظَلَّ عِشْرِينَ عَامًا يُصَلِّي الفَجْرَ بِوُضُوءِ العِشَاءِ، أيْ أنَّهُ لَا يَنَامُ اللَّيلَ أبَداً!!
وَإِنَّ مِنْ أعْظَمِ مَا يُعِينُ عَلَى قِيَامِ اللَّيلِ تَذَكُّرُ فَوَائِدِهِ وَثَمَرَاتِهِ الَّتِي تَعُودُ عَلَى العَبْدِ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ، وَهِيَ كَثِيرَةٌ نَذْكُرُ خَمْساً مِنْهَا ألَا وَهِيَ: أنَّهُ سَبَبٌ لِنَيلِ الجَنَّةِ. وَأنَّهُ سَبِيلٌ إِلَى القِيَامِ بِشُكْرِ نِعْمَةِ اللهِ عَلَى العَبْدِ. وَأنَّهُ يُقَرِّبُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُو سَبَبٌ فِي تَكْفِيرِ سَيِّئَاتِ العَبْدِ وَمَغْفِرَةِ ذُنُوبِهِ. وَأَنَّهُ يُعَرِّضُ صَاحِبَهُ لِلنَّفْحَاتِ الإِلَهِيَّةِ، وَيَكُونُ سَبَباً لِإِجَابَةِ دُعَائِهِ وَإِعْطَائِهِ سُؤْلَهُ. وَأنَّهُ يُحَصِّل لِصَاحِبِهِ الثَّوَابَ المُضَاعَفَ: فَقلِيلُهُ يُزِيلُ عَنهُ اسْمَ الغَفْلَةِ، وَمُتَوَسِّطُهُ يَكْسُوهُ اسْمَ "القَنُوتِ"، أيْ أَنَّهُ يَكُونُ مِنَ القَانِتِينَ، وَكَثِيرُهُ يَجْلِبُ لَهُ قَنَاطِيرَ الأَجْرِ.
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آ لِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.