- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة
اليوم الثاني والعشرون
أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام
إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.
الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَاماً عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَمٍ t أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا باللَّيْل وَالنَّاسُ نِيامٌ، تَدخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلامٍ. (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ) وَعنْ أَبي هُريرةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَفْضَلُ الصيَّامِ بعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ المُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ بعدَ الفَرِيضَةِ صَلاةُ اللَّيْل». (رَوَاهُ مُسلِمٌ).
وَعَنِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا، أَن النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذا خِفْتَ الصُّبْح فَأَوْتِرْ بِواحِدَةِ متفقٌ عَلَيْهِ». وَعَنْهُ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُصلِّي منَ اللَّيْل مَثْنَى مَثْنَى، وَيُوترُ بِرَكعة». (متفقٌ عَلَيْهِ). هَذِهِ الأحَادِيثُ الأرْبَعَةُ تَتَعَلَّقُ بِصَلَاةِ اللَّيلِ، وَبَيَانِ فَضْلِهَا، وَكَيفِيَّةِ أدَائِهَا مَثْنَى مَثْنَى كَمَا فَعَلَهَا النَّبِيُّ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَصَلَاةُ اللَّيلِ قُرْبَةٌ عَظِيمَةٌ، وَهِيَ مِنْ عَمَلِ الرُّسُلِ وَالأخْيَارِ، وَمِنْ عَمَلِ عِبَادِ الرَّحْمَنِ، وَهِيَ مَشْرُوعَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ، أنْ يُصَلِّي التَّهَجُّدَ بِاللَّيلِ بِمَا يَسَّرَ اللهُ فِي أوَّلِهِ، أوْ فِي وَسَطِهِ، أوْ فِي آخِرِهِ، حَسَبَ مَا يَتَيَسَّرُ، تَقُولُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: «مِنَ اللَّيلِ قَدْ أوْتَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مِنْ أوَّلِهِ وَأوْسَطِهِ وَآخِرِهِ، فَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ». فَلَقَدِ اسْتَقَرَّ وِتْرُهُ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أخِيراً فِي الثُّلُثِ الأَخِيرِ مِنَ اللَّيلِ، وَهُوَ الأفْضَلُ، وَمَنْ خَافَ ألَّا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيلِ شُرِعَ لَهُ أنْ يُوتِرَ مِنْ أوَّلِ اللَّيلِ، وَقَدْ أوْصَى النَّبِيُّ ﷺ أبَا هُرَيْرَةَ وَأبَا الدَّرْدَاءِ بِالوِتْرِ أوَّلَ اللَّيلِ، وَالظَّاهِرُ أنَّهُمَا كَانَا يَخْشَيَانِ ألَّا يَقُومَا فِي آخِرِ اللَّيلِ.
يَقُولُ النَّبِيُّ ﷺ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ: «أيُّهَا النَّاسُ أطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الأرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلَامٍ». فَالمُسْلِمُونَ شُرِعَتْ لَهُمْ هَذِهِ الخِصَالُ الأرْبَعُ: إِفْشَاءُ السَّلَامِ، وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَصِلَةُ الأرْحَامِ، وَصَلَاةُ اللَّيلِ، كُلُّ هَذَا مَشْرُوعٌ، فَالمُؤْمِنُ يُفْشِي السَّلَامَ فِي الطَّرِيقِ، وَفِي بَيتِهِ، وَأيْنَمَا كَانَ يُفْشِي السَّلَامَ اتِّبَاعاً لسُنَّةِ النبي صلى الله عليه وسلم، وَقُرْبَةً لَهُ عِنْدَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَالمُؤْمِنُ يُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَيَتَصَدَّقُ عَلَى أقَارِبِهِ، وَعَلَى غَيرِهِمْ، مِنَ الفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ، قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ أيُّ العَمَلِ أفْضَلُ؟ قَالَ: «أنْ تُطْعِمَ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأَ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ» فَمَنْ فَعَل ذَلِكَ دَخَلَ جَنَّةَ رَبِّهِ بِسَلَامٍ. جَعَلَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْهُمْ!!
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.