- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام
(ح164) الخليفة هو قائد الجيش, وهو الذي يعين رئيس الأركان
الحَمْدُ للهِ ذِي الطَّولِ وَالإِنْعَامْ, وَالفَضْلِ وَالإِكرَامْ, وَالرُّكْنِ الَّذِي لا يُضَامْ, وَالعِزَّةِ الَّتِي لا تُرَامْ, والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَيرِ الأنَامِ, خَاتَمِ الرُّسُلِ العِظَامْ, وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَأتبَاعِهِ الكِرَامْ, الَّذِينَ طَبَّقُوا نِظَامَ الإِسلامْ, وَالتَزَمُوا بِأحْكَامِهِ أيَّمَا التِزَامْ, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ, وثَبِّتنَا إِلَى أنْ نَلقَاكَ يَومَ تَزِلُّ الأقدَامُ يَومَ الزِّحَامْ.
أيها المؤمنون:
السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ: نُتَابِعُ مَعَكُمْ سِلْسِلَةَ حَلْقَاتِ كِتَابِنا: "بُلُوغُ المَرَامِ مِنْ كِتَابِ نِظَامِ الِإسْلَامِ"وَمَعَ الحَلْقَةِ الرَّابِعَةِ وَالسِّتِينَ بَعدَ المِائَةِ, وَعُنوَانُهَا:"الخَلِيفَةُ هُوَ قَائِدُ الجَيشِ, وَهُوَ الَّذِي يُعَيِّنُ قَائِدَ الأَركَانِ". نَتَأمَّلُ فِيهَا مَا جَاءَ فِي الصَّفحَةِ السَّابِعَةِ بَعْدَ الـمِائَةِ مِنْ كِتَابِ "نظامُ الإسلام" لِلعَالِمِ والـمُفَكِّرِ السِّيَاسِيِّ الشَّيخِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانِيِّ. يَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ:
المادة 65: الخَلِيفَةُ هُـوَ قَـائِـُد الجَيشِ، وَهُوَ الَّذِي يُعَيِّنُ رَئِيسَ الأَركَانِ، وَهُوَ الَّذِي يُعَيِّنُ لِكُلِّ لِوَاءٍ أَمِيراً، وَلِكُلِّ فِرقِةٍ قَائِداً. أَمَّا بَاقِي رُتَبِ الجَيشِ فَيُعَيِّنُهُمْ قُوَّادُهُ وَأُمَرَاءُ أَلوِيَتِهِ. وَأَمَّا تَعيِينُ الشَّخْصِ فِي الأَركَانِ فَيَكُونُ حَسَبَ دَرَجَةِ ثَقَافَتِهِ الحَربِيَّةِ، وَيُعَيِّنُهُ رَئِيسُ الأَركَانِ.
المادة 66: يُجعَلُ الجَيشُ كُلُّهُ جَيشاً وَاحِداً يُوضَعُ فِي مُعَسْكَرَاتٍ خَاصَّةٍ. إِلَّا أَنَّهُ يَجِبُ أَنْ تُوضَعَ بَعْضُ هَذِهِ الـمُعَسْكَرَاتِ فِي مُختَلِفِ الوِلَايَاتِ، وَبَعْضُهَا فِي الأَمكِنَةِ الاستَراتِيجِيَّةِ، وَيُجْعَلُ بَعضُهَا مُعَسْكَرَاتٍ مُتَنَقِّلَةً تَنَقُّلاً دَائِمِيّاً تَكُونُ قُوَّاتٍ ضَارِبَةً. وَتُنَظَّمُ هَذِهِ الـمُعَسْكَرَاتُ فِي مَجْمُوعَاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ يُطْلَقُ عَلَى كُلِّ مَجمُوعَةٍ مِنهَا اسْمُ جَيشٍ، وَيُوضَعُ لَهَا رَقْمٌ فَيُقَالُ:"الجَيشُ الأَوَّلُ، الجَيشُ الثَّالِثُ مَثَلاً، أَوْ تُسَمَّى بِاسْمِ وِلَايَةٍ مِنَ الوِلَايَاتِ أَوْ عِمَالَةٍ مِنَ العِمَالَاتِ.
وَنَقُولُ رَاجِينَ مِنَ اللهِ عَفْوَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَرِضْوَانَهُ وَجَنَّتَهُ: يَا أُمَّةَ الإِيمَانْ, يَا أُمَّةَ القُرآنْ, يَا أُمَّةَ الإِسلَامْ, يَا أُمَّةَ التَّوحِيدْ, يَا مَنْ آمَنتُمْ بِاللهِ رَبّاً, وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّاً وَرَسُولاً, وَبِالقُرآنِ الكَرِيمِ مِنهَاجاً وَدُستُوراً, وَبِالإسلَامِ عَقِيدَةً وَنِظَاماً لِلْحَياَة,ِ أَيُّهَا الـمُسلِمُون فِي كُلِّ مَكَانْ, فَوقَ كُلِّ أَرضٍ, وَتَحتَ كُلِّ سَمَاءْ, يَا خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَتْ لِلنَّاسِ, أَيُّهَا المُؤمِنُونَ الغَيُورُونَ عَلَى دِينِكُمْ وَأُمَّتِكُمْ. أعَدَّ الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ النَّبهَانِيُّ هُوَ وَإِخوَانُهُ العُلَمَاءُ فِي حِزْبِ التَّحرِيرِ دُستُورَ الدَوْلَةِ الإِسْلامِيَّةِ, وَهَا هُوَ يُوَاصِلُ عَرْضَهُ عَلَيكُمْ حَتَّى تدرُسُوهُ وَأنتمْ تَعْمَلُونَ مَعَنَا لإِقَامَتِهَا, وَهَاتَانِ هُمَا المَادَّتَانِ الخَامِسَةُ وَالسِّتُونَ, وَالسَّادِسَةُ وَالسِّتُونَ. وَإِلَيكُمْ بَيَانَ أَدِلَّةِ هَاتَينِ المَادَّتَينِ مِنْ كِتَابِ مَقَدِّمَةِ الدُّستُورِ:
أولاً: المادة الخامسة والستون: الخِلَافَةُ رِئَاسَةٌ عَامَّةٌ لِلمُسلِمِينَ جَمِيعاً فِي الدُّنيَا؛ لِإِقَامَةِ أَحْكَامِ الشَّرعِ، وَحَمْلِ الدَّعْوَةِ إِلَى العَالَمِ. وَالطَّرِيقَةُ الأَسَاسُ لِحَمْلِ الدَّعْوَةِ إلَى العَالَمِ هِيَ الجِهَادُ، فَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَتَوَلَّى هُوَ، أَيِ الخَلِيفَةُ، الجِهَادَ؛ لِأَنَّ عَقْدَ الخِلَافَةِ وَقَعَ عَلَى شَخْصِهِ، فَلَا يَجُوزُ أَنْ يَقُومَ بِهِ غَيرُهُ؛ لِذَلِكَ كَانَ تَوَلِّي أُمُورِ الجِهَادِ خَاصّاً بِالخَلِيفَةِ، لَا يَجُوزُ أَنْ يَقُومُ بِهِ غَيرُهُ، وَإِنْ كَانَ يَقُومُ بِالجِهَادِ كُلُّ مُسْلِمٍ. فَالقِيَامُ بِالجِهَادِ شَيءٌ، وَتَوَلّي الجِهَادَ شَيءٌ آخَرُ. فَالجهَادُ فَرْضٌ عَلَى كُلِّ مُسلِمٍ، وَلَكِنَّ تَوَلّي الجهَادَ إِنَّمَا هُوَ لِلخَلِيفَةِ لَيسَ غَير. أَمَّا إِنَابَةُ الخَلِيفَةِ مَنْ يَقُومُ عَنهُ فِيمَا فُرِضَ عَلَيهِ أَنْ يَقُومَ بِهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ جَائِزٌ تَحْتَ اطْلَاعِهِ وَبِإِشرَافِهِ، وَلَيسَ جَائِزاً بِشَكْلٍ مُطْلَقٍ مَعَ الاستِقلَالِ دُونَ إِطْلَاعِهِ، وَمِنْ غَيرِ إِشرَافِهِ.
وَإِطْلَاعُ الخَلِيفَةِ هُنَا لَيسَ مِنْ قَبِيلِ المُطَالَعَةِ الَّتِي لِلمُعَاوِنِ، بِل إِطْلَاعُهُ هُنَا هُوَ أَنْ تَكُونَ مُبَاشَرَةُ مَنْ يَنُوبُ عَنهُ تَحْتَ تَوَلِّيهِ هُوَ، وَبِإِشْرَافٍ مِنهُ. وَقِيَادَةُ الجَيشِ بِهَذَا القَيدِ، أَيْ تَحْتَ نَظَرِ الخَلِيفَةِ وَبِإِشْرَافِهِ، يَجُوزُ أَنْ يُوَلِّيهَا مَنْ يَشَاءُ، أَمَّا تَوَلِّيهَا دُونَ إِشرَافِهِ، وَدُونَ أَنْ تَكُونَ تَحْتَ نَظَرِهِ إِلَّا بِشَكْلٍ اِسْمِيٍّ فَلَا يَجُوزُ؛ لِأَنَّ عَقْدَ الخِلَافَةِ وَقَعَ عَلَى شَخْصِهِ، فَيَجِبُ أَنْ يَتَوَلَّى أُمُورَ الجِهَادِ. وَلِهَذَا فَإِنَّ مَا يُقَالُ فِي الأَنظِمَةِ الأُخْرَى غَيرِ الإِسلَامِيَّةِ مِنْ أَنَّ رَئِيسَ الدَّولَةِ هُوَ القَائِدُ الأَعْلَى لِلجَيشِ، فَيُجْعَلَ قَائِداً شَكْلاً، ويُعَيِّن قَائِداً يَستَقِلُّ بِالجَيشِ، يُعتَبَرُ بَاطِلاً فِي نَظَرِ الإِسلَامِ، وَهُوَ كَلَامٌ لَا يُقِرُّهُ الشَّرْعُ، بَلْ الشَّرْعُ يُوجِبُ أَنْ يَكُونَ قَائِدُ الجَيشِ الفِعْلِيُّ هُوَ الخَلِيفَةُ. أَمَّا غَيرُ القِيَادَةِ مِنَ الأُمُورِ الفَنِّيَّةِ أَوِ الإِدَارِيَّةِ أَوْ غَيرِ ذَلِكَ، فَإِنَّ لِلخَلِيفَةِ أَنْ يُعيِّنَ لَهَا مَنْ يَنُوبُ عَنهُ، وَلَا يَلْزَمُ أَنْ تَكُونَ تَحْتَ نَظَرِهِ الفِعْلِيِّ كَالقِيَادَةِ.ثُمَّ إِنَّ الرَّسُولَ r كَانَ يَتَوَلَّى بِنَفْسِهِ قِيَادَةَ الجَيشِ الفِعْلِيَّةَ، وَكَانَ يَتَوَلَّى قِيَادَةَ المَعَارِكِ، وَكَانَ يُعَيِّنُ قُوَّاداً عَلَى فِرَقِ الجَيشِ الَّتِي تَخرُجُ لِلقِتَالِ، دُونَ أَنْ يَكُونَ هُوَ مَعَهَا، وَهِيَ السَّرَايَا، وَكَانَ يُوَلِّي عَلَى كُلِّ سَرِيَّةٍ قَائِداً، وَكَانَ فِي بَعْضِ الأَحْيَانِ يَحْتَاطُ فِي تَعْيِينِ مَنْ يَخْلُفُهُ إِنْ قُتِلَ، كَمَا حَصَلَ فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ، فَقَدْ رَوَى البُخَارِيُّ عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «أَمَّرَ رَسُولُ اللَّهِ r فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r إِنْ قُتِلَ زَيْدٌ فَجَعْفَرٌ وَإِنْ قُتِلَ جَعْفَرٌ فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ». فَالخَلِيفَةُ هُوَ الَّذِي يُعَيِّنُ قَائِدَ الجَيشِ، وَهُوَ الَّذِي يُعَيِّنُ أُمَرَاءَ أَلوِيَتِهِ، وَيَعقِدُ لَهُمُ اللِّوَاءَ، وَيُعَيِّنُ قُوَّادَ الفِرَقِ، فَإِنَّ الجَيشَ الَّذِي كَانَ يُرسَلُ إِلَى الشَّامِ، كَجَيشِ مُؤْتَةَ، وَجَيشِ أُسَامَةَ، كَانَ لِوَاءً، بِدَلِيلِ عَقْدِ الرَّسُولِ r لِأُسَامَة َاللِّوَاءَ، وَالسَّرَايَا الَّتِي كَانَتْ تُحَارِبُ فِي الجَزِيرَةِ وَترَجعُ، كَسَرِيَّةِ سَعْدٍ بْنِ أَبِي وَقَاصٍ الَّتِي أَرسَلَهَا نَحْوَ مَكَّةَ، كَانَتْ بِمَثَابَةِ فِرقَةٍ، مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ أُمَرَاءَ الألوِيَةِ، وَقُوَّادُ الفِرَقِ، يُعَـيِّـنُهُمُ الخَلِيفَةُ.
أَمَّا غَيرُ أُمَرَاءِ الجُيُوشِ، وَقُوَّادِ السَّرَايَا، فَلَمْ يَثْبُتْ عَنِ الرَّسُولِ r أَنَّهُ عَيَّنَهُمْ، مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يَتْرُكُ أَمْرَ تَعْيِينِهِمْ فِي الغَزْوَةِ إِلَى رُؤَسَائِهِمْ. وَأَمَّا رَئِيسُ الأَركَانِ، وَهُوَ المَسئُولُ عَنِ الأُمُورِ الفَنِّيَّةِ، فَإِنَّهُ كَقَائِدِ الجَيشِ، يُعَيِّنُهُ الخَلِيفَةُ، وَيَقُومُ بِعَمَلِهِ مِنْ غَيرِ تَوَلِّي الخَلِيفَةِ الـمُبَاشَرِ لَهُ، وَإِنْ كَانَ تَحْتَ أَمْرِ الخَلِيفَةِ.
ثانياً: المادة السادسة والستون: ويُجعَلُ الجَيشُ الإِسلَامِيُّ جَيشاً وَاحِداً مُؤَلَّفاً مِنْ جُيُوشٍ عِدَّةٍ، وَيُوضَعُ لِكُلَّ جَيشٍ مِنْ هَذِهِ الجُيُوشِ رَقَمٌ، فَيُقَالُ: الجَيشُ الأَوَّلُ، الجَيشُ الثَّالِثُ مَثَلاً، أَوْ يُسَمَّى بِاسْمِ وِلَايَةٍ مِنَ الوِلَايَاتِ، أَو عِمَالَةٍ مِنَ العِمَالَاتِ، فَيُقَالُ، جَيشُ الشَّامِ، جَيشُ مِصْرَ، جَيْشُ صَنْعَاءَ مَثَلاً. وَيُوضَعُ الجَيشُ الإِسلَامِيُّ فِي مُعَسْكَرَاتٍ خَاصَّةٍ، فَتُوضَعُ فِي كُلِّ مُعَسْكَرٍ مِنهَا مَجمُوعَةٌ مِنَ الجُنْدِ، إِمَّا جَيشاً وَاحِداً، أَوْ قِسْماً مِنْ جَيشٍ، أَوْ جُيُوشٍ عِدَّةٍ. إِلَّا أَنَّهُ يَجِبُ أَنْ تُوضَعَ هَذِهِ المُعَسْكَرَاتُ فِي مُختَلِفِ الوِلَايَاتِ، وَبَعْضِهَا فِي قَوَاعِدَ عَسْكَرِيَّةٍ، وَيُجعَلُ بَعضُهَا مُعَسْكَرَاتٍ مُتَنَقِّلَةٍ تَنَقُّلاً دَائِمِيّاً، تَكُونُ قُوَّاتٍ ضَارِبَةً، وَيُطلَقُ عَلَى كُلِّ مُعَسْكَرٍ مِنهَا اسْمٌ خَاصٌّ، كَمُعَسْكَرِ الحَبَّانِيَّةِ مَثَلاً، وَتَكُونُ لِكُلِّ مُعَسْكَرٍ رَايَةٌ خَاصَّةٌ. هَذِهِ التَّرتِيبَاتُ، إِمَّا أَنْ تَكُونَ مِنَ المُبَاحَاتِ كَتَسْمِيَةِ الجُيُوشِ بِأَسْمَاءِ الوِلَايَاتِ، أَوْ بِأَرْقَامٍ مُعَيَّنَةٍ، فَتُتْرَكُ لِرَأْيِ الخَلِيفَةِ وَاجتِهَادِهِ، وَإِمَّا أَنْ تَكُونَ مِنْ بَابِ (مَا لَا يَتِمُّ الوَاجِبُ إِلَّا بِهِ فَهُوَ وَاجِبٌ)، كَأَنْ تَكُونَ لَا بُدَّ مِنهَا لِحِمَايَةِ البِلَادِ، كَتَرتِيبَاتِ الجَيشِ فِي الثُّغُورِ، وَوَضْعِ الجَيشِ فِي مُعَسْكَرَاتٍ فِي الأَمْكِنَةِ الاستَرَاتِيجيَّةِ لِحِمَايَةِ البِلَادِ ... وَنَحْوِ ذَلِكَ. وَقَسَّمَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ مُعَسْكَرَاتِ الجَيشِ عَلَى الوِلَايَاتِ، فَصَيَّرَ فِلَسْطِينَ جُنْداً (فَيلَقًا) وَالمُوصِلَ جُنْداً، وَكَانَ يَجْعَلُ فِي مَرْكَزِ الدَّولَةِ جُنْداً، وَيَجْعَلُ لَدَيهِ جَيشاً فِي مَوقِعٍ حَصِينٍ يَكُونُ عَلَى استِعْدَادٍ لِلقِتَالِ عِندَ أَوَّلِ إِشَارَةٍ.
أيها المؤمنون:
نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة, وَلِلحَدِيثِ بَقِيَّةٌ, مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى, فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً, نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ, سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام, وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا, وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه, وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَىْ مِنْهَاْجِ النُّبُوَّةِ في القَريبِ العَاجِلِ, وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها, إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم, وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.