يوم الجمعة عدوّ الطواغيت
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما بدأت الثورات في الدول العربية منطلقة من تونس، كان ليوم الجمعة المبارك حضوراً أساسيا في حركة الثورة، فبالرغم من أن الدعوة للمسيرات وتنظيمها كان يتم عن طريق الفيس بوك والشبكات الإجتماعية، إلا أن المسلمين بجميع توجهاتهم كانوا يحددون يوم الجمعة يوماً حاسماً للوقوف في وجه الأنظمة القمعية، فكان ليوم الجمعة مُسمّيات ترتعد لها الأنظمة خوفاً، فمنها جمعة الغضب وجمعة الصمود وجمعة الرحيل وجمعة النصر، وغيرها من الجُمَع المرعبة للأنظمة، فكان يوم الجمعة يوماً عَسيراً، على الحكامِ غير يَسِير... حتى أن أول الساقطين (بن علي) قد تهاوى فعلاً في يوم جمعة مبارك، بتاريخ 14 كانون الثاني، تبعه فرعون مصر الذي سقط عرشه في جمعة مباركة أيضاً بتاريخ 11 شباط.
واستمرّ يوم الجمعة سلاحاً عتيداً في أيدي العُزّل من أبناء الأمة الذين انتفضوا في وجه الحكام الطغاة، فهم يوحدون صفهم في ذلك اليوم المبارك، ويجمعون جمعهم، وينطلقون متوضئين بعد صلاة الجمعة، مطالبين بتحريرهم من الظلم والاستبداد، أما الحكام الظلمة، فيجيّشون جيوشهم، ويجمعون شبيحتهم وبلاطجتهم ومرتزقتهم، ويعّدون أسلحتهم، لمواجهة المصلّين الخارجين من مساجدهم ليوغلوا فيهم قتلاً وتشريداً وضرباً وملاحقة، في مشهد يظن من يراه أن هذه الجيوش لو سارت نحو فلسطين لحررتها في ساعات، ولكنها في الحقيقة قد سيقت لقتل إخوانهم المسلمين..!!
إن حركة أبناء الأمة وتركيزهم على يوم الجمعة -أعظم الأيام عند الله- وخروجهم بعد الصلاة من المساجد تلفت النظر إلى أمر هام: ذلك أن أبناء الأمة لا يجمعهم عند الشدائد إلا جامع العقيدة الإسلامية، ولا يوحّد صفهم إلا الإسلام العظيم الذي جمعهم على لا إله إلا الله، محمد رسول الله، فكان يوم الجمعة بمثابة الرمز لتلك الثورات، وأنعِم به من رمز.
إن هذه الأمة وعلى مدى قرون عديدة لم تعرف إلا العقيدة الإسلامية، وعندما كسرت عن نفسها أغلال الخوف، لم تختر إلا التمسك بحبل الله الذي لا ينصرم، فكان استبشارهم في يوم الجمعة خيراً، وكانت صلاتهم في الساحات العامة مبعثاً على الصبر والثبات في وجه الأنظمة المجرمة، عسى الله أن يثبّت أقدامهم على الحق المبين، ويزيحوا عن أنفسهم بقية الطواغيت في أيام جمع مباركة، إنه سميع مجيب.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير
الأستاذ أبو زيد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته