يا حفيدات بلقيس عسعس الليل وآن للصبح أن يتنفس
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
لا زالت الثورات ضد الأنظمة الحاكمة الطاغية تعم أرجاء العالم العربي ، يهتف مئات الألوف بسقوط الحكام لإزالة الظلم الذي يجثم على صدور العباد ، يسقط الشهداء والجرحى بالمئات ، في بعضها رحل الطغاة مثل تونس ومصر وآخرها اليمن ، ومنها ما ينتظر مثل ليبيا وسوريا ، وهذا مصير كل الظالمين الفراعنة على مدى التاريخ.
ولو نظرنا إلى اليمن الذي كان يطلق عليه اليمن السعيد لوجدناه أصبح اليمن التعيس بما فعله الحكام من جرائر واستغلال ونهب وظلم وتبعية للغرب الكافر المستعمر.. اليمن الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ) إذا مرّ بكم أهل اليمن يسوقون نساءهم ويحملون أبناءهم على عواتقهم فإنهم منِّي وأنا منهم ) أخرجه الطبراني بإسناد حسن. وقال أيضا عليه الصلاة والسلام : ( اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا ) رواه البخاري و أحمد والنسائي... اليمن الذي كان مستقر عرش بلقيس ومملكة سبأ أصبح الفقر والعوز والذل يملأ أرجاءه ويسكن بيوته ويستوطن أحياءه وشوارعه .
ووضع المرأة في اليمن لا يخفى على أحد من فقر وبؤس، وافتقار للخدمات الصحية والاجتماعية والتعليمية مع أن الخير موجود ويكفي الجميع ولكنها الحكومات الرأسمالية البغيضة وحكام الضرار .
فإن اليمن مثل غيره من البلاد التي لا تُحكم بالإسلام ، فيه تُنتهك أبسط حقوق النساء في العيش بأمان وطمأنينة، نساء لا يأمنَّ على أنفسهن، نساء يتعرضن لكافة أنواع الانتهاك الجسدي والتحرش وسلب حقوقهن بما في ذلك حقهن في التعليم والزواج والميراث الذي كفله لهن الدين الإسلامي وحرمهن منه المجتمع بعاداته وتقاليده ونظمه الاجتماعية وقوانينه العلمانية الرأسمالية التي تقوم على المنفعة والتي تنظر للمرأة نظرة مهينة وعلى أنها سلعة تُباع وتُشترى ويُساوم عليها تحت مسميات مثل الجندرة وحقوق المرأة والصحة الإنجابية والحرية والمساواة وغيرها من مصطلحات خادعة براقة .
يا أخواتي في اليمن .. يا حفيدات بلقيس :
لقد سجلتن أسماءكن في سجل تاريخ الثورة اليمنية ،فلم تكنَّ غائبات عما يجري في الساحة الداخلية المشتعلة، حيث سجلتن حضورا قويا في ساحات التغيير والحرية في صنعاء وفي تعز. أديتن دور الأم والأخت، دور الطبيبة والعاملة ولم يقتصر دوركن على تقديم الأكل والعلاج، بل وقفتن في مسيرات الاحتجاج في وجه الظلم ترددن الشعارات المطالبة برحيل النظام اليمني داعمات موقف إخوانكن وأزواجكن وأبنائكن .
نعم .. رأيناكن تطالبن بإسقاط النظام، وتطالبن بأن يحصل التغيير حتى تنلن حقوقكن الضائعة ، ولكن ما هو النظام الذي تطالبن بإسقاطه ؟هل هو فقط عبد الله صالح حتى لو بقي أسس حكمه الفاسد؟ وما هو التغيير الذي تطلبنه؟ هل هو بشعارات الوطنية البغيضة والعصبية النتنة؟! هل هو بالاستمرار في الخضوع للقوانين الوضعية؟ هذه القوانين التي إن بقي الاحتكام إليها بدل تحكيم شرع الله فلن يحصل التغيير المنشود وإن حصل فسيكون في بعض الأمور الشكلية وفي قوانين تجميلية هنا أو هناك لا ترفع الظلم ولا تنشر الأمن والطمأنينة والخير لأنها مستندة إلى قوانين وضعها البشر وبعيدة عن شرع الله.
هذا الشرع الذي وضعه سبحانه وتعالى وأرسى دعائمه رسوله العظيم صلى الله عليه وسلم قبل أكثر من 1400 عام بقيام دولة الإسلام التي نشرت الخير والعدل والأمان والكرامة والعزة ولم يجرؤ أحد من الأعداء مهما بلغت قوته أن يستهين بها وكذلك لم يجرؤ أحد فيها على التعدي على الأرواح والأعراض والممتلكات مثلما يحصل الآن جهاراً نهاراً في أي مكان وفي أي وقت وبلا حسيب ولا رقيب لغياب الراعي الحامي.
أم يعجبكن الوضع المزري الذي تعشنه في ظل هذا النظام العلماني الرأسمالي التابع لأعداء الله ورسوله وترضيْن بهذا الحرمان والفقر والجور وتسكتن عليه وخيرات البلاد تُنهب وتُمنح للغرب وعملائه وأذنابه طالما بقيت قوانين البشر هي السائدة ؟
وأخبرنني بالله عليكن ما هي الحقوق التي تبحثن عنها؟ هل هي الحقوق التي تكلمت عنها اتفاقية سيداو الخادعة الخبيثة؟! أو هي المساواة ومقارعة الرجال في كل مجال ومكان بعيداً عن الأحكام الشرعية وبغض النظر عن رسالة المرأة الحقيقية وأنها أم وربة بيت وعرض يجب ان يُصان ؟ هل هي في تلك الشعارات التي يدخلها علينا الغرب ويتشدق بها المضبوعون بالحضارة الغربية المزيفة والذين سيحاولون تلويث أفكاركن بها في خضم المتغيرات التي تمر بها البلاد ؟
فيا حفيدات بلقيس التي آمنت بربها وخلعت عنها ثوب العبودية لغير الله تعالى وخضعت لحكمه وتشريعه :
لقد طال الظلام أخواتي واقترب الفجر ، لقد عسعس الليل وآن للصبح أن يتنفس، لا حل لكل ما تعشنه من ذل وفقر وانتهاكات للحقوق إلا بدولة الخلافة ، دولة الإسلام التي تعيد لكنَّ الكرامة والعزة والرفاهية التي تحلمن بها ولن تنلنها في ظل هذه الأنظمة العلمانية ، فتغيير الحاكم لا فائدة منه إذا بقي النظام العلماني الرأسمالي الذي يحكم بغير شرع الله .وتحرير المرأة الحقيقي ليس بالشعارات أو بالتمثل بالغرب وحضارته الزائفة الزائلة ، بل هو بعودة الخلافة التي تحفظ مكانة المراة وكرامتها وعزتها.
فاعملن أخواتي مع العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية وإعادة دولة الإسلام، ولا تنخدعن بمن يحاول حرف مسيرات الخير هذه وإبعادها عن الاحتكام إلى قوانين الله ، وتأكدن أن التغيير الصحيح لن يكون إلا باقتلاع النظام الفاسد من جذوره وهذا لا يكون إلا باستبدال دولة الخلافة الراشدة الثانية به على منهاج النبوة والتي هي وعد الله تعالى وبشرى رسوله صلى الله عليه وسلم حتى تنلن الخير في الدنيا والآخرة بإذن الله. فليس من يعمل مثل من ينتظر النتيجة بدون عمل . قال تعالى :
( لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) .
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي
مسلمة