الثوراتُ سببُها ظلمُ الطُغاةِ والحكمُ بغيرِ ما أنزلَ اللهُ
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكرَ كثيرٌ من السياسيينَ والاقتصاديينَ أنَّ سببَ الثوراتِ في الدولِ العربيةِ هو الفقرُ، وسوءُ الوضعِ الاقتصاديِّ في الدولِ العربيةِ، وقد وُضِعَت الخططُ لدعمِ بعضِ الدولِ لتهدئةِ الشعوبِ وعدمِ الخروجِ في ثوراتٍ ضدَّ حُكامِها، ابتداءً من الدولِ الصناعيةِ الثماني، وانتهاءً بمُحافظِ بنكِ ما يسمى بإسرائيلَ المركزيِّ الذي يُقدِّمُ النصائحَ لحُكّامِ تونس ومصرَ، وكيفَ حافظت إسرائيلُ على اقتصادِها من الانهياراتِ في الأزمةِ الاقتصاديةِ العالميةِ.
إنَّ وضعَ البلادِ الإسلاميةِ ومنها الدولُ العربيةِ يختلفُ اختلافاً كُلياً في تركيبةِ شعوبِ هذه البلادِ عنها في الدولِ الغربيةِ ومنها كيانُ يهود، وذلكَ يعودُ لتركيبةِ هذه الشعوبِ خاصةً أنَّ الذي يتحكمُ في مُقومات هذه الشعوبِ هو العقيدةُ الإسلاميةُ، وعندَ الحديثِ عن أزْمةٍ من الأزَماتِ وطريقةُ حلِّها فإنَّ ذلكَ يعودُ لعقيدةِ هذه الشعوبِ وما ينبثقُ عنها .
ابتداءً نقولُ إنَّ سببَ الثوراتِ في البلادِ العربيةِ ليس الفقرَ ولا سوءَ الوضعِ الاقتصاديِّ، والفقرُ وسوءُ الأوضاعِ الاقتصاديةِ في البلادِ الإسلاميةِ وأيضاً في العالمِ أجمع إنما هو ناتجٌ عن ظلمِ المبدأِ المُطبّقِ في هذه الدولِ، فينتجُ عن هذا الظلمِ الفقرُ والحرمانُ، لذا فإنَّ سببَ الثوراتِ هو ظلمُ الطُغاةِ، وهذا الظلمُ ناتجٌ عن تطبيقِ مبدأٍ يُناقضُ فطرةَ البشريةِ، ألا وهو المبدأُ الرأسماليُّ وتطبيقُ نظامِهِ الاقتصاديِّ في البلادِ الإسلاميةِ نتجَ عنه هذا الفقرُ والحرمانُ.
وإن كان هؤلاءِ السياسيونَ والاقتصاديونَ يُعوّلونَ على أنًّ سببِ الثوراتِ هو الفقرُ، ونقولُ لهم أيضاً إنَّ فسادَ كثيرٍ من نواحي الحياةِ له علاقةٌ بهذه الثوراتِ، ومثالٌ على ذلكَ ما يتعلّقُ بالنظامِ الاجتماعيِّ وحريةِ المرأةِ وما نتجَ عنه من فسادٍ في الأسرةِ وفسادِ المجتمعِ ما تمَّ تطبيقُه من أنظمةٍ تُناقضُ فطرةَ البشريةِ، علاوةً على ذلكَ ما يتعلّقُ بنظامِ الحُكمِ، إن كانَ ديمقراطياً أو دكتاتورياً، وهذا النظامُ ومساوئُه التي جعلت من أبناءِ الأمةِ الإسلاميةِ يعيشونَ في أقبيةِ السجونِ، فلم يبقَ عائلةٌ أو أُسرةٌ إلاّ ونرى أنَّها مكلومةٌ من ظُلمِ هؤلاءِ الحُكّامِ، فخروجُ الملايينِ من أبناءِ هذه الشعوبِ ليس هو العوزَ والجوعَ والفقرَ وحسب.
أمَّا نصائحُ بني صهيونٍ ومنهم هذا المُحافظُ في بنكِ ما يسمى بإسرائيلَ فليحتفظ بها لشعبه، لأنَّ تحسّنَ اقتصادِ كيانِ يهود عائدٌ لسببٍ واحدٍ وهو تخاذلُ وتواطؤ حُكّامِ المنطقةِ مع هذا الكيانِ، فمثلاً اتفاقيةُ الغازِ بينَ مصرَ وكيانِ يهودَ هذه وحدَها تُوفّرُ على كيانِ يهودَ ملايينَ الشواقل يومياً، وهذا بحدِّ ذاته يكفي لتحسينِ الوضعِ الاقتصاديِّ في كيان يهودَ، علاوةً على فتحِ حُدودِ البلادِ في المنطقةِ لصادراتِ كيانِ يهودَ ممّا يجعلُ الحياةَ الاقتصاديةَ في الشركاتِ والمصانعِ لم تتأثرْ بسببِ أزمةٍ اقتصاديةٍ عالميةٍ .
إذن فنصائحُ مُحافظِ بنكِ ما يسمى بإسرائيلَ لهذه الدولِ، كنصائحِ قومِ فرعونَ لفرعونِ حيثُ قالوا، قالَ اللهُ تعالى: وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ [الأعراف : 127].
نعم هذه هي النصائحُ التي يقدمُها أعوانُ الطغاةِ والمنتفعون والمتسلقون لهؤلاءِ الحكامِ كي يخرجوا من أزمتِهم وكي يحافظوا على وجودِهم ومصالحِهم والأموالِ التي ينهبونها من الأمةِ الإسلاميةِ.
نعم، ونحنُ نُقدّمُ النصيحةَ تلوَ النصيحةِ، ونضعُ مُعالجاتِ الأزَماتِ والمشاكلِ ليس للمُسلمينَ فحسب وإنّما للعالمِ أجمعَ بما فيهم اليهودُ والنصارى وغيرُهم من دياناتٍ في أصقاعِ الأرضِ، لذا نُقدِّمُ للجميعِ الحلَّ الشافيَ والعلاجَ لكُلِّ مُصابٍ ألا وهو الإِسلامُ السياسيُّ، وذلكَ بتطبيقِ الإسلامِ في دولةِ الخلافةِ الإسلاميةِ، ومن هُنا نُذكّرُ الجميعَ بقولِ اللهِ تعالى:" الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخبائث وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الأعراف : 157].
إلى الفلاحِ أيُّها الناسُ، وذلكَ باتباع النورِ الذي جاء به محمدٌ صلى اللهُ عليه وسلم، إلى دينِ اللهِ إلى الإسلامِ، وإنّنا في حزبِ التحريرِ ندعو الجميعَ إلى الإسلامِ، وإلى العملِ مع حزبِ التحريرِ لإقامةِ الخلافةِ الإسلاميةِ، وقدْ وعدَنا اللهُ تعالى بالنصر والتمكين، قال تعالى:" الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ [الحج : 4].
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِ العالمينَ
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير
أخوكم أبو جلاء