تركتكم على المحجة البيضاء فكيف صرتم
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أكرمنا بالإسلام ، و زيّن قلوبنا بالإيمان ، و جعل منا ورثة الأنبياء و حملة الأمانة و الدعاة إلى الحقّ ، و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و على آله و صحبه و من دعا بدعوته و التزم طريقه .. و بعد ؛
قلت يا رسول الله : " قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ "
و هاج سيل عارم من الفرح و الحزن و الشوق و العزم ؛ في هذه النفس التي ولدت في زمن عطل فيه شرع الله ، و ضاع العباد و تمزقت البلاد بعد هدم حصن الأمة المنيع
و لكم صحبتها تلك الأخبار عن أيام كنا فيها سادة العالم ؛ فأشرقت الأرض بنور ربها ، و عمّ بين جنباتها عدل الإسلام ، و فتح الله علينا بركات السماء و الأرض
لكنّا بعد ذلك لم نمطر.. فأجدبت الأرض ، و جاع الناس ، و أخذت قوى الطغيان بعد القضاء على دولة الإسلام تعيث فساداً و إفساداً .. و الله لا يحب الفساد !
و مرت علينا سنوات خداعات ،، تماماً كالتي قلت يا رسول الله : " سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة قال الرجل التافه في أمر العامة "
وعرجت سنين الغدر، و تجبر الطغاة ، فويلٌ لهم ، و ويلٌ لكل حاكم ولي من أمر المسلمين شيئا فظلمهم ، و جثم على صدورهم ، و سلب أموالهم ، و زيّن لهم سبل الضلال
قد أعد الفراعنة من حكام العرب و المسلمين عدتهم ، و جمعوا كيدهم ، و ظنّوا بأنّا شرذمة قليلون .. لكنّ أمتك يا رسول الله ، و أحبابك الذين آمنوا بك و إن لم يروك ،،
لم يقيموا على ذلّ و ضيم
فأمّا فرعون ، فأضل قومه و ما هدى
و جنوده غشيهم من اليمّ ما غشيهم ، و أُخذوا بعذاب بئيس
و أمّا عباد الله و أولياؤه ؛ فيستبشرون بنعمة من الله و فضل و أن الله لا يضيع أجر المؤمنين
هذا لسان حالنا الآن في ليبيا و اليمن و الشام إذ قلت فيها : " إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي، فنظرت فإذا هو نور ساطع عُمِدَ به إلى الشام، ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتنُ بالشام "
و في طاجيكستان و أوزبكستان و سائر بلاد المسلمين ،، و التي يذوق فيها حملة الدعوة أصناف العذاب و ما يصدهم ذلك عن سبيل الله
دعاة تسنموا خطى رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و نذروا أنفسهم لنصرة الحقّ ، و لإعادة حكم الله في الأرض
و هم كذلك في أرض الرباط ،، لا ترهبهم سلطة العار و لا تلين من عزائمهم شيئا
رسول الله ،، قد رأيتُهُم .. رأيتُ الفرسان يعتلون صهوات جيادهم ، و بين أعينهم بشراك لهم بالعزة و الرفعة كما قلت : " بَشِّرْ هَذِهِ الأُمَّةَ بِالسَّنَا وَالنَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ فَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ عَمِلَ الآخِرَةِ لِلدُّنْيَا فَلَيْسَ لَهُ فِي الآخِرَةِ نَصِيبٌ "
و في قلوبهم عزم و إيمان ،، شعلةٌ لا تخبو ،، و تتحدى الرياح العاتية
بإطلالتهم يتفجر ضحى تعجّ به الدنيا
و بتكبيرهم زلزال يزأر تحت أقدام الكفار
و بثباتهم نارٌ على أعدائهم تصهر كل الأغلال
لا زال في هذه الأمة خير ،، لا زال فيها رجال و أبطال يتوقون إلى التآم شملهم في ظلّ عزّة الإسلام
بل و يعملون لذلك ..
تركتهم على المحجة البيضاء .. ولا زالوا
زهرة حق