الجمعة، 17 ذو الحجة 1446هـ| 2025/06/13م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

مع الحديث الشريف حديث الرفق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:- إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ ، وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ- رَوَاهُ مُسْلِمٌ - وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ :- قَالَ لِعَائِشَةَ - عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ ، وَإِيَّاكِ وَالْعُنْفَ وَالْفُحْشَ ، إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ " .


الرِّفْقُ:- ضِدُّ الْعُنْفِ وَهُوَ الْمُدَارَاةُ مَعَ الرُّفَقَاءِ وَلِينُ الْجَانِبِ وَاللُّطْفُ فِي أَخْذِ الْأَمْرِ بِأَحْسَنِ الْوُجُوهِ وَأَيْسَرِهَا ،( إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ ) :- أَيْ :- لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ ، يُرِيدُ بِهِمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِهِمُ الْعُسْرَ ، فَيُسَامِحُهُمْ وَلَا يُكَلِّفُ فَوْقَ وُسْعِهِمْ ، أَوْ يُحِبُّ أَنْ يَرْفُقَ الْعِبَادُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا كَمَا بَيَّنَهُ بِقَوْلِهِ (يُحِبُّ الرِّفْقَ) أَيْ :- يَرْضَى بِهِ وَيُثْنِي عَلَيْهِ(وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ) أَيِ:- الْمَثُوبَاتِ وَالْمَآرِبَ أَوْ مِنَ الْأَغْرَاضِ وَالْمَطَالِبِ (مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ ) أي :- ضِدُّ الرِّفْقِ (وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ ) أي :- سُوءِ الرِّفْقِ ، وَهُوَ الْعُنْفُ


اما قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَائِشَةَ(عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ ، وَإِيَّاكِ وَالْعُنْفَ وَالْفُحْشَ ) أي الْمُتَوَلِّدُ مِنْهُ(إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ ) لَا يُوجَدُ(فِي شَيْءٍ ) أي :- مِنَ الذَّوَاتِ وَالْأَعْرَاضِ ( إِلَّا زَانَهُ ) أي:- زَيَّنَهُ وَكَمَّلَهُ (وَلَا يُنْزَعُ ) أي :- لَا يُفْقَدُ وَلَا يُعْدَمُ( مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ) أي:- عَيَّبَهُ وَنَقَّصَهُ أي :- لَا يَكُونُ الرِّفْقُ مُسْتَقِرًّا فِي شَيْءٍ يُتَّصَفُ بِوَصْفٍ مِنَ الْأَوْصَافِ إِلَّا بِصِفَةِ الزِّينَةِ


قال سفيان الثوري لأصحابه : أتدرون ما الرفق؟ هو أن تضع الأمور مواضعها , الشدة في موضعها , واللين في موضعه , والسيف في موضعه , والسوط في موضعه.


قال الغزالي : الرفق محمود وضده العنف والحدة , والعنف ينتجه الغضب والفظاظة , والرفق واللين ينتجهما حسن الخلق والسلامة , والرفق ثمرة لا يثمرها إلا حسن الخلق , ولا يحسن الخلق إلا بضبط قوة الغضب , وقوة الشهوة وحفظهما على حد الاعتدال , ولذلك أثنى المصطفى صلى الله عليه وسلم على الرفق وبالغ فيه.


أي إن الله تعالى لطيف بعباده يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر , فلا يكلفهم فوق طاقتهم بل يسامحهم ويلطف بهم , ( ويعطي علي الرفق ) في الدنيا من الثناء الجميل ونيل المطالب وتسهيل المقاصد , وفي العقبى من الثواب الجزيل ( مالا يعطي على العنف ) أي الشدة والمشقة , ووصف اللّه سبحانه وتعالى نفسه بالرفق إرشاداً وحثاً لنا على تحري الرفق في كل أمر.


اخي المسلم :-

 

ان العمل للتغيير هو الوظيفة الاولى لحملة الدعوة ولا بد ان تشعر الأمة الاسلامية أنك في خدمتهم وأنك تحرص على سعادتهم في الدنيا والأخرة وأن هذا هوهمهم وشغلهم الشاغل - حقيقة - كما كان هم النبي صلى الله عليه وسلم همه انقاذ الناس من النار واسعادهم بالطاعة في الدنيا وبالجنة في الاخرة ، فحملة الدعوة قد شمروا سواعدهم لياخذوا بيد الامة بكل لطف ورفق خالية من الاستعلاء والوحشة والجفوة فهم ينظرون ان يضعوا الامور مواضعها - فان احتاجت لشدة لما فيه خير لمصلحة الامة تشددوا وكشفوا الحقائق لما يحيكه الكفار ضد مصالح الامة فتبنوا مصالحها ونابوا عنها لانهم جزء لايتجزء من الامة الاسلامية - مع دوام جسور المحبة - ليرتقوا بالأمة الإسلامية ويأخذوا بيدها لعز الدنيا والآخرة- باذن الله

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع