تقرير لجنة الاتصالات في السودان
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أقام الإخوة في لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير منتداهم الشهري في 5/مايو 2012م والذي يؤمه أهل الفكر والساسة من قادة الأحزاب والمفكرين، وكان هذه المرة بعنوان : ( السودان بين الاتفاقيات والمهددات ) وقد كان من بين الحضور وزير التربية والتعليم السابق والبروفيسور ناصر السيد أمين عام الحزب الاشتراكي الإسلامي ، وقد قام بتقديم ورقة المنتدى الأستاذ ناصر رضا رئيس لجنة الاتصالات المركزية والتي قدم لها بحديث عن الوعي السياسي وأهميته في نهضة الشعوب والأمم وقد عرف الوعي السياسي بأنه النظرة للعالم من زاوية خاصة وهو بالنسبة للأمة الإسلامية هي زاوية العقيدة الإسلامية.
وقد استشهد الأستاذ ناصر رضا بعدد من الشواهد ليشرح للحضور موضوعه المطروح فتناول فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ليدلل على وضوح الزاوية الخاصة بالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم، فمثلاً أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم تحييد الوثنيين من أهل مكة حتى يتفرغ ليهود خيبر الذين كانوا يشكلون دعماً لوجستياَ معادياً لدولة الإسلام ، فكان له ما أراد بتوقيع اتفاقية الحديبية والتفرغ لليهود في خيبر فتم استئصالهم باعتبار أنهم يشكلون حجر عثرة في وجه الدعوة الإسلامية ، وبعد أن اطمأن المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى أوضاع الدولة الداخلية قام بإرسال الرسل ومخاطبة القياصرة والملوك عارضاً قضيته التي بعث بها فكان هذا أنموذجا حياً لتجسد الوعي السياسي في فعل الرسول صلى الله عليه وسلم.
أيضاً تناول الأستاذ ناصر رضا العديد من الممارسات السياسية في التاريخ التي تدلل على الوعي السياسي وعلى سبيل المثال ما قام به المستعمر الانجليزي في السودان من أجل فصل جنوب السودان عن شماله وتهيئة بقية أجزائه للتفتيت فقد بدأ المستعمر بوضع خططه للسودان موضع التنفيذ منذ العام 1922م عندما قام بطرح قوانين المناطق المغلقة تلك القوانين التي استهدفت الوجود الإسلامي في المنطقة بل إنها فصلت تحديداً لطرد الإسلام وكل ما يرتبط به من لغة عربية وتجار مسلمين وأزياء عربية وكل ما له صله بالإسلام وقد نجح الاستعمار الإنجليزي في تحقيق أهدافه في المنطقة ولا يستحى الرئيس عمر البشير وهو يصرح قائلاً بالعامية السودانية : ( اديناهم دولة كاملة بي مواردها قايلنهم بيفهمو ) هكذا وأمام ملأ من الناس وعبر وكالات الأنباء والإعلام، يصرح البشير بانه تنازل عن أرض الجنوب الحبيب بلا ثمن وبالمقابل إذا قورن هذا التصريح بذلك الموقف الذي سجله السلطان عبد الحميد بحروف من نور وهو يرفض أن يعطي اليهود فلسطين قائلاً: فلسطين ليست ملك يميني وإنما هي ملك الأمة الإسلامية وقد رويت بدماء أجدادي، وإن عمل المبضع في جسدي أهون علي من أن يقتطع شبر من بلاد المسلمين) فكان هذا الموقف نموذجاً مضيئاًَ في تاريخ الأمة لتجسد الوعي السياسي بين حكامها وقادتها فعندما غاب الوعي السياسي عن سدة الحكم غابت معه دولة الإسلام وهيبته وقوته فأصبحنا كالأيتام على مائدة اللئام ولا حول ولا قوة إلا بالله .
هذا وقد أشاد الحضور بالورقة وشارك عدد من الضيوف بكلمات ومداخلات كان أبرزها التي قام بها وزير التعليم السابق محمد تورين الذي قال: إن من أخطر المهددات التي تواجه المسلمين اليوم هم شريحة العملاء تلك التي تعمل لمصلحة المستعمر ولذبح شعوبهم ..كما أشاد سعادة الوزير بالورقة وقال: لابد أن تطبع هذه الورقة وتوزع على كافة السياسيين في السودان.
أيضاً شارك االبروفيسور ناصر السيد أمين عام الحزب الاشتراكي الإسلامي بكلمة عن الوجود الصليبي في المنطقة وتركزه منذ وقت طويل واستشهد بأستاذ التاريخ ... برنارد لويس الذي قام بتدريس معظم أساتذة التاريخ الإسلامي في الجامعات ببلاد المسلمين ، ولمن لا يعرف برنارد لويس فهو ذلك اليهوديُّ ديانةً والصهيونيُّ مَشرباً والمستشرق الحاقد على الإسلام وأهله وقد نذر نفسه لمحاربة الإسلام ، وتعليقاً على اتفاقية الحديبية المفترى عليها قال البروفيسر ناصر السيد : ( إن الحديبية لم تكن تنازلات وانكسارات كاتفاقيتي كامب ديفيد ونيفاشا وغيرهما من الاتفاقيات . بل الحديبية كانت نصراً وفتحاً وعندما تم نقضها كان فتح مكة ولذلك فان الحديبية فيها المكاسب السياسية العظيمة التي حققها الرسول صلى الله عليه وسلم.
أعد التقرير من الخرطوم / عصام أحمد أتيم